مؤرخون يتهمون حركات "الاسلام السياسي" بتشوية المرامي العظيمة للثورة العربية الكبرى
المدينة نيوز :- حمل مؤرخون واكاديميون تيارات الاسلام السياسي المسؤولية المباشرة عن تزييف الوعي حول اهداف الثورة العربية الكبرى واختلاق "نظرية اسقاط الخلافة"، وذلك بتجاهل متعمد للحقائق التاريخية وانكار تام للواقع السياسي والاجتماعي الذي اختبره العالم العربي مطلع القرن الماضي تحت حكم الطورانيين الاتراك الذين كانوا قد اختطفوا الخلافة .
وكان استاذ التاريخ الدكتورعلي محافظة، واستاذ العلوم السياسية الدكتور غازي ربابعة، واستاذة تكنولوجيا المعلومات الدكتورة ايفون عودة ابو تايه، واستاذ التاريخ الدكتور عبد المجيد الشناق يتحدثون في اطار ندوة صحفية نظمتها وكالة الانباء الاردنية (بترا) بمناسبة حلول الذكرى المئوية لانطلاق الثورة العربية الكبرى.
واكد الدكتور محافظة ان الذين ناصبوا الثورة العربية الكبرى العداء هم الاسلاميون المتشددون ظنا منهم ان اي اصلاح في الدولة العثمانية هو تقليد للغرب وهو كفر والحاد "وهذا نهج لايزال قائما حتى هذه الساعة".
وتابع " هذا الفكر نشأ وتأسس بعد قيام الاخوان المسلمين عام 1928وتوالد الحركات المتطرفة والمفكرين المتطرفين والمتغطرسين الذين رأوا في الثورة على الدولة العثمانية كفرا والحادا وخروجا وخيانة".
ولفت الى ان الشريف حسين والمفكرين العرب طالبوا بالثورة وقاموا بها في اللحظة التي كان الاتراك قد تغيروا بالفعل واصبحت قيادتهم قومية طورانية ورفعت المطالب هناك بتتريك جميع العناصر في الدولة .
وزيادة على ذلك ،يتابع محافظة :ان الاتراك فرضوا الحصار على البلاد العربية عندما اعلنت الحرب العالمية الاولى ولم يعد بإمكان العرب استيراد الادوية او المواد الغذائية او تصدير منتجاتهم الى الخارج .
وقال ان هذه الدوافع وغيرها الكثير كانت محرك المثقفين العرب والمتنورين لاطلاق الثورة على الدولة العثمانية التي ورطتنا في الحرب العالمية الأولى، والطلب من الشريف حسين ان يقود ثورتهم .
واعتبر محافظة ان "الذين عمدوا الى اطلاق الدعاوى بالتخوين هم ذاتهم لم يتغيروا ،ولم يبدلوا افكارهم، ولم يراجعوها لسوء الحظ "، وراى ان ذلك هو ما اوصلنا الى ما نحن فيه حاليا من دمار في كل مكان في الوطن العربي .
بدوره، اعتبر الدكتور الشناق ان النظرية القائلة بان الثورة العربية الكبرى كانت ضد الاسلام والخلافة مردها بالدرجة الاساس هو "الجهل"، ودعا الى ان يقرأ الجيل الجديد التاريخ بنفسه لا ان يبقى يساق بالعواطف والتربية السماعية .
وقال ان الذين يقولون بهذه الدعاوى لا يعرفون ماذا كان يجري في الاستانة؟ وماذا كان واقع السلطان العثماني ؟وكيف يؤتى به الى الحكم؟ مشيرا الى ان لا احد من سلاطين آل عثمان كانت امه مسلمة، وان قائمة مستوردات دولة الخلافة اظهرت ان الحرير كان يحتل الرقم (1) والشمبانيا الرقم (2) وتساءل كيف تكون الدولة اسلامية اذن وهي تستورد الخمور . وتابع " نحن امام صخرة من الجهل .. والجاهل عدو نفسه ".
الدكتور ربابعة قال: ان الحسين بن علي تحالف مع بريطانيا لرفع الظلم عن امته "وهذا ليس امرا فيه خروج عن الملة" مشيرا الى ان الكثير مما ورد في المناهج فيه مغالطات كبيرة حول الثورة والاتراك .
وقال ان الثورة العربية الكبرى كانت ثورة عروبية واسلامية بدلالة منشورها الاول "فلا نقول اسلام بدون عروبة ولا عروبة بدون اسلام".
واستذكر ان الحسين بن طلال قال ذات يوم لاحد زوارة "نحن الهاشميين لا نريد من احد الا الحقيقة "، مشيرا الى ان المطلوب دائما هو التحليل الموضوعي المنصف .
من جهتها، قالت الدكتورة ابو تايه "ان الشعب العربي شعب ذو كرامة ونحن نعتز بكرامتنا" وقد كانت انطلاقة الثورة العربية لتحقيق كرامة امة مجيدة تستحق الحياة والاستقلال والحرية .
وأضافت "نحن اليوم في الاردن نعتز بكرامتنا التي حفظها الامن والانجازات في كل ميدان" .
وقالت ان "الاسلام نزل على رسولنا الكريم باللغة العربية فما بال اقوام يريدوننا ان نقلب السنتنا ونتكلم التركية ".
ووجهت الدعوة الى الجيل الجديد ان يقرأ فعلا ما كتب عن الثورة العربية الكبرى وما انجزته هذه الحركة التاريخية التي غيرت وجه العالم العربي".
واستهجنت بعض الدعاوى التي تستدعي "المنقذ الاجنبي" لتغيير الواقع العربي"، قائلة ان علينا كعرب ان نغير واقعنا ونعمل بايدينا وفكرنا من اجل مستقبلنا ومستقبل ابنائنا.