مـا لـكـم و لـسـمـيـر

تم نشره الأربعاء 14 تمّوز / يوليو 2010 11:30 مساءً
مـا لـكـم و لـسـمـيـر
حازم عواد المجالي

حين قرأتُ الخبر المنشور المتعلق بموضوع تعين دولة الرئيس لمدير مكتب والده سابقا أميناً عاما لرئاسة الوزراء خلفا لمن أقاله , مررتُ على هذا الخبر مرور الكرام , ولكن ما جعلني أرجعُ إليه وأقرائهُ في معظم المواقع مرات ومرات , هو عدد من الإتصالات الهاتفية والإيميلات التي تلقيتها , تسخر من هذا القرار , وتشير بهمز ولمز الى فحواه , ومعظهم إن لم يكن أغلبهم سألوني نفس السؤال : ماذا ستكتب في هذا الموضوع ؟؟؟؟ , ما عنوان مقالتك القادمة ومتى ستنشرها ؟؟؟, لا أعلم ما الذي جعلني أردُ بضحكة صفراوية عليهم , مكتفيا بكلمتين : خلينا إنشوف شو القصة , لذلك عدتُ الى الخبر وأجريت بعض الاتصالات , ولم أجد أي دافع أو مدخل أدخل على الرجل منه , وهل يستحق الخبر بحد ذاته مقالة أو هجوما إنتقاديا ؟؟؟؟.
بالطبع لا , لا يستحق الموضوع أي إشارة أو تلميحات , موضوع سهل وبسيط , رئيس الوزراء يعين أميناً عاماً لرئاسة الوزراء , وبغض النظر اين كان يعمل سابقا , عند ابيه , أو عند جيرانه , المهم براي الشخصي المتواضع , هو هل تنطبق عليه قوانين التعين الجديد أم لا ؟؟؟ , هل هنالك مخالفة دستورية ؟؟؟, هل هنالك من ظُلم بهذا التعين وكيف ظُلم ؟؟؟, ولانني لم أجد أياً من الدوافع التي تجعلني أُعلن الهجوم عليه مما سبق أعلاه , فالحكمُ الوحيد على قرار دولة الرئيس هو نتائج أعمال الامين العام الجديد لرئاسة الوزراء , ومُخرجاته , و السياسات التي يتبعها , هي فقط ما نحكم به على دولة الرئيس أولا , وعلى الامين العام ثانيا , فإذا نجح في عمله , وأجاد , بارك الله فيه , وصفقنا له بصمت , وغير ذلك إنتقدناه بحدود تقصيره أو إهماله , وعلى المطلق بحدود فشله وعدم نجاحه.
أما ما يتعلق بكونه كان مديرا لمكتب والد دولة الرئيس , فهذا موضوع لا عليه غبار نزيله , لان الواقع يقول أن رئيس الوزراء حين يُكلف يقوم بإختيار فريق عمله الوزراي , الذي ينسجمُ معه , ويثقُ به , ويرتاحُ له , وبالتالي هو دولة الرئيس وحدهُ من يُحاسب على هذا الفريق الوزاري الجديد المُعين من قبله , طبعا هنالك شروط وهنالك حدود , لا يُظلم أحداً بتعين أحد , ولا يُزاح أحداً ليُضاف أحد , ولا يُستحدث حيزاً ليجلس فيه أحد , شروط على الأغلب يكفلها الدستور وقانون العمل الاردني , ولنا في محكمة العدل العليا من الأمثلة ما يُشرف ويرفع الرأس, لذلك نبارك للامين العام الجديد منصبه , وننتظر في قادم الأيام نتائجه , فهي الفيصل بيننا , وهي سلاحنا ومدخلنا الوحيد عليه.
سادتي الكرام ,
لا أنافق لدولة الرئيس , ولا أجامله , ولكن أيضا يجب ان لا نُكثر من موضوع الإستهزاء والإستخفاف بالإنتقاد , حتى لا يضيع جوهر النقد البناء , فهو دولة رئيس وزرائنا , له ما له , وعليه ما عليه , أما أن نجعل من الإنتقاد لغة عامية , نُدرجها في كل ما نكتب وما نسطر , فهذا ليس بعملنا , وليس بغايتنا , ولا الهدف الذي نسعى اليه وننشده , نحن مع الزملاء الصحفين ككتاب ومفكرين وأدباء , نشكل جبهة السلطة الرابعة , صاحبة الجلالة الصحافة بكل أنواعها وطبقاتها , ولأن حب الوطن مغروس فينا حتى النخاع , لا نقبلُ أن يُمس أي ركنٌ من أركان الدولة في هيبته , نعم هنالك أمور كثيرة ننتقدهم فيها , ونهاجمهم عليها, حتى اننا نجرحهم بها , ولكن الهدف ليس الإستهزاء وإنما التصويب , وإشعارهم يقيناً أن الرقابة الوطنية في ضمائرنا حاضرة .
نعم كنا قد حاولنا وما زلنا , وسبق أن تكلمنا وإنتقدنا , قد نختلفُ على الاسلوب و الطريقة , ولا بأس إن كنا قد أخطأنا , فلسنا من ذوي العمائم المعصومين , ولا ندعي الكمال في التفكير , ولأننا بشر نتواضع لله ليرفعنا , لا ضير في الإعتراف أننا قسونا أحيانا , وعُذرنا هو حب وطننا , وغايتُنا رفعة وطننا , وطننا كله , بأصله والفروع , نعم لا نعتذر حتى نُبقي للكتابة هيبتها , ولا نستجدي خطأً وقعنا به أن يُغفر لنا , لأن الخطأ وقع منا في عشق الاردن والخوف عليه , أما هم فإن سامحوا فهو من أخلاقهم , وإن لم يفعلوا , فليس لهم علينا طريق سوى كبتُ القهر في نفوسهم , لا ننتقص من وطنية أحداً في ظاهره , ولا ننزعُ عنهم صفة الولاء حتى وإن فعلوها بنا , هي أعمالهم وأفعالهم ما تجعلنا نحاسبهم , أما درجتنا فهي فوقهم دائما , لاننا نحن من كُلفوا لخدمتنا , والسهر على تحقيق مصالحنا.
مالكم ولسمير
نعم , هو عنوان مقالتي أعلاه , ليس على المطلق , ولا باباً قد أُشرع , وإنما هو كان ردي على من حاول إستفزاز قلمي في موضوع المقالة أعلاه , نعم مالكم ولسمير إن لم يُخطئ , ولا تُضيعوا جهودنا , وتعبنا على قضايا ثانوية ليست ذات قيمة ولا أصلا من أُصول الإنتقاد البناء , فلا تأخذوها علي مأخذاً فيما سيأتي من الزمان , فلكل حادث حديث , ولكل فعل ردة فعل , ونبقى بشراً , نجتهدُ , فإما الصواب لنا فيه ما لنا , وإما الخطأ عن غير عمد , ويبقى حبك يا وطني كله , بأصله وفروعه , هو مُحركنا , هو الدافع الذي يُقحمنا بلا خوف ولا خشية على رزق أو على روح , ولا نخشى في الحق إلا من أمرُنا عنده بين الكاف والنون.


nasserhamj@hotmail.com



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات