وجوه تصببت عرقا لتعزف هذا التناغم الإيقاعي في مراسم تخريج "الأردنية"
تم نشره الأربعاء 20 تمّوز / يوليو 2016 02:59 مساءً

المدينة نيوز :- ما أن تُجيل بنظرك في أجواء الجامعة الأردنية هذه الأيام، حتى تستحضر في ذهنك تلك السويعات القليلة التي قضيتها في آخر أيام مع أساتذتك وزملاء الدراسة، وما أن تتابع الجو العام والترتيبات التي حظي بها الطلبة الخريجون إلا وتبدأ بالمقارنة وتدمع عيناك من هول التناغم الذي كان خلفه كادر وصل الليل بالنهار ليظهره بهذا اللون والنسق والنغم.
نعم، وراء كل عمل متقن وجوه تصببت عرقا من أجل أن يكون كذلك، ووراء كل شارع نظيف عامل منتم لوطنه، ووراء كل بستان من الورود مزارع يعشق أرضه، ووراء كل شعلة مضيئة كهربائي خاطر بحياته لينير دروب المارين، ووراء تلك الموسيقى متذوق احتار مرارا ليختار ما يناسب الجميع، وفعلا وراء كل ذلك النسق والترنيم والألق في مراسم التخريج في الجامعة الأردنية جنود متآزرين نجهل جهودهم في تنسيق وترتيب وتنظيم مراسمه.
الشاب مروان أبو ناموس أحد اؤلئك الجنود الذين تصببت وجوههم عرقا من أجل نظافة المكان وحيويته ورطوبته، تراه يتراكض بين صفوف الخريجين مؤديا عمله بابتسامة متعبة وبكل ما فيه من جهد وطاقة غير آبه بأي شيء سوى مخافة الله التي تلمع بين عينيه من شدة حبه لعمله وللمكان الذي يعمل فيه والذي وصفه على حد تعبيره "ببيته وأرضه وكل أهله".
وبتتبع المكان تجد الطالب أحمد خليفات يعيش أجواء التخريج وهو في سنته الرابعة بمرافقته مواكب الخريجين رافعا علم الأردن متلهفا أن يكون بينهم قريبا، ترافقه زميلته رؤية قطيشات بعين ترقب المكان وأخرى تراقب خط سير الموكب، وآخرون كأيسر ومعتصم وعمر ومحمد ترفرف في أيديهم أعلام الجامعة والكليات منذ بدء مراسم الحفل حتى نهايته.
وفي ذلك الركن هناك يجلس الشاب عمر الربيع في انتظار طلبة الخدمة الاجتماعية لتأمينهم بنسخ من الكتاب السنوي وفقا لأعداد الخريجين، وبجانبه كل من بكر وتوفيق دعابس في طور ترتيب مقاعد العمداء وأعضاء هيئة التدريس والطلبة وتجهيز ضيافتهم ووضع اللمسات الأخيرة التي تكتمل بها التجهيزات.
ومن قلب الحدث وتحت حر شمس النهار يحاول يونس أبو ناموس أن يرضي الجمهور كافة بتجهيزه كاميرته والتنقل بعدستها لتطال جميع الوجوه وتلامس كل الأركان، محتفظا بهذا الشريط في أرشيف الجامعة ليكون مرجعا لكل من يطلب نسخة منه.
ويراقب موظف الأمن أشرف العلاوي الملعب والمدرجات حفاظا على عدم الفوضى بعدم سماحه لأحد الدخول إلى المضمار وتشويه المشهد العام من جهة والمحافظة على هدوء الخريجين وعدم ارتباكهم من جهة مقابلة.
وفي عقر المقصورة الرئيسية يخدم كل من حمزة المساعيد وبهاء سلامة ومحمود الخوالدة كبار الزوار بتأمين ضيافتهم ومتابعة احتياجاتهم على مدى ست ساعات متواصلة.
على أحد أبواب المقصورة يقف الزميل مشعل الغوانمة مصطحبا الزوار إلى المنصة واختيار المكان المناسب لهم وتجليسهم ومتابعة أمور ضيافتهم، برفقة ذلك الطاقم من فريق المراسم الذي لا يكد ولا يتعب مهما قابله من عثرات، مستقبلا الضيوف بتلك الابتسامة التي تمتص غضب الجميع وتدخل الطمأنينة إلى قلوبهم.
وبرقة قلب الأمهات وحنيتهم تأخذ موظفة الأمن خالدة زيادين الضيوف من كبار السن والعاجزين بكل حفاوة وتدخلهم إلى المكان الأنسب لهم، غير متناسية الأمور التنظيمية الأخرى ومتابعة الثغرات الأمنية والمبادرة إلى حل أي مشكلة قد تواجه أحد الحضور أيا كان ومهما كان عمره.
وبصمت وسكون ودون شكوى يقف بسام العبادي أحد رجال الأمن الجامعي على تلك البوابة القريبة من موقع التخريج منذ الصباح حاملا بطاقته التي يمرر بها الداخلين والخارجين من تلك البوابة، مستقبلا إياهم ومودعهم بابتسامة وكلمات ترتجف تعبا مصحوبة بالمباركة والمحبة.
وبعد هذا، لا يسعنا إلا أن نجزم وبكل فخر أن مراسم التخريج في الجامعة الأردنية تجسدت أمامنا وكأنها لغة إيقاعية لها وزن وقافية ومعنى، عزفت ترابط أسرتها وتوّحد العاملين فيها لحناً أثيرا لقصيدة جميلة بات يردد صداها كل من كان حاضرا : المنى عندنا ثوبها أخضر.. باسم أردننا اسمعها يكبر.... .