بشور والساكت يناقشان في الفحيص مستقبل المشرق العربي
المدينة نيوز:- ناقش المفكر اللبناني معن بشور ووزير الداخلية الأسبق مازن الساكت خلال ندوة مساء أمس أقيمت على منبر خالد منيزل الثقافي ضمن فعاليات مهرجان الفحيص الخامس والعشرين، مستقبل المشرق العربي في ظل التحديات.
وقال بشور في الامسية التي ادارها رئيس نادي الفحيص الاسبق غانم السلمان، إن المستقبل هو حصيلة ردود الافعال التي نقوم بها، وكلما اجدنا حشد القوى السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والروحية لصالح طموحاتنا نحقق تقدما في صياغة مستقبل يليق بهذه الطموحات ومنعنا أعداءنا المتربصين بنا من استباحة بلادنا واستغلال مواردنا والتحكم بمستقبلنا.
وأشار الى ان المشرق العربي يواجه عدة تحديات، اهمها التجزئة والتقسيم وصولا الى التفتيت، وأن مواجهة ذلك يتطلب اعتماد استراتيجية التكامل السياسي والاقتصادي والدفاعي والامني والثقافي والتربوي بدءا من قيام سوق عربية مشتركة والوحدة بين اقطار المشرق العربي بداية وبين أقطار الامة العربية كلها.
اما التحدي الثاني فهو التحدي الصهيواستعماري بما هو مشروع احتلال واستيطان وتهجير في فلسطين كما هو مشروع توطين وتشتيت وتقسيم، واثارة كل النعرات والحساسيات الدينية والطائفية والعرقية، مشيرا الى ان الاستجابة لهذا التحدي تكون عبر المقاومة بكل أشكالها والوحدة بكل مستوياتها.
وبين بشور ان التحدي الثالث الذي يواجه المشرق هو التحدي التنموي الديمقراطي المستقل الذي يخرج الامة من الفساد والاستبداد والتبعية، مشيرا الى انه ليس صدفة ان تنفجر التحركات الشعبية في الربيع العربي تحت شعارات العدالة والحرية والكرامة الانسانية كما ليس صدفة ان يسعى اعداء الامة الى تزييف هذا الحراك وتوجيهه عكس اهدافه.
وأكد أن مواجهة التحدي الرابع المتمثل بالغلو والتطرف والتوحش الذي يسميه العالم ارهابا ولم ينج بلد عربي او غير عربي من شظاياه لا يكون عبر الجانب العسكري فقط بل عبر الجوانب الفكرية والثقافية والعلمية.
ورصد الساكت في ورقته الظروف التي مرت بها مجتمعاتنا العربية ومحاولاتها تحقيق الاستقلال وبناء التقدم والطموح الى الوحدة والتخلص من الاستعمار منذ مرحلة النهضة العربية، مشيرا الى ان تطورات الاحداث كانت دائما ترتبط بالواقع الدولي ومعادلاته وصراعاته وتحالفاته وتوجهاته، وان بناء الدولة في الوطن العربي خضعت لتلك المعادلات كما كانت القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي من العوامل الرئيسة في الاحداث والتطورات التي شهدناها في الوطن العربي.
وقال ان الربيع العربي الذي نادى بالإصلاح والمشاركة والعدالة ومحاربة الفساد والتغيير جاء نتيجة ازمة البطالة والفقر وانعدام تكافؤ الفرص وتراجع الحريات العامة رغم الحديث عن الليبرالية السياسية.
واضاف، ان هذه المرحلة التاريخية طرحت في ثناياها قضيتين رئيسيتين؛ الاولى توفر فرصة تاريخية للإصلاح والتغيير والتقدم، والثانية مخاطر العنف والاقتتال الاهلي ونمو نزعات الطائفية والجهوية والعرقية وتدمير المنجزات والمجتمعات وهدم الدولة.
وأكد الساكت ان المعركة الكبرى التي يجب ان تخوضها القوى والشعوب والأنظمة هي في مواجهة ايديولوجيات التفتيت المذهبي والطائفي والجهوي والعرقي والاقليمي، وان نعود لبناء وحدة الشخصية الوطنية العربية في اقطارنا وبناء الانتماء العربي، وهو ما يقع على عاتق التربية والتعليم والاعلام والثقافة بما فيها المؤسسات الدينية.
(بترا)