مسرحية أردنية تستحضر ضياع فلسطين

تم نشره الإثنين 05 تمّوز / يوليو 2010 09:25 مساءً
 مسرحية أردنية تستحضر ضياع فلسطين

المدينة نيوز - تثير مسرحية "طوبى للحلماء" المقتبسة عن الكاتب الإيراني جوهر مراد أسئلة تدور حول ما إذا كانت الشخصيات العربية من البساطة بحيث مر عليها خطط الدول الكبرى واللوبي الصهيوني، وهل هي متآمرة ضد شعوبها بحكم مصالحها الشخصية، وهل تخضع لاتفاقات سرية وبالتالي مسيرة في سياساتها وعدم الالتزام بأهداف الشعب.
والمسرحية "ستون دقيقة" التي قدمت مساء أمس الأحد على المسرح الرئيسي بالمركز الثقافي الملكي بالعاصمة الأردنية عمان تحمل رمزية تمتحن ذاكرة المشاهد ليعيد سيناريو ما جرى في فلسطين من خلال خادمة يهودية لعائلة فلسطينية تمسكنت حتى تمكنت فاستولت على البيت وطردت أهله بالقوة.


ووفق معد ديكورها المستوحى من باب العامود بالقدس كرام النمري, فإن الكثير من الأسئلة تبقى مفتوحة للمشاهد للبحث عن إجابات لها, حتى في سرير نومه معربا عن أمله بأن تثبت حقيقة أنه لا حل للقضايا وإنهاء الاحتلال من الخارج.


وقال كرام النمري للجزيرة نت إن المؤتمرات أيا كانت لا تحل أية مشكلة في المنطقة، "مشاكلنا تحل بسواعد شبابنا".

وأكد النمري أن القدس عقدة العمل المسرحي من خلال شخصيات بسيطة تنتمي لحضارة عريقة استدرجوا خادمة من الخارج لمساعدتهم في تنظيف البيت, ودخلت الخادمة أو "الدخيلة" للبيت ببراءة حتى كشفت عن شخصيتها الحقيقية في تنظيف البيت من أصحابه الحقيقيين.

 وقال النمري إن مخرج العمل شعبان حميد طور المعاني الرمزية إلى أبعد بكثير من العقدة الدرامية لمؤلفها الإيراني لتحمل الهم العربي والإسلامي في دفاعهم عن الأرض وهوية المكان في فلسطين والعراق وأماكن أخرى.


وقال النمري "لقد تجنبنا المباشرة وعمدنا للتورية والرمزية"، كما تقول الكاتبة الأميركية سوزان لانغر إن "العقل البشري مصنع للرموز", ولذلك حمل النص الأصلي العديد من الرموز التي تسمح للمشاهد الواعي بفهم مضامين المسرحية.

ولذلك تجردت أسوار القدس إلى خط يلعب في الهواء أمام خلفية سوداء بعنصرين واقعيين هما الباب المستوحى من زخرفة قبة الصخرة المشرفة والكرسي والكتاب ليربط المشاهد الواعي للحدث بالقدس كرمز للقضية العربية.


من جانبها قالت بطلة المسرحية نهى سمارة إن دورها واضح باتجاه فلسطين, فهي متمردة تحرك الصراع حتى في حالة ضعفها, "فلم أكن أمثل بل بمشاعر حقيقية كفلسطينية في الشتات لا تعرف فلسطين بل تسمع بها من أمها أو جدتها".

وحسب سمارة فالحوار يوحي بالأمل بعودة القدس, "فهؤلاء مارون في تاريخنا", واستشهدت بما علمتها إياه أمها من أن "الصبية الفلسطينية لا يجوز أن تضعف أو تشتكي".

وقالت الفنانة سحر بشارة إن الاحتلال أو الانتداب يدخل بصورة المساعدة، "ونحن نقدم تنازلات ونصدق ما يقول, حتى يأخذ مكاننا ويصبح هو السيد ونحن العبيد". هذا ما جرى في فلسطين باختصار, ومحور المسرحية التي يشارك بها الفنان خضر بيضون.


وقالت سحر إنها لأول مرة تقوم بدور الشريرة, فالخادمة بأساليبها الماكرة تبين بوضوح كيف تسلل اليهود لفلسطين واستولوا عليها وطردوا أهلها.

من جانبه قال مؤلف الموسيقى مراد دمرجيان إن الموسيقى التصويرية تمثل الصراع بين الخير والشر, فقد استخدمت آلة الشوفار المصنوعة من قرن الغزال التي كانت تستخدمها الأقلية اليهودية في فلسطين وأصوات معاناة الشعب الفلسطيني وشيطانية الصهاينة.


وتختتم المسرحية بقصيدة للراحل محمود درويش نقتطف منها بتصرف:

أيها المارون بين الكلمات العابرة

احملوا أسماءكم وانصرفوا

وموتوا أينما شئتم ولكن لا تموتوا بيننا

فلنا في أرضنا ما نعمل

ولنا الماضي هنا

ولنا الدنيا والآخرة

فاخرجوا من أرضنا


وعلق الناقد المسرحي جمال عياد على المسرحية فقال إن نص العرض الرمزي لا يحاكي واقع مأساة الشعب الفلسطيني, فهو سيظهر شخصيتي الزوجين الفلسطينيين ساذجين تنطلي عليهما شخصية الخادمة التي جسدت العصابات الصهيونية 1948.

وجيش الاحتلال الذي أكمل سلب الأرض جاء لمساعدتهم، لا بل إن الزوجين كانا يقومان بمساعدة الاحتلال كشخوص عاجزة وغير واعية لما يدور حولهما.


وقال عياد للجزيرة نت عقب العرض إن العنوان جاء مضللا، فالمقاومة لم تظهر إلا في المشهد الأخير عندما تقاوم الزوجة متأخرة جدا بينما واقع الحال يشير لتنبه الفلسطينيين مبكرا, وقاوموا العصابات المسلحة بأجسادهم رغم موقف بريطانيا بمنع وصول السلاح ليدافعوا عن أنفسهم من الذبح واغتصاب الأرض والإنسان. ( الجزيرة )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات