الأمير الحسن يرعى اطلاق المؤتمر الدولي 13 لتاريخ واثار الاردن
المدينة نيوز- أكد سمو الامير الحسن بن طلال ضرورة أن تتجاوز المشاريع المصممة للحفاظ على التراث التركيز على القيمة الجوهرية للتراث إلى استخدامه كأداة لتعزيز الحوار بين الثقافات والتنوع والتعددية واحترام الآخر.
وقال سموه، خلال رعايته حفل إطلاق المؤتمر الدولي الثالث عشر لتاريخ وأثار الأردن، تحت عنوان "أخلاقيات العمل الأثري" في متحف الأردن، "إنه لابد للمؤسسات التي تعنى بالتراث مثل اليونسكو وغيرها من المنظمات الدولية أن تسعى لإدراج حق الحفاظ على التنوع والتراث الثقافي ضمن حقوق الإنسان؛ فنحن عندما نتحدث عن الاستمرارية والإبداع والتغيير فإننا نتحدث عن حق الإنسان في الحياة الكريمة وبما يضمن حقوق الأجيال المقبلة".
وأضاف سموه، بحضور نائب رئيس مجلس أمناء متحف الأردن سمو الأميرة سمية بنت الحسن ووزير العمل وزير السياحة والاثار بالوكالة الدكتور نضال القطامين، وأمين عمان عقل البلتاجي، "إنه عندما تعبّر الثقافة عن التنوع الخلاق فإنها بذلك تسهم في محاربة الإرهاب الفكري، فالتنوع والتعددية هما العدو الأكبر لمثل هذا النوع من الإرهاب".
وأشار الى إنه لا بد من التركيز على "اخلاقيات المعرفة" عند تنظيم المشاريع، فإذا لم تنظم المشاريع بمفهوم الرؤية والحداثة والتغيير فسيكون من الصعب وضع خارطة متدرجة لفهم مشترك للثروات والمكنونات التاريخية لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، مبينا أنه لابد من العمل على وضع "أطلس جغرافي وسياسي، يحدد ما لنا حتى لا يصبح لغيرنا".
وأشاد سموه بالدور الذي نهضت به الطرق التي كانت تربط بين القارات كدروب الحج والحرير والتوابل وغيرها والتي ساهمت في تعزيز التواصل والتعاون بين الشعوب مما اثرى الحضارة الانسانية وعزز القواسم المشتركة بين شعوبها.
وأكدت سمو الاميرة سمية بنت الحسن، في كلمة لها خلال المؤتمر، ضرورة استلهام الدروس والعبر المستفادة والآثار الهامة للتاريخ العربي الحديث الذي يتناغم مع تطلعات الأمة وطموحاتها بحياة فضلى، مؤكدة العلاقة الوثيقة ما بين علم الاثار والثقافة والعلوم والتعليم.
وأشارت إلى وجود العديد من العقول العظيمة التي لطالما اضافت لفهم شعوب المنطقة معنى الثقافة والايمان والدولة منذ مدد زمنية طويلة، مبينة أن هذه الاجزاء المهمة جدا من التاريخ العربي الحديث تذكر بأن الركود هو عدو التطور.
من جهته اكد مدير عام دائرة الآثار العامة الدكتور منذر جمحاوي دور واهمية البعثات الاثرية الاجنبية في الكشف عن الآثار والعمل على صيانتها وحمايتها من الاعتداءات الجائرة، مبيناً بأنه قد شارك في هذا المؤتمر 190 مشاركا من 23 دولة، ويستمر حتى السادس والعشرين من أيار الجاري في جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا.
من جهته، أكد أمين عمان الكبرى عقل بلتاجي أهمية المؤتمر الدولي وحماية الأثار من العبث، كونها كنزا لا ينتهي وهي تدل على الحضارات التي تعاقبت على المنطقة عبر التاريخ مشيرا الى اهمية المشاركة الدولية في المؤتمر.
وفي ختام حفل الافتتاح، الذي حضره عدد المدعوين والدبلوماسيين، كرمت سمو الاميرة سمية بنت الحسن مندوبة عن سمو الأمير الحسن عددا من الباحثين والاكاديميين ممن كان لهم العديد من الاسهامات والانجازات في مجال الاثار والتاريخ والتراث.