من بلفور الى بلير
بريطانيا "المملكة المتحدة " امبراطورية حكم قادتها العالم ردحا من الزمن تعمدت ان تظلم الكثير من الدول التي لم تكن قد حصلت على استقلالها من الإستعمار الذي طوق البلاد العربية من المحيط الى الجليج كالأخطبوط ، وفي تلك المرحلة التي ساد فيها التسلط البريطاني على شعوب معظم انحاء العالم ومن ضمنها المنطقة العربية التي قسمت بين البريطانيين في الشرق العربي والفرنسيين والإيطلييون في المغرب العربي و قبل أن تتقلص المساحة الجغرافية التي كانت بريطانيا تبسط سيطرتها الإستعمارية الإحتلالية عليها دون ان تفقد سيطرتها السياسية مع احتفاظها بإدارة قطاعات واسعة من مقدرات البلاد التي اسميا حققت إستقلالها ، وهكذا وقبل ان تجمع بريطانيا أشعتها الاستعمارية قدمت على طبق من ذهب فلسطين إلى اليهود عبر وعد بلفور ، وعد بلفور الذي اعلن عنه في الثاني من شهر تشرين الثاني عام 1917 م .
هذا الوعد الباطل الذي قدمه "بلفور " الذي لايملك الحق في بيع ما لايملك لليهود مقابل بضعة دراهم للخزينة البريطانية من قبل فريق روتشيلد ،هذه الدراهم التي سحبت أساسا من السوق البريطاني بحيلة الأسهم ، وهي لعبة قديمة تلعبها العائلة اليهودية ، منذ عهد نابليون ، وواقعة (واترلو) الشهيرة حيث انهزم نابليون..
إذن هذه بريطانيا التي قادت الحرب العالمية الأولى من اجل القضاء على الدولة " الإمراطورية العثمانية "التك انت تعيش ايامها الأخيرة حسميت في حينه بالرجل المريض والتي ساهم العرب في التعجيل بالقضاء عليها من خلال تحالفهم مع بريطانيا وحلفائها للتخلص من الحكم العثماني الذي استمر لأرلعة قرون متتالية مما ادى الى تخلف العرب علميا وثقافيا وحال دون إمكانية تطورهم وتقدمهم اسوة بشعوب العالم في ذلك الوقت . نعم هذه هيّ بريطانيا التي استغلتنا لتحقيق اهدافها في تحجيم العثمانيين ونهب وسرقة ثرواتنا الطبيعية وفوق هذا وذاك قدمت فلسطين لليهود ، وفوق هذا وذاك شاركت وتشارك باحتلال أفغانستان ، وبريطانيا في ظل حكومة حزب العمال وفي زمن توني بلير بالذات الذي شارك بحرق دولة العراق وتفكيك مؤسساتها المدنية وحرق حقول النخيل في البصرة وتحطيم الناصرية وأوله تحطيم تمثال الرئيس العراقي رمز ثورة القرن العشرين .
بلير هذا الذي لاقى بعض ما يستحقه جراء افعاله المشينة في العراق وافغانستان (وإنقياده الأعمى وراء الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الصغير) فشل فشلا ذريعا في الإنتخابات البريطا نية ،فأصيب بصدمة كادت تفقده توازنه ولكن تم تضميد جراحه بالرباعية وصار أمينا لها تصرف له الرواتب ويستقبل ويفتي ، والرباعيةاصبحت في عهد بليرتدور في دائرة مغلقة على ذاتها لم تقدم شيئا على الأقل نراه ملموسا على الأرض . لم نسمع سوى اجتماعات لا تغني ولا تسمن من جوع . وكل ما ارتكبمه إسرائيل من اعمال إجرامية وإرتكابها مجازر جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة ، والإستيلاء على اراض فلسطينية في الضفة الغربيى المحتلة وبناء المستعمرات الإستيطانية فوقها بعد طرد اصحابها الفلسطينيين وتشريدهم في ارضهم . أضف الى ذلك كل ما يجري في القدس من حفريات تحت المسجد الأقصى المبارك بهدف هدمه وإقامة ما يسمى يهيكل سليمان المزعوم ، و الحصار والضرب لم يحركللرباعية وأمينها العام " بلير" ساكنا ، ولم يقل لإسرائيل قفي عند حدك فليس لها حد ويدها تصل لمن تريد لا قانون دولي ولا سمعة تخشى عليها . في بريطانيا ذاتها يحال (بلير )للتحقيق في مجازر العراق والسجون التي ستبقى حديث التاريخ الحديث على الأقل لفترات طويلة .تملأ الجموع الساحات ضد ما ارتكبه ويرتكبه الجيش البريطاني لتاريخه في العراق .
بلير الذي فعل كل هذه الأعمال الإجرامية بحق العرب والمسلمين خرج علينا بصرعة جديدة من اجل تخفيف الغضب والضغط العالمي على إسرائيل بعد العملية الإجرامية التي تمثلت بشن هجوم من قوات البحرية الإسرائيلية الصهيونية ضد اسطول الحرية( في المياه الإقليمية ) واتبعتها بعملية قرصنة غير مسبوقة ، اما الصرعة التي خرج بها بلير على العالم طلبه من إسرائيل تحديد المواد التي تدخل لغزة ،ولم يطلب أو حتى يؤيد مطلب احرار العالم كسر الحصارالشامل الذي تفرضه إسرائيل الصهيونية على قطاع غزة منذ اربع سنوات .
بإختصار شديد بلير أمين عام الرباعية ومن قبله بريطانيا المنتدبة على فلسطين خلال فترة الحربين العالميتين الأولى والثانية والتي قدمت فلسطين على طبق من ذهب للصهاينة وهاهو بلير ومن خلال وجوده على رأس الرباعية يعمل على تقديم ما تبقى من فلسطين لصهاينة القرن الحادي والعشرين متمما بذلك ما قامت به بريطانيا سابقا ، وليثبت للعالم اجمع انه لاهم له سوى خدمة إسرائيل وما تطلبه منه الإدارة الأميركية والديمقراطيون الجدد "منظمة الإيباك الصهيونية "المسيطرة على السياسة الأمريكية ..ابريطانيا العظمى لم تكن امينة على فلسطين عندما انتدبت على فلسطين ، وليس غريبا ان يسلك بلير مسلك اجداده ويفرط بما أوكل اليه من قبل الرباعية الأوروبية .
ترى امام مواقف بليرالعدوائية المتأصلة هذه لكل ما له علاقة بالقضايا العربية عامة وبالقضية الفلسطينية خاصة ما المطلوب من الشعزب العربية وحكوماتنا العتيدة ان تفعله للرد على مواقف بلير وتعرية اعماله المشينة بحق العرب والمسلمين ؟