التصعيد الإسرائيلي، خلفيّات ومقاصد

تم نشره الإثنين 09 أيّار / مايو 2016 10:42 مساءً
التصعيد الإسرائيلي، خلفيّات ومقاصد
د. عادل محمد عايش الأسطل

على الرغم من تواجد تهدئة بين إسرائيل وحركة حماس والتي تمت بوساطة مصريّة، بعد جولة التصعيد الإسرائيلية الأخيرة، إلاّ أن قوات الجيش الإسرائيلي تواصل استفزازاتها على طول الحدود مع القطاع إسرائيلية، وسواء بإطلاق النار على الفلسطينيين أو بتجاوز بالحدود الفاصلة مع القطاع، بحجّة متابعة نشاطاتها الأمنية والمتعلقة بمكافحة شبكة الأنفاق التابعة لحركة حماس.

وذلك – على الأقل - تماشياً مع ما أسفر عنه اجتماع المجلس الوزاري المصغّر(الكابينت)، وهو المضي بمواصلة البحث عن شبكة الأنفاق، وفي ضوء تزايد طموح القادة الاسرائيليين، باتجاه القضاء عليها أو تحييدها على الأقل، باعتبارها تشكّل خطراً استراتيجياً باتجاه إسرائيل، خاصة وأنها تُعدّ الورقة الرابحة للحركة، وبالنظر إلى مقدار نجاعتها خلال الحرب الأخيرة(عمود السحاب) 2014.

قيام قوات إسرائيلية خاصة، بالتوغل إلى داخل حدود قطاع غزة، بحجّة البحث عن أنفاق، اضطرّ حماس، إلى الإعلان عن أنها ضاقت ذرعاً من الاستفزازات الإسرائيلية، وبأنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذا التصعيد، وأكدّت بأنها سترد بما هو مناسب، وبالفعل فقد باشرت بإرسال حفنة من الصواريخ باتجاه القوات المتوغلة، وفي حينها ردّت إسرائيل بسلسلة غارات جوّية، شملت أنحاء متفرقة من القطاع.

كانت سارعت حماس إلى إلقاء مسؤولية التصعيد على إسرائيل، باعتبارها هي من تسعى لتقويض الهدنة القائمة معها، والتي تم الاتفاق عليها برعاية مصرية في أغسطس 2014، من خلال قيامها عمداً باختراق الحدود، بهدف تسخين الأوضاع، وصولاً إلى خوض جولة حرب جديدة، وبالمقابل، فقد قامت إسرائيل بنفي رغبتها في اتهامات حماس، ومن ثمّ قامت بتحويل تلك المسؤولية على عاتقها، باعتبارها هي من تقوم بالتشويش على مهمّة الجيش الأمنيّة.

بغض النظر عن كميّة ردّ الحركة على ذلك التوغل، فإن قيادة الجيش الإسرائيلي لم تكن قد توقعت به، مُعتبرةً أن توغّلها لم يكن سببه الرئيس، حتى أوشكت على التخمين بأن قوّاتها تضع أقدامها فوق مناطق ساخنة، خاصةً وبالنظر إلى أن كانت هناك توغلات مُشابهة، وكانت الحركة تكتفي بإرسال التحذيرات، من أنها حاضرة ضد أي تعدّيات أو أي استفزازات باتجاهها.

ومن ناحيةٍ أخرى، بتذكير إسرائيل، بأن عليها الالتزام ببنود التهدئة الموقعة، وإذا ما كانت حصلت ردود نار، على أي استفزازات إسرائيلية سابقة، فهي قد جاءت على عاتق جهات جهاديّة سلفيّة، وعلى غير رغبة الحركة.

اتضح بعد المناوشات الناريّة، المنطلقة من كلتا الجهتين، بأنها كانت تحذيرية بالأساس، باعتبارها رسائل متبادلة، حيث استنتج الكل من الخبراء والسياسيين في أعقابها، على أن إسرائيل وحركة حماس ليستا معنيتين بتجديد جولة أخرى من القتال، وأنه لا يُحتمل أن يكون أحد ما، فكّر بمحاولة تسخين الحدود، وأن تبادل النيران جاء فقط، بهدف التحذير بأن إسرائيل ساعية في تحقيق سيطرتها الأمنيّة باتجاه المنطقة ككل، وإشارة من حماس، بأنها تُعاني ضغوطاً مُتصاعدة داخل القطاع يجب التخلص منها كيفما كان.

ويمكن ضمن هذا السياق، استنتاج إضافةً إلى ما سبق، أن إسرائيل لا تقصد بقيامها التوغّل إلى داخل القطاع- كما تقول- بأنه كان لمهمّة تفجير أحد الأنفاق المُكتشفة، وفي ضوء أن عملية التفجير، كان بالإمكان حصولها داخل المنطقة التي لا تزال تقع تحت سيطرتها.

كما أنها لا تقصد القيام باستقصاء، ما إذا كانت المنطقة تحتوي أنفاقاً أم لا، بسبب يأسها من أن الوسائل الهندسية المستخدمة في عمليات الكشف عنها، لا تنجح في عملها بشكلٍ دقيق، وإنّما كان بناءً على مقاصد أمنيّة وسياسية، وسواء المتعلّقة بعرقلة الأعمال بها، وإحباط الروح القتالية لدى الحركة، أو تنفيذاً لأجندة سياسية مدروسة، تهدف إلى التنبيه، على أن الهدوء والاستقرار، هما مصلحة مصيريّة مُشتركة مع حماس.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات