ألــم الوداع... فرحة اللقاء..

تم نشره السبت 17 تمّوز / يوليو 2010 07:44 مساءً
ألــم الوداع... فرحة اللقاء..
محاسن الإمام

لا.. لن أحمل منديلاً كي ألوح به مودعاً.. أو أمسح بعض دموعي ألماً على فراق من سافروا.. أو غابوا.. وهذا المنديل الذي لم أكن أقوى على النظر إليه أراه اليوم أنصع من ثلوج الدنيا...

فمن سافروا .. عادوا .. ولكن من غابوا لا يعودون !!! ومن لوحوا الأيدي المتعبة، لفوا الرأس بمنديل مغمس في كمشه من تراب الوطن.

تنادى كل مغترب ليقول حضوره.. فوجوده على أرضه قبل كلمته.. وحلاوة الوطن في عينيه، إنعكاس لهذا الإستقرار الذي لا يعرفه إلا من يقف على أرض ثابتة، والثبات دوما هو الوطــن ...

الوطن، ليس أحراجاً أو ماءاً كوثرياً، أو سماء تتقلد زرقة لون البحر دون أن يكون لها ذلك البحر، وإنما هي تلك العلاقة الواعية، والإرتباط المتناسق بين الإنسان ( رمز الفناء ) والوطن ( الرمز الصحيح للبقاء الأبدي )..

تحت هذه الراية يجيء المتغربون إلى أوطانهم، إلى بلادهم التي علمتهم سر العلاقة، وأصالة الوعي، وحميمية الإرتباط مع الصميمية التي لا تجاري في الإحساس، يجيء المغتربون وهم أهل البلاد، كي يقولوا اللغة الأحب إليهم، واللفظة الساحرة التي تعنيها كلمة الوطن - الأم - .

واذا كان الإغتراب مدرسة، فإن الوطن الأم معلمٌ كبير، يجيد الحب الأصيل لأبنائه، بذات اللغة التي يحلم أن يقهر بها أي إحساس بإغتراب المغترب.

إذ ليس هناك عذاب أشقى من شوق المغترب لوطنه، وليس هناك أقسى من لوعة المغترب عن أرضه ووطنه.. المعادلة الجديدة القديمة تقول، أن نعمة الإستقرار هي دائماً فوق الأرض الثابتة..

والثبات بكل معانيه. .. هو الوطن.. ودفء الأرض.. وحلاوة الشمس، والثبات أيضاً، أن يكون لكل إنسان موقع قدم متحرر من خوف البعاد، ومن رجفة التراب الذي لا يعنيه.

هكذا، تقول مدرسة الإغتراب، التي تبقى على الدوام رحلة في الحلم الذي يئن عذاباً.. في حين يقول الوطن- الأم، قصة الثبات وحرية الأرجل التي تعرف أن كل ذرة في هذا المتسع هو ملك لها..

جميل وعظيم أن يأتي المغترب، كي يقول كلمته.. حناناً وإقتصاداً.. ومشاريع وتدللا في المعاني.. والأجمل أن يهدر هذا النهر من الحب الجارف، وأن يخفق علمه في كل قلب، وأن تبقى نبضات الأرض حروف الإيمان في الحناجر...
ولكن الأجمل والأعظم، هو ذلك المكان الذي يخلد، ويبقى طويلاً لكل أبنائه وبناته... إنه الوطن



mahasen1@ayamm.org



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات