وزير الثقافة يؤكد ان اهمية الادب والفن تكمن في استمراريته
المدينة نيوز :-أكد وزير الثقافة الدكتور عادل الطويسي، أن اهمية الابداع في الادب والفن تكمن في القدرة على الاستمرار والانتقال من جيل الى اخر وليست حالة لحظية، تنتهي وتزول بانتهاء حدوثها.
واوضح خلال حضوره امسية استذكارية بسنوية الكاتب والفنان محمد القباني، اقامتها لجنة الدراما والمسرح في رابطة الكتاب الاردنيين مساء امس الاحد، في قاعة غالب هلسة في مقر الرابطة، ان الاغنية التي ليس لها القدرة على الاستمرار، ليست اغنية، والعمل المسرحي الذي يعرض ولا احد يتحدث فيه ليس له قيمة، مبينا ان قيمة الفن في استمراره وتأثيره في الاجيال.
وقال الطويسي، "انا كنت من الناس الذين يشاهدون ويتابعون اعمال الفنان محمد القباني وقرآءاته النقدية، وتابعت اخر اعماله، وهو حي في نفوسنا وفي نفوس اصدقائه ونفوس الناس الذين يقدرون قيمته الفنية"، مثنيا على جهود لجنة المسرح والدراما في الرابطة الذين دعوا الى اقامة هذه الندوة الاستذكارية.
وقدم الاديب والناقد الدكتور سليمان الازرعي في الندوة، قراءة في مجموعة القباني القصصية التي تحمل عنوان "اول الوجع"، لفت فيها، الى ان محمد القباني مبدع لا يتوقف ابداعه عند امكانياته كممثل درامي، بل يتعدى ذلك لكتابة الشعر والقصة والمسرحية.
وقال ان محمد القباني كاتب قصة مبدع، وشاعر غيبت تجربته الشعرية المشاغل الدرامية، فكان وفاؤه لشعره وانشغاله بتجربته اقل بكثير مما كان عليه وفاؤه لفنه، مشيرا الى ان مجموعة "اول الوجع" تؤكد ان الفنان المبدع كل لا يتجزأ، وان المبدع في هذا الحقل يمكن ان يظل مبدعا في حقول اخرى ايضا.
واشار الى ان الكثير من الكتابات المتداخلة لمحمد القباني، إذ نجد القصة تتداخل بالدراما في العمل الواحد، مبينا ان في اعماله القصصية يتجلى امامنا هاجس رئيس هو ذلك القلق الوجودي النبيل الذي ينصب بشكل كثيف على موضوعة الرجل والمرأة ويؤكد اولا وقبل كل شيء، ان الحياة بمجموعها انما تقوم على هذه الثنائية وهاتين الرافعتين، ولا يمكن ان يتشكل هذا الاساس لعمل هاتين الرافعتين الا بتوفر قاعدة الحرية والحياة خارج الخوف.
وقال الناقد والمخرج المسرحي الدكتور فراس الريموني، في ورقته التي حملت عنوان "قراءة في النصوص المسرحية للفنان محمد القباني"، إن ابداعات القباني تجلت في كتابة النصوص المسرحية حول موضوع واحد كان يشغله كل الوقت، وهو فلسطين والقدس، حيث قدم ثلاثة اعمال مسرحية تتمحور حول هذا الموضوع بطريقة طقسية صوفية، استمد مفرداته من التراث الشعبي الفلسطيني، ومن الاساطير ومن الطقوس القديمة، وهذا جعله من الكتاب الذين ينتمون الى الانسان، اكثر من التكنولوجيا وتأثيرها على المنتج الادبي والفني، إذ يقول القباني في هذا السياق "إن المسرح في الآونة الأخيرة بات يعاني من أزمات عدة نظرا إلى طبيعة ما يطرح فيه، إذ يعتبره مسرحا "تجريبيا غير مفهوم"، مبينا أنه "متى ابتعد المسرح عن معاناة الناس ومشاكلهم لم تعد له أي قيمة".
وتابع الريموني "ففي مسرحية حبيس العشق والقمقم، اعتمد في بناء المسرحية على القصص الواقعية برموز خيالية مرتبطة بالتراث الشعبي الشفوي، الجو العام طقس شرقي، موضحا أن في هذا النص المسرحي يتناول القباني القضية الفلسطينية من خلال المقارنة بين الاحتلال وما قبله، ويوظف فكرة القمقم وهي من التراث العربي الف ليلة وليلة، مستبدلا اياها بجرة الفخار لربطها بالتراث الفلسطيني وتقديم الفلسطيني المحبوس فيه وهو توظيف ذكي للقباني لمفردة القمقم بصبغة فلسطينية، بالاضافة إلى خصوصية البيئة من خلال الشخصيات الرمزية مثل كرمة وجفرا والاستفادة من القصص الشعبية مثل كهرمانة وعلي بابا.
وقال، اما مسرحية "وجيعتنا يلا نزقف" التي تتشكل من عشر لوحات مسرحية تتمحور حول المشهد الإنساني والاجتماعي والسياسي، يؤكد فيها المؤلف القباني أنّ هاجسه يتمحور حول القضية الأم، وفي البحث الدائم عن الخلاص والانفكاك من قيودها علينا، كمجتمعات عربية وأفراد آملين في يوم قادم، أن تعود الحقوق لأصحابها وأصحابها نحن شاء من شاء وأبى من أبى..."ويلا نزقف".
وقالت عضو لجنة الدراما والمسرح في الرابطة مجد القصص في مستهل الامسية "نستذكر القباني ابن القدس وعمان في ذكرى سنويته الاولى الذي رحل جسدا الا ان ذكراه ما تزال تتطوف بيننا، نستذكره في كل مناسبة ثقافية حيث كان يثريها بسعة الاطلاع والرؤية الثاقبة، او موقف تتجلى فيه الحكمة دون مهادنة او تنازل على حساب الثوابت الوطنية والقومية، او لامة تلم بنا فيكون فيها الرجل الذي لا يلين او يهون، نستذكره في 5 حزيران، ذاك الوجع الذي اضناه كما اضنى كل شرفاء واحرار الامة، فقد كانت القدس قبلته التي لا يحيد عنها كما كانت عمان موضع المهجة والروح".
وتحدث في الامسية التي حضرها عدد من المهتمين، كل من الفنان عبدالكريم القواسمي ومقرر لجنة الدراما والمسرح الناقد الزميل مجدي التل، ورشا محمد القباني نيابة عن اسرته.