"عين على القدس" يسلط الضوء على صمود العائلات المقدسية
المدينة نيوز :- قال الخبير في شؤون الاستيطان هاني العيساوي، ان العديد من القوانين الاسرائيلية تم ايجادها للاستيلاء على العقارات الفلسطينية في مدينة القدس وما حولها.
وأوضح العيساوي في حديث من القدس لبرنامج "عين على القدس" الذي بثه التلفزيون الأردني مساء أمس الاثنين، ان سلطات الاحتلال تستخدم قوانين خاصة عديدة لغرض اغتصاب الأراضي والعقارات ووضع اليد عليها، خاصة في الأماكن العامة والحساسة، كأملاك الغائبين، او لأهداف أمنية او ما يسمى بالمصلحة العامة وغيرها، وهذا هو الجزء الذي يؤدي الى عملية اغتصاب العقارات والتي تحول لاحقا للجمعيات الاستيطانية لإقامة بؤر استيطانية عليها.
وأشار العيساوي الى حجم العقارات المغتصبة في البلدة القديمة، والتي بدأتها سلطات الاحتلال مباشرة بعد حرب عام 1967، حين قامت بهدم حي المغاربة بالكامل بما فيه من بيوت سكنية ومتاجر ومساجد، وبما يزيد على 150 عقارا، وأقيم مكانها ما يعرف بحارة اليهود او الحي اليهودي، والذي يقيم فيه حاليا أكثر من 2500 مستوطن يهودي، فيما بلغت البؤر الاستيطانية في البلدة القديمة لغاية الآن 71 بؤرة تم اقامتها في البلدة القديمة رغم التصدي الجماهيري المقدسي لعمليات الاغتصاب.
بدوره تساءل وزير القدس السابق في السلطة الفلسطينية حاتم عبد القادر، "لماذا لا تفعل السلطة القانون الذي يخولها ايقاع عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة على من يسرب أي عقار للاحتلال؟"، فيما قال مدير دائرة الخرائط في بيت الشرق في القدس خليل التفكجي، ان جزءا كبيرا من البؤر الاستيطانية في البلدة القديمة تتركز في الحي الاسلامي.
وقال الباحث والمختص في تاريخ القدس الاجتماعي الدكتور علي قليبو، ان القدس مدينة لها شخصيتها المميزة عبر التاريخ، مشيرا الى أنه ما دامت الأملاك في القدس عربية اسلامية وما دامت الأوقاف موجودة، فهي الشاهد الحي لإثبات أن الجميع مترابطون.
وتطرق عضو مجلس الأوقاف محمد نسيبة، وباسل الحسيني، والبديري ابو فارس البديري، ومحمد العلمي، وفهمي النشاشيبي الى العلاقة التاريخية بين المدينة والعائلات المقدسية على مدى مئات السنين، فيما اشار الكاتب والمتخصص والباحث في شؤون القدس وتاريخها عزام أبو السعود، الى تاريخ المدينة منذ الفتح العمري ولغاية الاحتلال الصليبي.
وأوضح ابو السعود أن الظاهر بيبرس والمماليك هم من أنشأوا كل المدارس باستثناء المدرسة الصلاحية التي تنسب لصلاح الدين، فيما أغلب المدارس ظاهرها مملوكي الأصل، وبعضها تحول في فترات متأخرة الى استعمالات أخرى، وكان بعضها مخصصا لتدريس العلوم الشرعية واللغة العربية.
وقال ان القرى المحيطة بالقدس مثل سلوان وشعفاط وبيت حنينا وسواها كانت مترابطة مع مدينة القدس وضمت في العهد الأردني اليها لتوسيعها، لافتا الى هجرة سكان مدينة الخليل الى القدس في نهاية القرن التاسع عشر وفي ثلاثينات القرن الماضي لنصرة المدينة وحمايتها.
وبين أن البلدة القديمة اليوم لا تتسع لأكثر من عشرين ألف نسمة، لكن مع الوضع الحالي يوجد بها 34 ألفا يعيشون في كيلو متر مربع واحد، وهناك حوالي 120 عائلة لها وقفيات في المدينة، وهذا أدى لحماية أراض كثيرة في القدس.