غيوم في سماء المملكة العربية السعودية
أسئلة خطيرة تبحث عن أجوبة وغيوم سوداء في سماء السعودية تبحث عن أشعة الشمس
1: بينما كان الرئيس الأمريكي للولايات المتحدة باراك أوباما يجتمع بقادة دول مجلس التعاون العربي في الرياض ليؤكد لهم التزام واشنطن بمساعدة الدول الخليجية في وجه التحركات الإيرانية وتأكيده أن الإتفاق النووي مع إيران لا يعني تجاهل أنشطة إيران وتجاربها الصاروخية وإستمرارها في إرسال شحنات الأسلحة إلى العراق وسوريا واليمن وحزب الله . كانت الإدارة الأمريكية تتفاوض مع إيران من أجل شراء 32 طنا من المياه الثقيلة . وهذا القرار يتناقض مع البند رقم 5 من بنود الإتفاقية النووية الشاملة بين الدول الخمس الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا بالإضافة إلى ألمانيا وبين إيران والذي ينص " عدم تصدير الوقود الذري خلال السنوات المقبلة وعدم بناء مفاعلات تعمل بالماء الثقيل وعدم نقل المعدات من منشأة نووية إلى أخرى لمدة 15 عاما ".
2: وبينما كان الرئيس الأمريكي يعلن أن واشنطن ستطلق حوارا مع دول مجلس التعاون العربي لتعزيز التعاون الإقتصادي بين الولايات المتحدة ودول المجلس كان مجلس الشيوخ الأمريكي يطالب بالكشف عن 28 صفحة سرية من تقرير اللجنة الوطنية التي شكلها الرئيس الأمريكي جورج بوش للتحقيق بأحداث 11/9/2001 حيث تم الإعلان عن نتائج التحقيق لهذه اللجنة عام 2005 . وتم حجب 28 صفحة من هذا التقرير وفرض عليها الرئيس ألأمريكي جورج بوش السرية المطلقة وتمسك الرئيس باراك أوباما بسرية هذه الصفحات ال 28 حتى منتصف عام 2015 عندما سمح لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA بالإطلاع على هذه الصفحات . علما بأن لجنة التحقيق الوطنية لم تجد أي دليل على أن السعودية قد مولت بعلمها كدولة أو ساعدت تنظيم القاعدة في الفترة التي سبقت أحداث 11/9/2001 . كما أن المملكة العربية السعودية قد طالبت بنشر تلك الصفحات ال 28 السرية .
ولقد قام مجلس الشيوخ الأمريكي بتركيز الجهود خلال الأشهر الماضية من أجل الموافقة على تمرير مشروع قانون يقضي بالسماح لأهالي ضحايا هجمات 11 أيلول 2001 بمقاضاة المملكة العربية السعودية حول دورها المزعوم في دعم وتمويل عملية الهجوم على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك . وهي محاولة إبتزاز واضحة من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي للمملكة العربية السعودية وبالفعل فلقد أصدر مجلس الشيوخ الأمريكي بتاريخ 17/5/2016 موافقته على مشروع أسماه " العدالة ضد راعي الإرهاب " وهم الآن بإنتظار تمريره من قبل مجلس النواب الأمريكي في الوقت الذي يؤكد فيه الرئيس الأمريكي معارضته لهذا القانون .
علما بأنه بتاريخ 15/12/2011 قد صدر حكم بإدانة إيران بتورطها مباشرة شراكة مع حزب الله بالتخطيط والتنفيذ لهجمات 11/9/2001 . وبتاريخ 9/3/2011 أصدر القاضي الفيدرالي في المحكمة الجزائية بمنهاتن نيويورك جورج دانيالز حكما بإلزام إيران بدفع 10 مليارات ونصف المليار دولار تعويضات لأهالي ضحايا هجمات أيلول 2001 .
