الاديبة سناء الشعلان : جائزة باشراحيل تشكل لي علامة بارزة في مشواري الإبداعي

المدينة نيوز- اضافت الاديبة والشاعرة الاردنية الدكتورة سناء الشعلان جائزة باشراحيل العالمية للعام 2010 في حقل الرواية والقصة القصيرة الى جوائزها المتعددة والتي وصلت الى 46 ما بين عربية ودولية .
"تشكل هذه الجوائز جميعها تكريماً وتشجيعاً ودعماً لي فضلا عن انها تتيح لي الانفتاح على المشهد الابداعي والقراء" مضيفة انها فازت بالجائزة عن كامل منجزها وليس عن عمل محدّد منه ، وهي تشكّل لها علامة بارزة في مشوارها الإبداعي .
للشعلان فلسفتها الابداعية اذ وجدت الجمال في العلم والأدب والكتابة , وتقول " اخترتُ أن يكون هذا الثالوث الجميل هو تميمتي في الحياة، وفي سبيل ذلك حصلت على الدكتوراة في الأدب الحديث ونقده وشرعت في مشروعاتي الثقافيّة والإعلاميّة والإبداعيّة في شراكات أعتزّ بها".
وفيما يتعلق بالرواية وتطورها تعتقد أنّ الرواية تحتلّ في الوقت الحاضر مساحة كبيرة في المشهد الإبداعي العالمي لا العربي فقط ، إذا ما قرأنا المشهد في ضوء المعطيات الحضارية والجمالية والتاريخية والثقافية والتواصلية والمعرفية ، وهذا ينطبق على الرواية الاردنية ايضا .
وتشير الشعلان الى ان العمل الاكاديمي قد يعيق نمو الابداع الطبيعي إذا استسلم له المبدع مبينة ان المبدع الحاذق الجاد في مشروعه الإبداعي يستطيع أن يوظّف أكاديميته في سبيل نماء موهبته .
وللكاتبة تجارب مسرحية ايضا اذ ترى ان المسرح لا يمكن أن يموت تحت أيّ ظرف ، فهو لصيق الوجود بالسمو الإنساني والإبداع التواصلي المباشر والدفقات العملاقة في الفكرة والشعور ، لكنّه قد يتعرّض في أوقات ما إلى حالات سكون إجبارية أو اختيارية أو تجارب غير مدروسة يقوم عليها أفراد يخفون خمول مواهبهم وضعف ملكاتهم خلف قناع التجريب والحداثة وما بعد الحداثة فيقدمون أحياناً تجارب تخريبية .
وحول اختيار مؤسسة (غولدن دزرت فونديشن) البولندية لأعمالها الإبداعية للأطفال لترجمتها للغة البولندية ، تقول ان المؤسسة كانت متحمسة للتواصل معها معتبرة ان مشروعها نافذة على العالمية في وقت لا زال فيه ادب الطفل العربي متعثرا ويحتاج إلى عمل مؤسسي مدروس وموصول ومستمر.
وتبين انّ الترجمة هي الجسر الحقيقي للتواصل الحضاري في أرقى صوره بين أفراد البشرية، ولا تعتقد أنّ هناك طريقة أنجع منه للتواصل وأسرعها وأعمقها وأكثرها في التأثير، وغير بعيد عن الذّهن كثرة التحديات التي تواجه الترجمة التي تتأرجح بين الإخلاص والخيانة للنص الأصلي , وبين الجمال والقبح ، " لكنني على الرّغم من كلّ تلك الإشكاليات منحازة للترجمة ومتحمسة لها في معظم الظروف" كما تقول الشعلان .
وتعتبر ان الحبّ شيء اساس في الابداع لانه يتجاوز مفاهيم العلاقة بين الرّجل والمرأة ،ليصبح قاعدة أساسية ومحورية في التواصل بين البشر ليقدّم حلاً لكلّ مشكلات البشرية ومعضلاتها وأزماتها ومزالقها .
وتبدي تفاؤلها بالنقد الادبي في المملكة خاصة بوجود نقاد متسلحين بالأدوات المعرفية والنقدية والجمالية والذوقية التي تؤهلهم ليكونوا قادرين على تفكيك النّص الإبداعي .
وفيما يتعلق بالحركة الثقافية في المملكة تجد انها تقوم على توليفة حضارية خاصة تستفيد من المعطيات الحضارية والتاريخية والسياسية التي قدّمت روافد من التجارب والمعارف والخبرات والتعاطي مع حصيلة عملاقة من الثروة المعرفية الإسلامية والعربية والعالمية التي أغنت المشهد الثقافي الأردني.
ولا تعتقد أنّ المسيرة الثقافية تعاني من معيقات ،لكنّ لها بلا شكّ تحدّياتها الخاصة التي تؤزّم سيرورتها المأمولة،وهي تحديات طبيعية في أيّ مشهد آخر،ولعلّ ضعف الدعم المادي المؤسسي من أهم التحديات التي تواجه الثقافة وادواتها الابداعية .
وتقول " في كتاباتي النقدية أنا معنية بالحيادية والطّرح الموضوعي المعتمد على الأدلة والتمثيل والتتبّع ، وفي الأعمال الإبداعيّة ، فأنا معنية بأن أمثّل دفقتي الشعورية والفكرية بالقالب اللغوي والتشكيل القالبي بعيداً عن أيّ قيود أو أشكال نمطية أو قوالب آسرة ومكرورة" .
وتعتبر ان الناقد يحتاج إلى أدوات محدّدة من الحيادية والمعرفة والإبداع والتواصل والقوى المعرفية والعقلية والجمالية التي تمكّنه من التواصل المبدع مع النّص .
وترى الشعلان أنّ اللغة هي الحامل والأداة والوسيلة في جميع الفنون الكلاميّة،لكنّها تصبح الغرض والأداة في آنٍ في الشّعر،وهذه الازدواجيّة تحتّم على الشّاعر أن يلعب على حضور إجباري وجمالي على ثنائية المعنى والمبنى في آن،ولعلّها وظيفة صعبة مقارنة بوظيفة الناثر.(بترا)