حرب الملا خامنئي ضد الانترنت
النظم الدکتاتورية التي تعتمد على القمع و السجون و مصادرة الحريات وفي أوج قوتها و عنفوانها فإنها تعيش کابوس و هاجس الثورة و الانقلاب عليها، ولذلك فإن هذه النظم تعيش دائما هاجس نظرية المٶ-;-امرة و تنظر بعين الشك و الريبة لأية تحرکات و نشاطات مهما کانت و تقوم بتفسيرها بإنها موجهة ضدها.
النظام الديني الاستبدادي المتطرف في إيران ومنذ اليوم الاسود لتأسيسه المشٶ-;-وم، فإنه يخوض حربه المستمرة ضد الحرية دونما هوادة وعلى الرغم من إن هذا النظام لم يبق في داخل إيران و بمختلف الاتجاهات من مجال إلا و ضيق الخناق فيه، فإن فضاء الانترنت الذي هو متاح في معظم دول العالم، صار يشکل الکابوس المرعب لهذا النظام خصوصا بعد أن صار إهتمام معظم الجيل الجديد الايراني مرکزا على الانترنت، ولإن هذا النظام يعتبر أي فضاء أو مکان لم يکن له من حضور أو تأثير فيه بمثابة منطقة معادية له، فإن هذا النظام قد بدأ يسعى بکل جهده من أجل شن الحرب على الانترنت و مستخدميه من أبناء الشعب الايراني.
التصريحات الاخيرة التي أدلى بها المرشد الاعلى للنظام الملا خامنئي بشأن رعبه المتزايد من انتشار الانترنت في ايران، قائلا أن " الفضاء الافتراضي (الانترنت) أصبح ساحة حرب حقيقية"، داعيا رجال الدين والحوزات الدينية إلى " النزول لهذه الساحة للتصدي للشبهات والأفكار الخاطئة والمنحرفة"، کما جاء خلال استقباله حشدا من رجال الدين من مدرسي وطلبة الحوزات الدينية في طهران خلال الايام القليلة الماضية، وهذه ليست المرة الاولى التي يشن فيها الملا خامنئي حربا ضد الانترنت فقد سبق له خلال العام الماضي أن نبه الى ضرورة مراقبة الانترنت و منع مواقع التواصل الاجتماعي و عهد للحرس الثوري بمتابعة الامر، ويبدو أنه قد أدرك بأن حربه لم تثمر عن أية نتيجة ولذلك فقد بادر الى التأکيد مجددا على خطورة جبهة الانترنت على نظامه لإنها منطقة يشعر فيها الايرانيون بحريتهم و إمکانهم التعبير عن مايدور في أفکارهم.
التأکيدات الاخيرة لخامنئي، تأتي مع تزايد الندوات السياسية و الفکرية التي تعقدها المقاومة الايرانية و بشکل دوري عبر شبکة الانترنت و التي تتناول مختلف الامور و القضايا التي تهم الشعب الايراني و تثير غيض و حنق النظام الديني المتطرف، والذي يبدو واضحا إن هذه الندوات کما يبدو واضحا تلقي صدى و تجاوبا واسعا من لدن أبناء الشعب الايراني، ولهذا ليس بغريب أبدا على الملا خامنئي أن يشدد على حربه المجنونة مجددا ضد الانترنت والتي هي في الحقيقة حرب على الحرية و الانسانية رغم إن الذي يجب أن يعرفه هذا النظام هو إنه ومهما أوتي من جبروت و غطرسة فإن الحرية في النهاية أکبر منه بکثير و ستجبره في نهاية المطاف على الرکوع و التسليم بالامر الواقع