إسرائيلي يعيش فظائع ارتكبت ضد الأسرى في حرب لبنان
المدينة نيوز :- ذكر راديو إسرائيل أنه اتضح أن هناك "علما أسود" يرفرف فوق الحرب اللبنانية الأولى عام . 1982 لقد مضت 34 سنة منذ تلك الحرب، اضطر خلالها الجندي داني مدار الذي شارك في تلك الحرب للسكوت. لقد كشف التحقيق الصحفي الذي أجرته معه مراسلة الإذاعة العسكرية كرميله منشه، والذي لم تسمح الرقابة العسكرية بنشره كله، عن أوضاع فظيعة من إصدار الأوامر، وتنفيذ الأوامر غير القانونية من قبل الجندي، الذي لا زال يعيش في أزمة نفسية منذ ذلك الحين، مما قام به في ذلك العام، والذي قام الجيش بمحوه من ملفه الشخصي.
وأورد المراسل مقتطفات من التحقيق الصحفي الذي أجرته المراسلة المذكورة مع الجندي داني مدار، والذي قدمته المراسلة بالقول: كان داني مدار جنديا في الثانية والعشرين من العمر خلال الحرب اللبنانية الأولى، وكانت خدمته تلك أول خدمة عسكرية في الاحتياط. لقد صمت ثلاث وأربعين سنة لم يتمكن من النوم خلالها، وعاش في حالة رعب وفزع، وترك أماكن عمله، وتطلق من زوجته، وتزوج مرة أخرى، ترك منزله، لم يتمكن من البقاء في أي مكان عمل فترة طويلة، وكان السكان في حيه يطلقون عليه لقب الرجل "المشوًش". وقبل سنتين قابل صديقا صدفة، والذي أدرك أن الجندي لا زال يعيش مخاوف ورعب حرب حزيران 1982. لقد كان جندي احتياط وخاضع لضابط باسم "جو" محقق أسرى، وكان يتلقى الأوامر منه وينفذها، أوامر فظيعة تم الكشف عنها خلال التحقيق الذي أجريناه.
ويقول الجندي داني: "كنت في الحادية والعشرين، وفعلت كل ما أمرني بفعله، وحصلت مقابل ذلك على هدايا، لقد أراد مني أن أجعلهم "يتبرزون" على أنفسهم خوفا منه حينما يصلون إليه، وهذا يعبر عن كل شيء. لقد استخدمني وأنا شاب في الحادية والعشرين من العمر،إن ما فعله بي يدور أمام ناظري بصورة دائمة الآن كأنه فيلم".
س- هل كنت طيلة كل هذه السنوات تعيش حالة ضغط شديدة؟
ج- نعم، كانت ضغوطا قاسية جدا.
س- أنا أرى هنا صورة لك مع أسير، هل هو أحدى الأسرى الذين عذبتهم؟
ج- هذا أحد الأسرى الذين أعددتهم للتحقيق لدى جو. وقد شاهدني أحد زملائي الجنود والمدعو ميخائيل، وأنا أعذب أسيرا، وقال لي: أنه سيقدم شكوى ضدي، فشتمته، وقلت له: أنا لا أفعل شيئا من نفسي دون أوامر، هذه أوامر المحقق.
س- ماذا فعلت بهم؟
ج- كنت أعذبهم عذابا جهنميا.
س- كنت تعذبهم وهم مقيدون؟
ج- كانوا مقيدين ومعصوبي الأعين.
س- هل كنت تعذبهم وحدك؟
ج- كان يقول لي القهم في الوادي وعد. هذا كان كافيا. وفي كل مرة واحد.
س- هل كان قادتك على علم بذلك؟
ج- لا، كانوا جميعا يخشونه، كان شخصا قاسيا بصورة لم يسبق لي أن شاهدتها في حياتي كلها. إن الصور لا تنقطع من أمام ناظري حتى الآن، ولا أستطيع محوها من ذاكرتي، أنا لا أعرف، كان شخصا سافلا، أنا شديد الخجل. لقد قلت لنفسي: هذه أول خدمة احتياط لك، يجب أن تكون بطلا، والآن حينما أنظر إلى الخلف، لا أجدني بطلا، بل إنسانا ساقطا، فما فعلته ليس بطولة.
وتقول المراسلة: لسنا نستطيع كشف كل شيء عن التحقيق الذي أجريناه لأسباب تتعلق بالرقابة العسكرية. إن التحقيق على القناة الإسرائيلية الأولى يكشف ما تفعله الحرب بالجنود، وماذا تفعله بمن يحصلون على قوة كبيرة دون أن تكون عليهم رقابة ومكابح، ولمن لم يعرف متى يجب أن يقول: لا للأوامر غير المشروعة التي يتلقاها، الأوامر التي يرتفع فوقها علم أسود. ( المصدر : جي بي سي نيوز - القدس المحتلة) .