ثــَلاث نِســاء ...
كم هي مسكينة ، وحزينة وبائسة، هذه الأُمـة العربيـة، ها هي تـَمر بمرحلةٍ من أشـَد مـَراحلها قـَسوةً.. وألم ..
فالظلم يجثم على الرقاب، والأعناق في فلسطين، ويحطم القلوب في بغداد الرشيد، بغداد التي كانت عبر التاريخ اسطورة القوة وهرم الشهامة العربية، تزداد برك الدم يومياً، مشهد يـُدمي الأفئدة، ويغشي الأبصار والعقول...
العراق أصبح رمزاً لأعظم عمليات إبتزاز وقهر، لم يسبق أن مرت بشعب من الشعوب منذ زمن هولاكو التتري..
أما بيروت، باريس العرب، تعيش رعباً يومياً، في العودة لدفاتر الماضي وأن تـُعلن في أي لحظة حرباً أهلية، لكـُثرة الإنقسامات.... أما أم الدنيا.. فحالة من القلق والترقـُب نحو التغيير هي حال الشارع المصري...
واليمن !!! لم يعد السعيد بل أصبح التعيس، والغذاء الرئيسي للشعب هو القات.. ثم القات...
وماذا بعد...أيها الوطن العربي.. مأساة تلو مأساة، الصومال نعرف وضع البؤس والفقر .. والجهل.. والمرض.. ومن مقاعد المتفرجين، ننظر إليك....
جيلنا المهزوم، المنكوب، الذي آمن وتربى أن الوطن العربي، متماسك، وجميعنا كنا نرفع الصوت بالوحدة العربية، والتضامن العربي ، ولكن.. ما يجري في السودان سلة القمح العربي.. يدعو للإنفصال.. جنوبه عن شماله..
كـُتبت المقالات... وأُجريت الدراسات، ولكن حـُفظت في المَـلفات...لكثيرين وكثيرات، دفعن الثمن لمواقفهم ومواقفهن.... إنما .. الآن أتى الموقف من ثلاث نسـاء، دفعن ثمناً لموقفهن، لأنهن يؤمنَ بثوابت لا يـُمكن إلا أن يـُسجلها التاريخ، ويـُسطر أسماؤهن بأحرف من نور...
حنين الزعبي...
النائبة العربية الوحيدة تمثل عرب فلسطين 48، الجريمة التي ارتكبتها برأي العدو الصهيوني، أنها شاركت في قافلة المساعدات المتجهة إلى غزة.. والتي إعترضتها قوات كوماندوس إسرائيلية في 31 أيار الماضي، في غارة أسفرت عن إستشهاد تسعة نـُشطاء..
صدر بحقها عقاب، وهو أن تلغى كافة الإمتيازات الدبلوماسية، لنائبة عربية بتهمة " الإنحياز إلى العدو "، وحالياً تتلقى تهديدات بالقتل.. قالت كلمتها .. " لم يكن انتخابي لأخدم كاديما أو الليكود او العمل "، إنني أمارس حقي، وأيضاً واجبي... تجاه أبناء شعبي...
أوكتافيا نصر ..
كتبت أوكتافيا اللبنانية العربية، والتي تعمل لحساب شبكة سي.أن.أن، منذ عشرين عاماً، في موقع تويتر تقول
" يـُحزنني سـَماع وفاة السيد محمد حسين فضل الله، أحد العمالقة، الذين أكن لهم إحتراماً كبيراً " ..
هم.. يحاولوا دوما أن يعلموننا الديمقراطية، وحرية التعبير، عبر برامجهم الإعلامية ومحطاتهم الفضائية.. هذه خطوة تتنافى مع الكثير من المعايير المهنية وحرية التعبير، عندما يتم فصل إعلامية، ذات خبرة، لأنها مارست حقها في التعبير عن الرأي...
هيلين توماس...
على اليهود أن يخرجوا من فلسطين، وأن يعودوا من حيث أتوا.. هذا ما قالته هيلين، والتي يطلق عليها عميدة الصحافة، فهي أقدم مراسلة في البيت الأبيض، وبدأت مع ولاية الرئيس كيندي....
غامرت هيلين، بمعاداة كل هؤلاء ، غير آسفة بعد تسعين عاماً من إختبار الحياة، والتي قضت نصفها تقريباً في بيت الخبرة السياسية الأهم في العالم.. ولا يبدو أنها قد خلصت الى رأيها في قضية اليهود، بسبب جذورها اللبنانية وإنما بالإحتكام الى المنطق البسيط، فقالت دون خوف أو وجل لسائلها الحاخام.. " تذكر هؤلاء
( الفلسطينيون ) يعيشون تحت الإحتلال، وهذا وطنهم... " هذه ليست ألمانيا ولا بولندا .. ليـَعـُد اليهود بحق الجحيم إلى أوطانهم في بولندا، وألمانيا، أو إلى الولايات المتحدة، أو أي مكان.....
كـُنت أتمنى يا سيدة هيلين .. أن تـُصرحي بمكنونات قلبك.. قبل الآن .. قبل ثلاثين عاماً.. ربما لكان لهذه الكلمات تأثير أعمق... شكراً جزيلاً لك ....
mahasen1@ayamm.org