بنزيمة.. أم المليون شهيد؟ لهذا شجع الجزائريون البرتغال على حساب فرنسا
المدينة نيوز- لم يشفع العدد الكبير للجالية الجزائرية المتواجدة في فرنسا، التي تشكل نحو 90% من مجموع المغتربين عن البلاد، في أن يناصر الجزائريون المنتخب الفرنسي في نهائي كأس أوروبا لكرة القدم 2016.
ووقف الكل بصرخة واحدة "البرتغال شامبيوني" أثناء وبعد المباراة، وكانت فرحتهم عارمة بعد تتويج المنتخب البرتغالي بكأس البطولة بالهدف اليتيم المسجل في الشوط الإضافي الثاني.
ريال مدريد وبرشلونة على طاولة واحدة
الجزائريون أيضاً يتابعون الدوري الإسباني بحماس شديد يصل للتعصب أحياناً، خاصة بين جماهير ريال مدريد وبرشلونة، وكم من أحداث منعزلة شهدتها مختلف المناطق الجزائرية بسبب المنافسة الشرسة بين مناصري الفريقين.
في 10 يوليو/تموز 2016 سار سمير قوات مناصر ريال مدريد مع عز الدين بارة مشجع برشلونة خطوةً بخطوة إلى مقهى “الفوارة” شرق العاصمة الجزائر، لمتابعة نهائي “يورو 2016” بين المنتخبين الفرنسي والبرتغالي.
سمير وعز الدين جلسا على نفس الطاولة، وشجعا على مدى الـ 120 دقيقة منتخب البرتغال.
عز الدين بارة يرى أن المباراة كانت كبيرة، رغم أنه لا يحب ريال مدريد ونجمه البرتغالي كرستيانو رونالدو، إلا أن الأمر يتعلق بالمنتخب الفرنسي، وفي هذه الحالة كما قال "لابد من مناصرة البرتغال".
أما سمير قوات، فبقدر حبه لقائد المنتخب البرتغالي رونالو، بقدر كرهه للمنتخب الفرنسي، إذ قال "كلنا في الجزائر مع البرتغال، وكنا سعداء بتتويجها".
الجزائر.. ومن يلعب ضد فرنسا
يجمع سمير وعز الدين في حديثهما لـ "هافينغتون بوست عربي" بأن الجزائريين قاطبة يناصرون منتخبهم حتى النخاع، كما يناصرون في الوقت ذاته أي فريق يلعب ضد فرنسا كما حدث في نهائي “يورو 2016”.
بلعمري قارة مناصر جزائري وجدناه يرتدي قبعةً عليها العلم البرتغالي بأحد مقاهي بوقاعة شرق العاصمة يقولها صراحةً، "جئت لمناصرة الفريق البرتغالي، وسأناصر أي فريق يلعب ضد المنتخب الفرنسي".
وفي نفس المنحى سار رواد فيسبوك، حيث نشروا مقاطع فيديو وصوراً ساخرة للمنتخب الفرنسي، وأجمع كلهم على مناصرة البرتغال، أو أي فريق كان سيلعب ضد فرنسا.
جرحٌ لم يندمل
يجمع مَنْ تحدثنا إليهم على أن السبب في مناصرة البرتغال ضد فرنسا تاريخي بحت، يعود إلى فترة استعمار فرنسا للجزائر وما تركته من ويلات مازالت آثارها إلى يومنا.
ويعتبر عز الدين بارة تاريخ فرنسا في الجزائر سبباً كافياً للوقوف ضد منتخبها، وأكد أن السواد الأعظم من الجزائريين لن يناصروا فرنسا مهما كان الوضع.
وهي نفس الأسباب لدى قوات سمير وبلعمري قارة، اللذين أضافا "جرح الاستعمار لم يندمل بعد فكيف نفرح لفوز فرنسا".
من جانبه قال الحكم الدولي السابق سليم أوساسي لـ "هافينغتون بوست عربي"، إن التاريخ سبب كبير لعزوف الجزائريين عن مناصرة المنتخب الفرنسي.
ويضيف سليم، "في الحقيقة مهما حاولنا الفصل بين الأمور السياسية والتاريخية عن كرة القدم، إلا أن الجزائريين يصعب عليهم نسيان الفترة الاستعمارية الفرنسية ببلادهم".
ويضيف أوساسي، "أنا أرى مناصرة الجزائريين للفريق البرتغالي ضد فرنسا منطقي، ولندعه في خانة حرية المناصرة".
العنصرية
ويرى بعض المتتبعين أيضاً أن عدم استدعاء بعض اللاعبين ذوي الأصول الجزائرية إلى المنتخب الفرنسي خلال “يورو 2016” كان سبباً أيضاً في عدم تشجيع الجزائريين لفرنسا خلال النهائي.
فاللاعب الدولي السابق رابح ماجر أكد أن السبب التاريخي له وزنه، لكن كما قال هناك سبب آخر ساهم في إقصاء المنتخب الفرنسي من لائحة الجزائريين خلال البطولة.
سياسية إقصاء اللاعبين ذوي الأصول الجزائرية وعدم استدعائهم للعب ضمن المنتخب الفرنسي كان لها أثر كبير في سقوط فرنسا أكثر من قلوب المشجعين الجزائريين.
ويضيف ماجر، "لم يكن أحد من متابعي الكرة المستديرة ينتظر إسقاط اسم كريم بنزيمة أحد نجوم ريال مدريد ذي الأصول الجزائرية، من قائمة المنتخب الفرنسي، بل لقد اعتبره البعض عنصرية واضحة".
وختم أسطورة كرة القدم الجزائرية، ”هناك أسماء للاعبين في البطولة الفرنسية من أصول جزائرية كان الجميع ينتظرهم في يورو 2016، أبرزهم نبيل فقير لاعب اولمبيك ليون، وكذا سمير نصري من اولمبيك مرسيليا".