مخططات وسيناريوهات إسرائيلية للسيطرة على مصادر المياه العربية
![مخططات وسيناريوهات إسرائيلية للسيطرة على مصادر المياه العربية مخططات وسيناريوهات إسرائيلية للسيطرة على مصادر المياه العربية](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/48082.jpg)
لا عرف ما الذي ينتابني حين أفكر بمستقبلنا المائي في ظل تخبّط حكومتنا التي أثبتت حتى اليوم أنها لا تقوى على إدارة شؤون البلاد اليومية بشكل صحيح، حيث إنني أتساءل كل لحظة، إلى متى سيبقى الاردن "مبتليا بحكومات عاجزة عن إدارة حتى شؤون نفسها " لاسيما وان التحديات تواجهنا من كل حدب وصوب.
لقد تنبّه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين راعي مسيرة هذه البلد للدور الإسرائيلي "الحقير " تجاه الاردن ونيّته المبيتة لزعزعة استقرار هذا الوطن بشتى الوسائل. إن ما نلحظه من تردد وتراجع في الموقف الأمريكي الداعم للأردن في المسالة النووية، هو خير إثبات على أن إسرائيل تلعب دورا خفيّا لتقويض طموحات الاردن في تطوير مقدّراته وإمكانياته وصولا لوضع أفضل للمواطن الأردني .
لقد وقّّع الاردن اتفاق عربة على أساس اتفاق شامل مضمنا ملحقا متكاملا للعلاقات المائية بين الطرفين، ولكن ولغاية الآن، نجد هذا الكيان لم يفي بتعهداته في محاصصة المياه والمشاريع التي تم الاتفاق عليها.
لم يكتفي هذا الكيان بذلك، بل تمادى في مؤامراته للسيطرة على مصادرنا المائية العذبة، فها هو يحاول جاهدا لعرقلة مشاريعنا المائية الكبرى بدءا من مشروع الديسي الذي روّج له الكيان بسوء نية وتخطيط، حيث أشاع بوجود ملوثات إشعاعية فيه وهو يعلم تمام العلم والمعرفة أن هذه الإشعاعات لا تقوى بكمياتها وتأثيرها وطرق معالجتها لأن تكون ملوثا حقيقيا لمياه الديسي العذبة.
إن خطط هذا الكيان لن تتوقف عند الديسي ، فمشروع ناقل البحرين قادم لا محاله، متوازيا مع خطط هذا الكيان لإجهاض هذا المشروع بشتّى السبل.
إن المخططات الإسرائيلية للسيطرة على مصادرنا المائية تمكن ببث روح الياس عن الأردنيين سواء أكان مواطن او مسئول لأجل فرض مخططات هذا لكيان من خلال مقايضة مياه طبريا "شبه الملوثة " بمياه الديسي التي يدّعي هذا الكيان بتلوثها.
قد يستغرب البعض منّا مثل هذه السيناريوهات، ولكن هذه هي الحقيقة التي يمكن لنا استخلاصها منذ قيام هذا الكيان، فليس من المستبعد أن يطرح علينا هذا الكيان مقايضة مياه " الديسي الملوث "!!!!! بمياه بحيرة طبريا، حيث سيسوق لنا هذه الفكرة على أساس أنها الخطوة الرائعة لسد احتياجات الاردن من المياه لعقود قادمة من خلال
قيام إسرائيل بمعالجة مياه الديسي وتحّمل كل تكاليف الحفر والنقل إلى "فلسطين المحتلة " في مقابل تزويد إسرائيل للأردن بكميات مضاعفة (200مليون متر مكعب مثلا)من مياه طبريا .
لن تتوقف المخططات الصهيونية عن بوابة وحدود الاردن، وأنني اعتقد بان هذه الكيان سيعمل على تلويث منابع و روافد الاردن واليرموك في الليطاني والجولان بمادة لا يقوى خبراء العرب على حل اللغز لمعالجه هذه المياه وبالتالي وضع سوريا لبنان والأردن أمام أمر واقع للتخلي عن منابع اليرموك والأردن الليطاني لصالح إسرائيل مقابل تزويد هذه الدول بمياه طبريا.
لا اعتقد أن أي عاقل فينا يستبعد مثل هذه المخططات الإسرائيلية ، فمن "سمم " عرفات ومشعل بمادة لم يحل لغزها حتى الآن، هو قادر على تلويث مصادرنا والسيطرة عليها دون قوة او حرب، ولهذا يجب علينا التنبّه لما يمكن أن يرتب للأردن من مكائد ومؤامرات.
لقد بدأ راعي نهضة الاردن الحديثة، جلالة الملك عبدالله الثاني بالتنبه لهذه المخططات من خلال تصريحات مقتضبة تحمل في طياتها الكثير، فهل منّا من يقرأ تصريحات جلالته من هذا المنطلق وأين حكومتنا الرشيدة المنغمسة بسنة عسلها الأولى ودمتم..