إن الخطورة في تمرير مثل هذا القانون تتمثل في إمكانية تجميد الأرصدة المالية للملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة وقد تتطور الأمور بحيث تصل إلى حد مطالبة مجلس الأمن بفرض عقوبات إقتصادية وعسكرية على السعودية . ولقد أحسنت السعودية بالإعلان أن ردها الأولي على إبتزاز الكونجرس الأمريكي سوف يكون عن طريق بيعها لسندات الخزانة الأمريكية والتي تبلغ قيمتها 750 مليار دولار أمريكي . ولكن هذا التهديد لا يكفي للحفاظ على مصالح المملكة العربية السعودية وإنما يجدر تشكيل لجنة مالية حكومية خاصة لدراسة وإدارة الأرصدة والإستثمارات السعودية في الولايات المتحدة وإمكانية نقلها إلى دول أخرى لحمايتها .
3: النفط والغاز ... إن أكثر مناطق العالم حاجة إلى استيراد النفط والغاز في العالم هي أوروبا والصين والهند ونحن نتجنب هنا ذكر الولايات المتحدة بعد أن كانت أكبر مستورد للنفط لأنها بدأت منذ ثلاثة أعوام في تطبيق تكنولوجيا حديثة وتقنية متقدمة في استغلال الصخر الزيتي في إنتاج النفط وأصبح إنتاجها يغطي إستهلاكها بحيث يتراوح الإنتاج ما بين 12 مليون برميل يوميا إلى 15 مليون برميل يوميا . كما أننا لا نقصد هنا تجاهل إحتياجات اليابان والتي تتعاظم يوما بعد يوم .
لقد تطور أسلوب نقل النفط والغاز من ناقلات النفط العملاقة إلى انابيب النفط والغاز . ولقد كانت روسيا الدولة السباقة في مجال بناء الأنابيب العملاقة وفي تصدير نفطها وغازها مباشرة إلى كل من أوروبا والصين واليابان من خلال أنبوب السيل الشمالي الواصل إلى ألمانيا ومن خلال أنبوب السيل الجنوبي الواصل إلى اوروبا ومن خلال بناء أنبوب غاز عملاق مباشرة من سيبيريا إلى الصين بقيمة 400 مليار دولار في أكبر صفقة وتم التوقيع على هذه الإتفاقية في أيار 2014 بين غاز بروم وشركة ( سي إن بي سي ) الصينية حيث يبدأ تسليم أولى شحنات الغاز عام 2018 . كما أن الصين تستورد النفط الروسي من خلال خط أنابيب شرق سيبيريا / المحيط الهادي وتعتبر الصين أكبر مستهلك للنفط من مجموع شحنات ميناء كوزمينو على بحر اليابان حيث تستهلك 60% من مجموع شحنات النفط .
كما أن إيران تقوم بالتفاوض مع روسيا من أجل بيع حصتها من الغاز في بحر قزوين وتصديره إلى أوروبا من خلال أنبوب السيل الجنوبي الروسي وفي نفس الوقت جرت مباحثات سرية من أجل تصدير الغاز الإيراني في بحر قزوين من خلال أنبوب نابوكو إلى أوروبا . كما تقوم إيران منذ عام 2015 بتمويل بناء خط أنبوب للنفط من إيران إلى الباكستان على أمل أن يتم تنفيذ مرحلة ثانية لهذا الأنبوب ليصل إلى الهند في المستقبل وفي هذا إنتصار كبير للإسترايجية الإيرانية إذا ما استحوذت على السوق الهندي .
