المصالحة الفلسطينية ممنوعة حتى اشعار آخر

تم نشره الجمعة 16 تمّوز / يوليو 2010 07:41 مساءً
المصالحة الفلسطينية ممنوعة حتى اشعار آخر
د.محمد احمد جميعان

حسنا فعل الدكتور محمود الزهار في تصريحاته حول ملف المصالحة الفلسطينية، رغم انه لم يقل كل شيء واكتفى بالموجز من القول ، ولكنه وضع بعض النقاط على بعض الحروف، واستكمالها سيأتي تدريجيا على ما اعتقد، بحكم الظروف وقدر الجغرافيا السياسية ..
ربما تظلم حماس نفسها وهي تؤثر عدم الحديث ( تركيزا) فيما يعرض عليها من مصالحات، وتترك المجال واسعا للمقابل ليلوم حماس على عدم موافقتها على هذه الورقة او تلك النقطة او العبارة ،ويبقى الرأي العام في حيرة بين محبتهم للمقاومة كمنهج سليم للتحرير،وبين من يريد ان يحمل حماس وزر عدم المصالحة ..
ما يعرض على حماس "كما اعلم " لا يتعدى ما قلته سابقا في مقالة لي؛ يتمثل في حيل سياسية ولغوية وايحائية في استثمار المصالحة او استغلالها (بتعبير ادق) من اجل انتزاع اعتراف غير مباشر باسرائيل من قبل حماس ، تمهيدا ( وهنا الاخطر ) لايقاع حماس في مطب سياسي عميق يفهم منه مباركة حماس وتأييدها لاتفاق " سلام " جديد، سبق وتحدثت عنه ايضا لبيع فلسطين وتوطين اللاجئين خارجها تحت ما يسمى باقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة ..
المصالحة الحقيقية ، لايختلف عليها احد ، تبدأ باجرأءآت حسن النوايا من وقف للحملات الاعلامية، وتبادل اطلاق المعتقلين، وتبادل الزيارات، ومن ثم وضع اسس اتفاق سياسي وامني، او مرجعية سياسية وامنية معتبرة،تضمن ديمومة المصالحة، وادامة المقاومة، وبناء الاجهزة الامنية، والانتخابات، وكيفية التعامل مع اسرائيل وحتى المفاوضات ، وليس العكس ، كما يجري الان ، من خلال اتفاقيات تبدأ بمباركة حماس لاتفاقيات اوسلو وخارطة الطريق وما ياتي مستقبلا من اتفاقات جديدة ، مرورا باصلاح المنظمة والانتخابات وعودة الاجهزة الامنية الى غزة، ومن ثم تبويس اللحى والضحك على الشوارب؟! وهكذا حتى يعود الخصام ويشتعل من جديد!؟
المقابل؛ فلسطينيا واقليميا ودوليا، استنفذت اوراقهم الاستخبارية والعسكرية والاقتصادية والاعلامية والتشويهية .. للقضاء على حماس، من الحصار الى العدوان الى الضغوط الى الحصار مرة اخرى، ولم يصلوا الى نتيجة، بل ما حدث هو العكس ازدادت حماس قوة ومنعة باساليب مبتكرة اخترقت الحصار عبر الانفاق وغيرها ، ولم يعد امام المقابل الا ان يسلم بالامر الواقع؛ ان لا سلام دائم ( كما تحدث بيرس صراحة )ولا اتفاق آمن الا بمباركة حماس، ولم يعد امامهم سوى ادامة الحصار واللعب على ورقة المصالحة من خلال استثمار الورقة الوحيدة الاخيرة في جعبتهم وهي " استغلال المصالحة " لتحقيق حلم (اسرائيل ) في ابتلاع الارض وتوطين اهلها في الشتات .
نعم، المصالحة، هي الورقة الاخيرة لاخضاع حماس ، فكيف تريدون منهم ان يتخلوا عن هذه الورقة او يفرطوا بها من خلال مصالحة حقيقية ؟! بالطبع لا ، وممنوع ان تتم هذه المصالحة دون استثمارها بالاتجاه المطلوب ، ولاشعار آخر ، احسب ان مدته لن تكون قريبة ..
لذلك على حماس ان تفكر مليا ، هل من مصلحتها الانتظار حتى يفرج المقابل عن المصالحة ؟ ام هل تبادر بنفسها ومعها الخيرون،وتشكل مرجعية سياسية وامنيةموسعةمن الشرفاء جميعهم،بكل اطيافهم وفصائلهم ومفكريهم..ليهيئواالساحة للمصالحة الحقيقية ويضعوا الامور في نصابها كما يجب؟


www.drmjumian.co.cc
drmjumian@yahoo.com



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات