فرح... بغباء!!
![فرح... بغباء!! فرح... بغباء!!](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/48563.jpg)
بدأ الإنسان طيناً... وصار مواطناً في وطن..
وتشارك الناس جيلاً وراء جيل في وضع القواعد التي تضمن مشاركتهم في الحياة العامة، وتصون حقوقهم المدنية والسياسية، وأطلقوا على هذه القواعد إسم المواطنة.. .. وبقيت هذه القواعد مفتوحة تتطور، وتغتني مع تطور البشرية وإتساع أفاق الإنسان.
لكن هذه المواطنة، لم تعش إبنة مدللة في كل زمان ومكان، وعانت أحياناً كثيرة من المنع أو التحريم، بل مـُرغت أحياناً في الأوحال، وديست بالأقدام، وأحياناً أهملت فنسيها الناس، وضاعت ملامح وجهها...
أسوق هذه الكلمات التي ليست من صنعي وإنما هي لأكثر من مفكر وفيلسوف بتعريف معنى الإنتماء أو المواطنة... لما أراه ويراه غيري من سكان مدينة عمان، من مظاهر غريبة وعجيبة، يزيح الإنسان بوجهه عن هذه السلوكيات في مدينة كانت دوماً توصف بالهدوء والأمان والإستقرار... ماذا حل بنا؟ أين عاداتنا وتقاليدنا العربية الأصيلة، أين القيم التي تربينا عليها وأصبحت معتقدات وثوابت لبلد صغير يربطه التماسك والتعاضد؟ أهذا كله تعبير عن الفرح؟ ولكن فرح بماذا؟ هل حققنا مكسباً وطنياً.. هل إخترعنا مادة لإبادة الفساد والمفسدين في الأرض؟ هل إنمحت الأمية؟ هل وصلنا إلى أعلى مرتبة علمية في مصاف الدول ؟ هل إنتهت أزمة السير؟ وطابور البشر أمام الحافلات أو سيارات السرفيس؟ أسئلة كثيرة وكثيرة...
الفرح برأيهم ورأيهن – أقصد الفئة – الخارجة عن اللياقة والسلوك الإجتماعي الحضاري، الذين أمضوا ليلة كاملة في شوارع العاصمة ملوحين بأعلام الغير.. متباهين بثقافة بعيدة كل البعد عنا ! سرعة مجنونة، يقودها شبان وشابات بسيارات مرتفعة، دون أي تفكير، أو خجل أو وجل...
إنتهى المونديال – العرس – ماذا أنتم فاعلون الأن؟ يا شباب وشابات؟؟ هل ستقدمون على صناديق الإقتراع بهذه الحماسة؟؟ وتتسابقون، وتتسابقن من أجل إنتخاب نائب وطن؟ أم أن الأمر بات لا يعنيكم من قريب أو بعيد؟ إرفعوا، وإرفعن رايات الوطن، فالوطن هو الإنتماء، إعملوا من اجله بإخلاص ومحبة، فهو لا يباع .. ولا يشترى ..