مؤتمر نقض شبهات التطرف والتكفير يواصل أعماله
المدينة نيوز:- تواصلت اليوم الاربعاء، أعمال المؤتمر الدولي "نقض شبهات التطرف والتكفير" الذي تنظمه دائرة الإفتاء العام، بجلسة تناولت محور" نقض شبهات التطرف في مفهوم الدولة والحكم الرشيد"، ترأسها الدكتور عبدالناصر ابوالبصل الأستاذ بكلية الشريعة في جامعة اليرموك.
وعرض مفتي جمهورية مصر العربية الدكتور شوقي علام في بحث قدمه بعنوان "الديمقراطية وموقف الاسلام منها"، انه على الرغم من نشأة الديمقراطية في مجتمعات غير اسلامية، فإن ذلك لم ينشئ حاجزا بينها وبين المسلمين ولم تقف حائلا امام الاستفادة منها كتجربة اجتماعية.
وأوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتبس فكرة الخندق من الفرس، وجعل اسرى بدر المشركين يعلمون المسلمين القراءة والكتابة، كما اقتبس خاتم كتبه من الملوك، مضيفا أن المسلم مأمور بالبحث والاستفادة من نظريات الاخرين التي تعود عليه وعلى الامة بالنفع، فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو احق بها.
ولفت الى انه لا يلزم من الدعوة الى الديمقراطية "اعتبار حكم الشعب بديلا عن حكم الله، اذ لا تناقض بينهما"، فالديمقراطية المبتغاة للبلاد الاسلامية تعد شكلا للحكم يجسد مبادئ الاسلام السياسية في اختيار الحاكم، واقرار الشورى والنصيحة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومقاومة الجور، بمعنى ان المسلمين عندما يطالبون بالديمقراطية فهم يطالبون بوسيلة تساعدهم على تحقيق اهداف حياة كريمة يستطيعون من خلالها الدعوة الى الله تعالى، ولن يضرهم ابدا ان يستخدموا لفظا غربيا "كالديمقراطية"، فإن مدار الحكم ليس على الاسماء، بل على المسميات والمضامين. وأكد الدكتور الشريف حاتم العوني من جامعة ام القرى في بحث بعنوان "استعراض كتاب تكفير اهل الشهادتين: موانعه وضوابطه"، وجوب التذكير دائما بحرمة الشهادتين وعصمتها للدم والعرض والمال، في مقابل الغلو بالتذكير بدعاوى نواقضها، وان غلاة التكفير وافقوا الخوارج في بعض اخطائهم المنهجية في فهم النصوص التي اوقعتهم في خلل التكفير الباطل الذي هدم فيه، وأن "الدخول في الاسلام بالشهادتين دخول قطعي لا يزول بالظنون مهما قويت، لأن الظنون والقرائن لن تبلغ درجة دلالة الحس بسماع الشهادتين".
ودعا الى مواجهة فكر الغلاة بالردود العلمية الموضوعية المتجردة التي تفضح جهلهم وسوء تناولهم لمسائل العلم، ووجوب نشر المعلومات الصحيحة عن مسائل التكفير في مراحل التعليم الاجباري ووسائل الاعلام لحماية ابناء المسلمين من تبني الافكار المتطرفة، ووجوب تنقية التراث من كثير من نصوص التكفير والغلو المنحرفة ، ووجوب ان يتعاون علماء المسلمين على نشر حقيقة الاسلام في الرحمة والتسامح وحفظ حقوق الانسان وتربية ابناء المسلمين على ذلك.
من جهته أكد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الدكتور محمد حسين في بحث بعنوان "ادعاءات اليهود في ارض فلسطين عرض ونقد"، أن زعم اليهود بأن ارض فلسطين لهم "يدحضه وجود القبائل العربية من الكنعانيين والفنيقيين في فلسطين قبل ظهورهم بعشرات القرون حيث لم ينقطع وجود العرب واستمرارهم في فلسطين الى يومنا هذا، ولم يطأ معظم اليهود المعاصرين ارض فلسطين من قبل فهم من سلالة الخزر، ولهم ان يطالبوا بالحق التاريخي لمملكة الخزر بجنوب روسيا وبعاصمتهم (اتل) وليس بفلسطين او القدس، ومدة بقاء بني اسرائيل في فلسطين لا تزيد عن ثلاثة قرون ونصف القرن او على تقدير بعض المؤرخين خمسة قرون، اذ ان المدة التي مكثوها في فلسطين ليست كافية لإثبات حقهم مقابل وجود العرب في فلسطين قبلهم وبعدهم بعشرات القرون".
وقال مفتي مديرية الامن العام العميد الدكتور ماجد العسوفي في بحث بعنوان " نقض شبهة الحكم بردة المجتمعات الاسلامية وجميع مؤسساتها"، ان الاسلام حذر من الحكم بردة الفرد المسلم لما لذلك من مخاطر واثار سلبية عليه، حيث ان فيها تكذيبا لله ورسوله الكريم، فالشارع الحكيم يصفه بصفة الاسلام، ويأبى المُكفر الا ان يصفه بصفة الكفر، وفيها اعتبار الاسلام كفرا والايمان إلحادا، واستحلالا لدم المسلم وهدرا لجميع حرماته التي صانها وحفظها له الاسلام، وان فيه اضعافا لحرية الفكر والرأي خوفا من تهمة الكفر، ما يؤدي الى انتشار الجهلة وتصديهم للفتوى.
ودعا العميد العسوفي العلماء واولي الامر الى الوقوف بحزم وشدة، في وجه هذا المد المتطرف البغيض الحامل في طياته الحكم على المجتمعات الاسلامية بالردة – حكاما ومحكومين- وبيان ماهية الشبهات التي استند اليها أصحاب هذا الفكر في بناء احكامهم وآرائهم.
يتبع.. يتبع --(بترا)