وبكل أسف إن دول مجلس التعاوت الخليجي العربي لا تملك حتى هذه اللحظة أي خطوط أنابيب نفط أو غاز تصل مباشرة إلى أوروبا أو الصين أو الهند وإنما لا زال النفط والغاز يصدران إلى العالم بواسطة الناقلات العملاقة التي تنتقل عبر مضيق هرمز ومضيق باب المندب وقناة السويس ونحن نعرف محاولات إيران المستمرة في السيطرة على مضيق هرمز ومضيق باب المندب من خلال دعمها المباشر للحوثيين في اليمن عسكريا وماديا وسياسيا . كما وأننا نعرف جشع واستغلال شركات النقل البحري وتلاعب شركات النفط العملاقة الأخوات السبع في التحكم بأسعار النفط والغاز في أسواق العالم وتهيمن على معظم إنتاج النفط في دول العلم الثالث وفي توزيعه حيث ربحت هذه الشركات أرباحا ضخمة على حساب نفط دول العالم الثالث . في منتصف القرن الماضي كانت الشركات السبع تتكون من شركة ستاندرد أويل أوف نيو جيرسي المعروفة بإسم إيسو والتي اندمجت فيما بعد مع موبيل لتعرف فيما بعد بإسم شركة إكسون موبيل . أما الشركة الثانية فهي شركة رويال داتش شل وهي شركة بريطانية هولندية أما الشركة الثالثة فهي شركة انجلو / بيرسيان أويل كومباني وتم تغيير إسمها إلى شركة النفط البريطانية الإيرانية ومن ثم عرفت بإسم ستاندرد أويل أوف إنديانا أما الشركة الرابعة فهي شركة ستاندر أويل كومباني أو نيويورك والتي أصبحت تعرف فيما بعد بإسم شركة موبيل ولقد اندمجت مع شركة إكسون وأصبحت تعرف بإسم إكسون موبيل . أما الشركة الخامسة فهي شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا والتي عرفت فيما بعد بإسم شيفرون ولقد اندمجت مع شركة تكساكو لتكون شركة شيفرون تكساكو ولكنها انفصلت وعادت إلى إسمها السابق شيفرون . أما الشركة السادسة فهي شركة جلف أويل والتي اندمج معظمها مع شركة شيفرون عام 1985 أما الشركة السابعة فهي شركة تكساكو وهي التي أندمجت مع شركة شيفرون عام 2001 ولكنها انفصلت عنها عام 2005 لتعود من جديد إلى إسم شيفرون مع أن إسمها التجاري لا زال يحمل إسم شيفرون تكساس.
وبتاريخ 11/3/2007 حددت الفاينانشال تايمز الأخوات السبع الجديدة الأكثر نفوذا بين شركات النفط والغاز في العالم وهي شركة أرامكو السعودية وشركة غاز بروم المساهمة الروسية والشركة الوطنية الصينية للبترول والشركة الإيرانية إن أي أو سي وشركة النفط الفنزويلية وشركة بتروبراس البرازيلية وأخيرا شركة بترو ناس الماليزية علما بأن هناك شركة عالمية ثامنة قد استثنيت من هذه القائمة وهي شركة بيميكس الحكومية المكسيكية .
والسؤال الذي يطرح نفسه ما هو السر في هبوط أسعار النفط والغاز في السنوات الماضية وهل هو موجه ضد الدول العربية أم هو موجه ضد روسيا وما هو تأثير هذا الهبوط على الدول المصدرة للنفط والغاز في العالم وبالذات على كل من دول الخليج العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية وروسيا وإيران وفنزويلا .
وما هي توجهات الحوار حول حقول الغاز المكتشف إمتدادا من شواطىء سوريا ولبنان وإسرائيل وغزة ومصر وقبرص وما هي المخططات التي تخططها إسرائيل من أجل السيطرة على معظم حقول الغاز العربي ومباحثاثتها السرية من أجل بناء أنابيب للغاز عبر قبرص واليونان إلى أوروبا وعبر تركيا إلى أوروبا .
ولكي لا نتهم بتجنب الحقائق وتهويل الأمور فإن هناك خط أنابيب كركوك / جيهان يصل ما بين مدينة كركوك في العراق وميناء جيهان التركي ويعتبر أكبر خط لتصدير نفط خام العراق . ابتدأ العمل به عام 1973 وتم تشغيله عام 1976 بسعة 500 ألف برميل يوميا وتمت توسعته ليصل مليون ومائة ألف برميل.
بالإضافة إلى أربعة أنابيب غاز الأول يربط ليبيا بإيطايا والثاني يربط الجزائر بإسبانيا والثالث يربط الجزائر بإيطاليا والرابع يربط مصر بالأردن وإسرائيل