مدير الأمن العام ... نموذجاً
اللواء حسين المجالي مدير الأمن العام عمّم بريده الالكتروني ليتواصل مع الاردنيين ..تلقى على اثرها نحو خمسة آلاف رسالة بأقل من شهر .. تعامل معها جميعاً ‘ وحوّل ما ليس من إختصاص "المديرية " الى الجهات عينها ‘ وأوعز بمتابعتها .
مدير الأمن ... ( بدون إضافات )..هكذا يحب ان يناديه الناس .. بعد أن شدد على منتسبي " الجهاز "عدم مخاطبته بـ " عطوفة " ‘ والإكتفاء بـ " مدير الأمن العام " فقط لا غير .
لا أعتقد أن الباشا مولع بالأسماء ‘ والصفات .. وهو أيضاً غير معني بالمدح أو " الإضافات " التي لا تثري مسيرة جهاز الأمن ...أو بمعنى أدق؛ لا تسمن ولا تغنِ من جوع ..فالرجل الأول على رأس الهرم ؛ شوهد يركن سيارته على جانبي الطريق لكي يساعد رجلاً كفيفاً ... قاده بيديه الى الجهة الأخرى من الشارع .
قبل يومين ... فاجأ المواطنين الذين تواجدوا بمنطقة الدوار الرابع وتحديدا عند رئاسة الوزراء ؛ بتوقفه لينهي خلافاً وقع بين شاب وسائق " سرفيس " .... المدهش واللافت للنظر في آن معاً أن الشاب لم يكن يعرف انه يتحدث الى مدير الأمن فخاطبه بألفاظ على شاكلة : "يا زلمة " و " يا حبيبي " و " يا أخي " .. رغم ذلك لم يثير حنق الباشا ‘ كما لم " تُصغّره " اللفظات .. بل زاد من إصراره على احتواءه بأسلوب حضاري وأبوي ... يستأهل منّا التقدير والإحترام لشخصه الكريم .
لم يتوقف الشاب عن تكرار تلك " الكلمات " حتى جاء والده ليقول له : " انت تتحدث مع مدير الأمن العام " ... وأجزم انه ظل على ما هو عليه .. ورغم ذلك بقي المجالي يحاوره حتى وصل النبل عند مدير الأمن الى تقديم اعتذاره الشخصي .. ونجح في إحتوائه .
المدينة نيوز - ةقد أكون أكثرت من إستخدام لقب " باشا " .. رغم إدراكي انه لا يأبه بـ " الصفات " ولا " الألقاب " .. ويفضل ان ينادوه بلقبه دون إضافات .. بعكس كثير من المسؤولين الذين يطربون للألقاب " مع الكثير من " البهارات " .. بيد أنهم لا يقدمون للوطن غير التباهي ‘ واستعراض قاماتهم " الوضيعة " .
بودي أن أتوجه بتحية تقدير وإعجاب كبيرين لهذا الرجل الذي تربى في مدرسة الهاشميين الأحرار .. فتحلى بأخلاقهم ونذر نفسه‘ كما نذروا أنفسهم‘ لخدمة الناس‘ .. وما كان يوماً همّهم الألقاب ولا مغريات الدنيا كلها .
ما قام به مدير الأمن غير مفاجىء ولا مُستغرَب .. وهو حالة عشق ووفاء للوطن وقيادته الهاشمية ‘ وأهله .. وهذا شأن الأردنيين المخلصين ... فمدرسة الهاشميين لا تُخرّجُ إلاّ الرجال الأوفياء .. وعشقهم أولاً وآخراً هذا الحمى الكبير ..