الجيران

تم نشره الأربعاء 21st تمّوز / يوليو 2010 06:18 مساءً
الجيران
المحامي خلدون الرواشدة

قديما وعندما يقدم إلى حارتنا سكان جدد كانت الفرحة تدب في أجسادنا كون أن عملية الانتقال تتطلب نقل وترحيل عفشهم ، مما يعني ويتطلب للضرورة مساعدتنا لهم في التحميل والنزيل ، الأمر الذي يسفر أثناء المساعدة وبعدها بأن نحظى – نحن كصبية - بقطعة حلوى أو زجاجة "كازوز " باردة ، تقديرا من الجار الجديد لنا على مساعدتنا لهم .
ولا أنكر آنذاك مظاهر التكاتف والطيبة التي كنا عليها وقتها ، وكيف كانت جارتنا "أم صبحي " تهل علينا بصينية الشاي بالنعنع ، أثناء عراكنا في نقل العفش والأثاث ، بينما تطل جارتنا "أم زياد " علينا "بشاف " من الماء البارد الذي يطفأ جمر تعبنا وعطشنا سواء نحن المساعدين أم جيراننا الجدد المشغولين بالترتيب والنقل .
أيضا كان هناك شيء اسمه "عزومة الجيران الجدد " ، إذ لا بد من عزومتهم لتناول الغداء أو العشاء ، وتتم هذه العزومة على النحو التالي ، بعد أسبوع مثلا من انتقالهم ، تتم زيارتهم والتعرف عليهم وفي نهاية الزيارة تتم دعوتهم لتناول غداء أو عشاء لا مفر منه ، وقد كانت العزومة أنذاك تتم على شكلين : الأول إما أن يحضر الجيران الجدد العزومة في بيت الداعي أو المعزب ، والثاني : أن يقوم أهل المعزب بطبخ وجبة الغداء أو العشاء وإرسالها إلى منزل الجار الجديد
في الحقيقة كانت طقوس بسيطة وجميلة أن دلت على شيء تدل على الالتئام واحترام معنى الجيرة وتقدير الجار لجاره . ولا أنكر وقتها أني كنت اعرف أسماء جميع من يسكنون في الحارة ، سواء على شكل بيت أبو فلان ، أم بالأسماء الشخصية لهم ، كما كنت اعرف أسماء جميع أفراد العائلة الواحدة منهم ، - ليست شقاوة – الإناث قبل الذكور . فقد كنا أسرة كبيرة واحدة .
أما اليوم ، فالوضع اختلف كثيرا ، أمس استوقفتني سيارة محملة برجال ونساء وأطفال مظهرهم يدل على أنهم أتوا من مكان بعيد ، وسألوني عن بيت " أبو فلان " .
هم : مرحبا وين بيت " أبو فلان " .
أنا : للأسف ما بعرفهم ، وين وصفوكم .
هم : عند السوبرماركت ، مش هاي سوبرماركت "... " .
أنا : مزبوط ، بس ما بعرفهم اتصلوا فيهم وتأكدوا من العنوان .
وفعلا تم الاتصال ببيت "أبو فلان " ، وتبين بأنهم يسكنون في نفس الشارع الذي اسكن به ، ليس هذا فحسب ، بل أنهم يسكنون بالعمارة المجاورة لي مباشرة ، وأنا أصادف "أبو فلان " يوميا منذ عامين ونيف .
ضحكت ولم اعرف ماذا أقول ،و اكتفيت بتذكر صينية الشاي من يد جارتنا "أم صبحي " قبل أكثر من 15 عاما .


Khaldon00f@yahoo.com



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات