لماذا لا نستطيع الإنجاب .. ؟!
كلما كانت طرق العلاج قريبة من الطبيعة تكون النتائج أفضل والأعباء الجسمية والنفسية والمالية للمرضى أقل، فأحياناً يكفي فقط تنظيم الهرمونات والدورة الشهرية ليتم الحمل بعد ذلك بشكل تلقائي، وفي حال عدم حدوث هذا الأمر بعد مرور مدة زمنية معينة وخاصة عند عدم وجود أسباب واضحة لعدم المقدرة على الإنجاب يتم تنظيم الدورة الشهرية باستخدام الهرمونات ومساعدة المبيض على انتاج البويضات وممارسة الجماع بشكل اعتيادي، أما في حال فشل هذه الطرق الطبيعية فيلجأ الطبيب عادةً إلى طرق المساعدة على الإنجاب الصناعية وأسهل هذه الطرق وأكثرها بساطة هي عملية حقن الحيوانات المنوية داخل الرحم بعد معالجتها مخبرياً وهو ما يسمى (IUI) وهذه الطريقة قريبة جداً من الوضع الطبيعي، بحيث يتم فيها التقاء الحيوانات المنوية المعالجة مخبرياً مع البويضة في قناة فالوب ويتم تلقيح البويضة بشكل طبيعي ومن ثم انتقال الجنين إلى الرحم، فإلى جانب سهولة هذه الطريقة فإن التكاليف المادية المترتبة عليها محدودة وهنا يتكفل المريض بدفع ثمن بعض الهرمونات لتحفيز المبايض على انتاج البويضات، فعلى الرغم من ان هذه الطريقة تحظى بعديد من المزايا لسهولتها إلا أن لهذه الطريقة سلبية مهمة وهي عدم القدرة على تحديد عدد الأجنة التي تنضج وبالتالي تزيد فرص تعدد الحمل الأمر الذي قد لا يكون مرغوب به عند البعض وخاصة إذا زاد عدد الأجنة لأكثر من ثلاثة.
أما الخطوة اللاحقة والتي يتم اللجوء إليها بعد فشل الطريقة الأولى سابقة الذكر أو في حال وجود انسداد ميكانيكي في الأبواق فهي طريقة أطفال الأنابيب المعروفة باسم (IVF) وبهذه الطريقة يتم تحفيز الإباضة بالهرمونات وسحب البويضات من خلال اجراء عملية صغيرة تحت التخدير، بحيث يكون الهدف منها استئصال عدد جيد من البويضات و تلقيحها مخبرياً بعد معالجة السائل المنوي ووضع الحيوانات المنوية في الوعاء الذي يحتوي على البويضات وهنا يتم تلقيح البويضة بشكل عفوي ولكن في المختبر وتحت اشراف الفريق الطبي المعالج، وبعد عدة أيام يتم نقل الأجنة الملقحة إلى الرحم بواسطة عملية بسيطة ودون تخدير.
أما في حال وجود ضعف واضح في عدد أو حركة أو شكل الحيوانات المنوية فيتم استخدام عملية التلقيح المجهري (ICSI) والتي تتم بشكل مشابه للطريقة السابقة ولكن الفرق يكون بحقن حيوان منوي واحد في كل بويضة عبر أنبوب خاص وذلك لعدم مقدرة الحيوانات المنوية على القيام بذلك تلقائياً، وبعد مرور عدة أيام يتم نقل الأجنة إلى الرحم كما ذكرنا سابقاً.
أما في حالات عدم وجود حيوانات منوية في السائل المنوي فيتم استئصالها بعملية جراحية من داخل الخصية وبثقب لا يزيد عن نصف سنتيمتر، أو بواسطة إبرة خاصة أو استئصالها من البربخ (MESA , TESA) ومن ثم تحفيز الإباضة واستئصال البويضات وحقنها كما سبق ذكره.
هذا ويحبذ في جميع الحالات القيام بإرجاع جنين أو ثلاثة لتجنب حدوث حمل متعدد، حيث يقوم الفريق المعالج بتجميد الأجنة الزائدة في سائل النيتروجين بدرجة حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ويتم حلها وإرجاعها لاحقاً وبنسبة نجاح للحمل أقل شيئاً ما من الحالات سابقة الذكر، وسوف نتطرق إلى نسبة نجاح طرق المساعدة على الإنجاب آنفة الذكر في مقال خاص لاحقاً.