ATV والأخطبوط “بول "

انفض سامر مونديال "جنوب افريقيا " بعد ان انشغل العالم في سابقة لم يشهدها من قبل بهذا الحدث الكبير واستحوذ على عقولهم صغارا وكبارا وبمختلف فئاتهم العمرية "هوس محموم " في ظاهرة لايمكن تفسيرها سوى الهروب من روتين الحياة اليومي وتاجيل همومهم ومشاكلهم في استراحة يدركون انها لن تطول.

ولقد اعتدنا خلال بطولات كأس العالم السابقة ان ننشغل الى جانب هذه اللعبة الجماهيرية بظواهرغريبة مثل التعويذات , وصاحب " المونديال " هذه المرة ظاهرة " الاخطبوط بول " الذي استطاع ان يفرض نفسة وبقوة في هذه البطولة وان يحتل مساحات في نشرات الاخبار ويشغل اوساط المحللين الرياضيين بعد تنبؤة بنتائج منتخبات عملاقة وتكهنه بنتيجة المباراة النهائية التي حسمها لصالح اسبانيا مما اثار حفيظة مواطنية الالمان وتهديدهم له بتقطيعه اربا اربا وانجراف مواطن اردني وراء هذا التيار بالوعيد ان يصنع من اشلاءه منسفا اردنيا شهيا!!!مما دفع الاسبان في المقابل الى التهديد بارسال قوة حماية له بعد ان زف لهم البشرى مسبقا بحصولهم على كأس العالم لاول مرة في تاريخهم الرياضي.

قد اكون من اشد الناس بعدا عن الايمان بهذه المعتقدات او اللجوء الى السحر والشعوذة لكشف عالم الغيب وسبر اغواره او اللجوء الى التعويذات لابعاد شبح الهزيمه والانكسار عن المنتخبات الرياضية غير ان تهاوي الفرق الكبيرة بدأ بفرنسا مرورا بانجلترا والمانيا وانتهاء بالبرازيل والارجنتين قد غير قناعاتي تجاة الاخطبوط بول الذي بشرنا صباح الاحد الماضي بفوز اسبانيا مما قلب تهكنات المراهنيين رأسا على عقب وقد لا اكون الوحيد في ذلك فقد نقلت الانباء ان نائبا اردنيا مخضرما وذا سطوه وجاه بدأ يفكر جديا في التوجه الى المانيا لمطالعة حظه قبل ان يخوض غمار الانتخابات القادمة.

لقد عايشت شخصيا تجربة تلفزيون ATV منذ نشأته وخلال مراحل تعثره الثلاثة بدأ من توقيعي على اتفاقية التأجير نيابة عن مؤسسة الاذاعة التلفزيون مع تلفزيون الغد لتأجير القناة الثانية بالتلفزيون لتحمل البث الارضي لتلفزيون الغد الموعود الى جانب البث الفضائي غير ان هذه المحاولة اجهضت وقبل ان ترى النور عشية الانطلاق بساعات محدودة وبتبرير لايقبله عقل او منطق بحجة عدم اكتمال تراخيص الترددات.
وفي المحاولة الثانية جاءت شركة العجائب لتنفيذ المشروع وتضعه في غرفة الانعاش لعل وعسى ان يفيق من غيبوبته ولكن هيهات فقد ازداد الوضع سؤا وزاد الطين بلة وتردت اوضاع العاملين فية مما دفعهم الى الخروج الى الشارع والاعتصام امام التلفزيون مطالبين بحقوفهم المالية التي حجبت عنهم لمدة اربعة اشهر.

وجاءت المحاولة الثالثة التي أخذ زمام المبادرة فيها منتج اعلامي استطاع ان يرتقي بمركز انتاجة الاعلامي الى المصاف العالمية وان يعيد للدراما الاردنية ألقها السابق بعد ان اصابها الوهن والركود لعقدين من الزمن فجاءت مبادرته لانقاذ المشروع بمباركة حكومية ورسمية مستندة الى سجل ناصع في عالم الانتاج الاعلامي

وهنا تنفس الجميع الصعداء معتقدين ان لحظة الفرج باتت قاب قوسين او ادنى ولم يخب ظنهم في ذلك فقد اوفى المالك الجديد بتعهداتة والتزم بدفع الرواتب المتاخرة للموظفين رغم انه لم يكن مسؤولا عنها وسارت العجلة من جديد وبتسارع كبير منها ,اعادة تاهيل البنية التحتية , من انشاءات ومعدات فنية واستديوهات ونظام اضاءة وجرافيكس هي الاحدث في عالم التكنولوجيا وقبل ان يحين موعد الانطلاق الذي حدده المالك للتلفزيون ليتزامن مع مناسبة وطنية عزيزة بشهر تقريبا بدأت نذر الشر تطل برأسها من جديد لتضع العراقيل الواحدة تلو الاخرى لتجميد المشروع الطموح وتعطيله وافتعال الازمات ونبش دفاتر عفى عليها الزمن لتنطفئ شعلة الامل مرة ثالثة ويدخل هذا المشروع مرة اخرى في حلقة مفرغة ونفق مظلم لايعلم احد متي نرى النور في نهايته.

انني ادعو ان نتوجه الى الاخطبوط "بول " في المانيا بعد ان كثرت التصريحات والوعود دون تنفيذ بان نجد مخرجا لهذا المشروع وحلا لهذه المعضلة التي طال امدها فربما كان عند الاخطبوط "بول " الخبر اليقين !!!؟؟؟