مواقع التواصل الاجتماعي تبعد الشباب عن روحانية الشهر الفضيل
المدينة نيوز- يقضي كثير من الشباب ايام "رمضان" بين النوم ومواقع التواصل الاجتماعي واستخدام تطبيق التراسل الفوري بالصور والفيديو السناب شات ليسرق اوقاتهم حتى في هذا الشهر الفضيل غير ابهين انه شهر الطاعات وفراءة القران. فالتطور التكتولوجي بمغرياته وخصوصا البرامح المتعددة عبر الهواتف الذكية لها حضور قوي في أكثرالاوقات انشغالا بالعبادة بما يشبه "الإدمان" ما اضعف علاقاتهم وتواصلهم الحقيقي مع الاهل والاقارب.
تقول ربة البيت ام اسلام أتألم لرؤية اولادي في هذا الشهر الذي يتزامن مع عطلة المدارس والجامعات اذ يقضون نهارهم بالنوم وعلى هواتفهم النقالة ولساعات طويلة على تطبيق السناب شات الذي بات هوسا جديدا بالإضافة للفيس بوك والواتس اب.
وتضيف الطالبة الجامعية اية ان تطبيق "سناب شات" يستقطب الشباب واليافعين وسبق فيسبوك بوك في هذا المجال. فهذا التطبيق يتيح إرسال الصور التي تكون متاحة للمشاهدة لمدة ثوان قليلة ثم يتم حذفها آليا اتبادل انا وصديقاتي فيديوهات وصور مختلفة الامر الذي اعتبره مسليا ورغم اني لا اراهم بشكل مباشر فاني اشعر اني معهم واتبادل في شهر رمضان الصور لطعام وموائد رمضان،بالاضافة الى انني اتابع فيديوهات لاناس من مناطق متعددة من الكويت والامارات .
ويوافقها الطالب الجامعي علي سالم الراي بأن انشغال الناس بمواقع التواصل الاجتماعي في رمضان أمر طبيعي كونهم يريدون التعرف على ما هو عليه حال المتابعين من الشخصيات المشهورة ويترقبون تعليقاتهم وأراءهم حول القضايا الدينية والاجتماعية في رمضان كغيره من اشهر السنة وبالرغم من كل ما هو عليه هذا الشهر من قدسية وما يفترض أن يكون عليه الشخص من تفرغ للعبادة نجد أن كثيرا من الشخصيات المشهورة توجد وتتفاعل في مواقع التواصل الاجتماعي الأمر الذي يشجع الناس على متابعة ما يحدث من ردود فعل في كل مرة.
وتبين ندى عامر أنها اعتادت الحضور على السناب جات والفيس بوك طوال الوقت تتواصل فيه مع صديقاتها من جهة وأقارب ومعارف من جهة أخرى وهي ترى أنها ضرورية حتى في رمضان ولا تتوقع أنها ممكن أن تتوقف عنها كونها تبقيها على تواصل عائلي مهم بهم وبكل من يهمها أمرهم معتبرة ذلك نوعا من صلة القربى تحتسب فيه الاجر.
تقول ديمة ان العلاقات الاجتماعية في رمضان شهر التواصل الترابط من خلال الـ"كومنت" والـ"لايك" والـ"شير"، على صفحات "الفيس بوك"، فيما يقول حازم احمد إن مواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص "الفيس بوك" سلاح ذو حدين، فيمكن استخدامه في العديد من الأشياء النافعة خلال رمضان كالمسابقات الثقافية والدينية والتنافس في الخيرات، لكن يجب الحذر من أن يكون سببًا في تضييع وقت العبادات في هذا الشهر؛ لذا يجب على كلِّ فرد أن يحدد وقتًا للدخول إلى الإنترنت ولا يتجاوزه تحت أي ظرف.
ويضيف جميل حتاملة " ان الكثير من الناس يستخدمون موقع "الفيس بوك" بعشوائية بلا هدف أو بهدف تضييع الوقت فقط، بالرغم من إمكانية استخدامه في العديد من النشاطات المفيدة خلال هذا الشهر.
وتقول لينا ": إنها تترك التعامل مع "الفيس بوك" بمجرد قدوم شهر رمضان إلا في حالات الضرورة، ويكون ذلك لوقت قصير ومحدد سابقًا؛ حتى لا يضيع الوقت سريعًا في أشياء غير مهمة بسبب عدم التنظيم، مبينة أن "الفيس بوك" له آثار إيجابية على العلاقات الاجتماعية؛ حيث يتعرف الفرد على أصدقاء جدد ويتواصل معهم، وفي الوقت نفسه له أضرار على العلاقات الأصلية التي تتطلب قربًا أكثر، وتتحول العلاقة لمجرد عمل "لايك" على "الفيس بوك".
وبين مدير اوقاف اربد الثانية الشيخ عبد السلام نصير ان الاصل في شهر رمضان انه شهر عبادة بكلِّ ما تحمله الكلمة من معنى (صيام- تلاوة- ذكر- قيام- تهجد...) وتلك المهام يجب ألا ينافسها شيء فرمضان وقته محدود وأيامه معدودة قال تعالى: يا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ( البقرة).
ويطالب كل فرد أن يرتب أولوياته، فيؤجل ما يمكن تأجيله، ويعجل ما يجب تعجيله، فيكون الانقطاع للعبادة هو الأصل، ولا يترك الأصل إلى الفرع إلا لحاجة، ناصحًا أن يكون التعامل مع موقع "الفيس بوك" خلال شهر رمضان محدودًا للغاية ولأوقات قليلة بلا استرسال، على ألا يتعارض ذلك مع الأوقات الفاضلة من ليل أو نهار.
وبينت المتخصصة بعلم الاجتماع دنيا الناصر ان مواقع التواصل الاجتماعي، وفي مقدمتها موقع "الفيس بوك" هي جزء من ثورة الاتصالات التي يعيشها العالم في الوقت الراهن، وتلعب هذه المواقع دورًا كبيرًا في تنمية العلاقات الاجتماعية، وخصوصًا بين فئات الشباب ممن لديهم قدرة على التواصل المستمر مع شبكة الإنترنت.
وتشير إلى أن شهر رمضان هو شهر التواصل الاجتماعي والترابط الأسري، بل هو حلقة الالتقاء الوحيدة الباقية في سلسلة التواصل الاجتماعي التي لم تصبها مشاغل الحياة، ولهذا الشهر أجواؤه الخاصة وفعالياته التي يجب أن يحافظ الجميع عليها، مثل العزائم والولائم والتجمعات العائلية بعد صلاة التراويح من كلِّ ليلة، والزيارات وصِلة الأرحام، فهو شهر واحد في السنة؛ لذا يجب ألا يترك موقع "الفيس بوك" أو غيره أي آثار سلبية على العلاقات الاجتماعية فيه.
--(بترا)