الشريف الحسين بن علي شخصية مهرجان الفحيص لهذا العام
المدينة نيوز:- أحيا مهرجان الفحيص الخامس والعشرون ذكرى قائد الثورة العربية الكبرى الشريف الحسين بن علي، التي اختيرت كشخصية للمهرجان هذا العام تزامنا مع احتفالات الاردن بمئوية النهضة.
وقال وزير الشؤون السياسية والبرلمانية موسى المعايطة في الندوة الاحتفالية التي اقيمت مساء أمس على منبر المرحوم خالد منيزل الثقافي بعنوان" الشريف الحسين بن علي ملك العرب" ان الشريف حسين شخصية تاريخية بالمعنى النهضوي أعلن التحرر من الحكم التركي المباشر ومن حالة الضياع والاستلاب الثقافي والحضاري وسياسات الإلغاء، مضيفا أننا بحاجة لإعادة قراءة مشروعه النهضوي واستلهامه لمواجهة حالة التشظي والتفتت والصراعات الداخلية التي عصفت بالأمة ومستقبلها.
وأشار الى أن قراءة محايدة لمشروع الشريف حسين وسلوكه السياسي يبين أنه لم يكن من فئة السياسيين العاديين وإنما كان قائدا تاريخيا أقرب الى نمط الثوار منه الى السياسيين، ما يتطلب منا قراءة ملامح هذه الشخصية التاريخية التي التقط صاحبها اللحظة وعبر عن امال الأمة واشواقها للتحرر والتحديث وبناء الدولة العصرية مع الالتزام بالاطار الثقافي لهذه الامة وهو ما اطلق عليه في حينه اسم مشروع النهضة.
وبين المعايطة أن في مشروع الحسين بن علي نواة لدولة مدنية حديثة تستند الى إرث قديم وتنتمي الى إطار عام لا يتناقض مع لغة العصر، وإنما يتكامل معها ومع الأخذ بالاعتبار خلفيته الدينية والتاريخية فإنه لم يطرح فكرة الدولة الدينية من حيث المضمون، مشيرا الى أن مشروع الدولة الذي قدمه هو مشروع الحداثة والتطوير وإطلاق الحريات الثقافية واحترام الخصوصيات والتنوعات المذهبية والعرقية،" ما يجعلني اقول ان مشروع الحسين بن علي وامتداداته كان سابقا لعصره ومستوحيا احدث المبادئ السياسية".
وقدم الدكتور علي محافظة عرضا موجزا عن مواقف ونشأة وسيرة حياة القائد العربي الذي تولى قيادة أول حركة قومية عربية في العصر الحديث، مشيرا الى أنه كان مثالا للصمود والثبات على المبدأ والإخلاص لأمته والولاء لها ولم يقبل الرضوخ للقوى الغاشمة والامر الواقع.
وقال بعد اندلاع الحرب العالمية الاولى "علم الحسين ان حكومة الاتحاد والترقي في اسطنبول تنوي اعلان الحرب الى جانب المانيا وكتب الى السلطان محمد رشاد الذي تولى السلطنة بعد خلع شقيقه عبد الحميد الثاني 1909 يحذره من التورط والدخول في هذه الحرب"، مضيفا أنه وبعد فشل حملة جمال باشا وزير البحرية في حكومة الاتحاد والترقي في استعادة مصر من الاحتلال البريطاني عام 1915 اتهم المثقفين العرب بالخيانة العظمى وحملهم مسؤولية فشل حملته وأعدم اول مجموعة منهم شنقا في ساحة المرجة عام 1915 والمجموعة الثانية رغم محاولات الشريف الحسين ونجله فيصل الوساطة لدى جمال باشا لتخفيف أحكام الاعدام بحق أولئك الشهداء لكن الحاكم التركي رفض.
وأضاف "عندها اجتمع قادة جمعيتي (العربية الفتاة) والعهد في دمشق ووضعوا ميثاقا يتضمن التفاوض مع الحلفاء والثورة على حكومة الاتحاد والترقي التي فتكت بخيرة الشباب العرب وقرروا أن تبدا الثورة في سوريا واتصل هؤلاء بعدد من القادة العرب لقيادة حركتهم الثورية فرفض الجميع الطلب باستثناء الشريف الحسين بن علي الذي قبل العرض وبدأ الاتصال بالمندوب السامي البريطاني في القاهرة السير هنري مكماهون.
وتضمنت رسالته الاولى اليه ميثاق دمشق الذين عين حدود الدولة العربية في اسيا واعتراف الحلفاء باستقلالها ووحدتها واستمرت المراسلات من 14 تموز 1915 الى 10 آذار 1916 وتم الاتفاق في المراسلات على تلبية المطالب العربية كما فهمها الشريف حسين آنذاك، وتعهد مقابل ذلك بالثورة على الحكومة الاتحادية وتقرر اعلان الثورة في الحجاز في 10 حزيران 1916.
وقال محافظة ان الشريف حسين بين أهداف الثورة في خطاب ألقاه أمام وفد المغرب العربي الذي جاء لتهنئته بالثورة، حيث قال فيه إن "نهضتنا قامت لتأييد الحق ونصرة العدل وإعزاز كتاب الله وإحياء سنة رسوله ولم أرد لنفسي زيادة جاه وثروة في هذه الدنيا بعد أن كنت حاصلا على كل شيء وان الغضب للحق والغيرة على سلامة البلاد واهلها هو الذي حملني على الجهاد بالنفس والولد والقوم لصيانة كل ما يزيدنا الى رحمة الله وان أعظم غاياتنا هي المحافظة على كياننا القومي والديني".
(بترا)