الشاعر محمد الدحيات :(كن كما الغيث) أتاحت لي تجريب أساليب شعرية متنوعة

المدينة نيوز – تكمن أهمية المجموعة الشعرية (كن كما الغيث) للشاعر محمد الدحيات كما يقول بأنها أتاحت له الفرصة لتجريب أساليب شعرية متنوعة وصياغة أدواته الشعرية .

ويضيف ان القارىء للمجموعة يلاحظ تنوع القصائد من حيث الوزن وطرق تأدية المراد ، وهذا التنوع اسهم فيه أيضا كتابة القصائد في فترة زمنية طويلة نسبيا امتدت تقريبا لست سنوات مشيرا الى ان لهذا التنوع الأسلوبي فوائد بإتاحة مساحة أوسع من الاعتماد على أسلوب واحد، والتمرس على أساليب متباينة قد تعطيه خيارات أكثر في أي تجربة مقبلة .

ويقول الشاعر الدحيات ان القصيدة في الأردن شأنها شأن القصيدة العربية بشكل عام ليست بأحسن أحوالها , ويعزو أسباب ذلك إلى الحالة التي تمر بها القصيدة في الوطن العربي إذ تحتاج الى دراسات مطولة للوقوف على هذه الأسباب .

ويضيف ان المرء يحتاج الى قراءة مئة قصيدة للوقوف على قصيدة تلبي معاييره الجمالية، كما أن التغير السريع في بنية القصيدة من قصيدة البحر إلى قصيدة التفعيلة إلى قصيدة النثر شوّش الرؤية فيما يتعلق بالشعر.

إذ ليس من المقبول وفقا لقول الدحيات أن تجنح الشعرية إلى النثر مرة واحدة ، ومن المعلوم أن قصيدة البحر استقرت 15 قرنا شعريا قبل أن يحدث التغيير الذي شهدته قصيدة التفعيلة ، ثم في أقل من خمسين عاما يتم اقتلاع الإيقاع تماما والذهاب إلى قصيدة النثر.

ويعتبر أن الشعر في جانب كبير منه عزف، والبحر أو التفعيلة يمثل الآلة الموسيقية التي يعزف عليها الشاعر، أما بالنسبة لقصيدة النثر فهي عزف بدون استخدام آلة موسيقية، وإغفال لشيء جوهري في الشعر.

ويقول " ان الاهتمام بالشعراء الشباب قد بلغ مرحلة الرضا، وهناك تكريس غير مفهوم الأسباب لأسماء معينة، داعيا الى أن يكون هناك إنصاف في توزيع الفرص بين الأسماء التقليدية والأسماء الجديدة، وزيادة النشرات والمجلات وصفحات الصحف التي تعنى بأدب الشباب" .

ويوضح انه لا بد كذلك من جهد إضافي تبذله المؤسسات الثقافية ايفاء للدور المفروض عليها فيما يتعلق برعاية أدب الشباب من حيث إقامة المهرجانات والمسابقات والأمسيات الشعرية وتبني المواهب الشابة مبينا ان هناك تناسيا من مؤسسات كثيرة للأدب الشبابي .

ويؤكد ان أهم شيء يضيفه الشعر له الرؤية واتساع المدارك، فكل شيء عادي يمكن مع الشعر أن يكون غير عادي , ويقول ان الشعر بالنسبة له هو ملكة التعبير بأسلوب جمالي ، وهناك خمس حواس للإنسان لها دور تقليدي , لكن الشعر هو ما يعطيها أدوارا مضاعفة غير تقليدية , واستكشاف عالم آخر أشد اتساعا وجمالا.

يشار الى ان المجموعة الشعرية (كن كما الغيث) للشاعر الدحيات صدرت حديثا عن دار ورد للنشر وبدعم من وزارة الثقافة ,وتشتمل على اربع وعشرين قصيدة متنوعة في بنائها العروضي بين قصائد تفعيلة وعمودية.

والشاعر حصل اخيرا على المركز الأول في مسابقة الإبداع الشبابي الأولى التي نظمتها مجلة أقلام جديدة الصادرة عن الجامعة الأردنية.(بترا)