«ريو 2016»: أبرز الرياضيين العرب في الألعاب الأولمبية لهذا العام
تستضيف ريو دي جانيرو، أكبر المدن البرازيلية، الألعاب الأولمبية الصيفية لهذا العام، ومع بداية المنافسات تتعلق آمال الجمهور الرياضي بالوطن العربي بعددٍ من المشاركين البارزين في التظاهرة الرياضية الأضخم، لإثراء خزانة الميداليات العربية في الألعاب الأولمبية.
وتعد الألعاب الأولمبية المورد الأول للإنجازات الرياضية التي حققها الرياضيون العرب، إذ جمعوا، منذ دورة ستوكهولم سنة 1912 إلى دورة لندن سنة 2012، حوالي 94 ميدالية: 24 ذهبية، و23 فضية، و47 برونزية. إلا أن هذه الحصيلة لا ترقى رغم ذلك إلى المستوى المطلوب، فالولايات المتحدة الأمريكية وحدها حصدت 2618 ميدالية متنوعة في سجلها الرياضي للألعاب الأولمبية، منها 1037 ميدالية ذهبية.
ويبدو أنه في ظل الأوضاع الأمنية والسياسية المضطربة بالعالم العربي، وكشف تورط مجموعة من الرياضيين العرب في تعاطي المنشطات، ستعرف المشاركة الرياضية العربية في ريو 2016 حصيلة هزيلة، بخاصة وأن أيًّا من الدول العربية لم تحرز أي ميدالية، في الوقت الذي أحرزت فيه الولايات المتحدة وحدها 12 ميدالية متنوعة، في أول يومين.
لكن يستمر عقد الآمال على عددٍ من الأسماء العربية المشاركة، خلال دورة 2016 للألعاب الأولمبية الصيفية الجارية بالبرازيل، في تحقيق إنجازٍ مشرف.
حبيبة الغريبي.. في سباق الحواجز
العداءة التونسية، التي أحرزت ميدالية ذهبية في سباق ثلاثة آلاف متر موانع لأولمبياد لندن، بعد أن تم تجريد منافستها الروسية، يوليا زاريبوفا، من ميداليتها الذهبية لتعاطيها المنشطات، لتتسلم حبيبة الغريبي قبل شهرين الذهبية، باعتبارها كانت حاصلة على المرتبة الثانية.
وتألقت العداءة التونسية في دورة بكين لألعاب القوى 2015، إذ توجت بالميدالية الفضية لسباق ثلاثة آلاف متر حواجز، وفازت بميدالية ذهبية من العام نفسه في ملتقى بروكسيل.
أسامة الملولي.. في السباحة
رياضي تونسي آخر، تعقد عليه الجماهير الرياضية التونسية آمال تحصيل ميدالية في ريو 2016، وهو السباح أسامة الملولي، أول عربي يحرز ميداليتين ذهبيتين أولمبيتين في السباحة.
بلغ أوج تألق أسامة الملولي سنة 2008، عندما فاز بسباق 1500 متر سباحة حرة خلال أولمبياد بكين، أمام السباح الأسترالي غرانت هاكيت، وحصل على ميدالية ذهبية أخرى في اختبار مائة متر بالألعاب الأولمبية 2012 في لندن، كما حقق في نفس السنة ميدالية برونزية في سباق 1500 متر سباحة حرة.
توفيق المخلوفي.. في سباق 1500 متر
سبق للعداء الجزائري أن حصل على ميدالية ذهبية في سباق 1500 متر في مسابقة ألعاب القوى خلال أولمبياد لندن 2012، ونال ميدالية ذهبية أخرى في البطولة الأفريقية لسباق 800 متر.
المدينة نيوز- وكان على وشك استبعاده من منافسات 1500 متر، وذلك بعد أن اتهمته اللجنة الأولمبية بعدم بذل الجهد الكافي عندما خرج منذ اللحظات الأولى من انطلاق سباق 800 متر، خلال أولمبياد لندن 2008. لكنها عادت لتسمح له بالمنافسة بعد تبين إصابته في الركبة من خلال الفحوصات الطبية.
ناصر العطية.. في الرماية
ولعل القطري ناصر العطية الأكثر حظًّا في تحقيق ميدالية في مسابقة الرماية بريو 2016، وفاز ناصر بميدالية برونزية في فئة سكيت خلال الألعاب الأولمبية بلندن سنة 2012. وهو كذلك رياضي محترف في سباق السيارات، حيث سبق أن فاز بسباق رالي داكار سنة 2011، بعد أن نزع اللقب من الإسباني ساينز.
ويشارك أيضًا في تخصص الرماية في ريو 2016 الجزائري شفيق بوعود، والمصري حماده طلعت، مثلما تحظى الرامية اللبنانية، راي بسيل، بترشيحات قوية في منافسات هذا العام، خصوصًا وأنها حصلت على المركز الأول في أولمبياد لندن 2012 لمنافسة «تراب شوتنج» في فئة الإناث.
معتز عيسى برشم.. في الوثب العالي
معتز برشم هو رياضي قطري من أصل سوداني، متخصص في منافسات القفز العالي، وحصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد لندن 2012، وحقق الفضية في ألعاب القوى بموسكو سنة 2013، كما سبق له أن أحرز ميدالية ذهبية في بطولة العالم للناشئين سنة 2010.
وتخرج برشم في أكاديمية التفوق الرياضية بالدوحة، ويشرف عليه المدرب السويدي ستانيسلاف تشيتشيربا.
يسرى مارديني.. في السباحة
جذبت اللاجئة السورية، يسرى مارديني، الأضواء في دورة الألعاب الأولمبية لهذا العام في ريو دي جانيرو، بسبب قصتها الإنسانية، إذ أنقذت عشرين شخصًا من الغرق في البحر، بعد أن دفعت سباحة قاربًا معطلًا كان محملًا بنازحين سوريين، أثناء هجرتهم إلى جزيرة «ليزبوس» اليونانية قبل عامين.
وتملك يسرى مارديني حظوظًا وفيرة في تحصيل ميدالية في منافسة السباحة، خصوصًا بعد أن تفوقت في سباق مائة متر فراشة خلال اليوم الأول من بداية أولمبياد ريو 2016.
إلا أن السباحة السورية لا تشارك تحت اسم سوريا، نظرًا للأوضاع المضطربة التي منعت من تشكيل فريق سوري يشارك في الأولمبياد كباقي الدول، وبدل ذلك تشارك يسرى مارديني تحت راية الألعاب الأولمبية التي تمثل فريق اللاجئين، بعد أن وفرت اللجنة الأولمبية للاجئين لأول مرة فرصة المشاركة في المنافسات الرياضية.
إيهاب عبد الرحمن.. في رمس الرمح
يشارك الرياضي المصري إيهاب عبد الرحمان في الألعاب الأولمبية لدورة 2016 في منافسة رمي الرمح.
وكان قد فاز بميدالية فضية في نفس المسابقة خلال بطولة العالم سنة 2015 في بكين، مثلما نال فضية أخرى قبلها في 2014 ببطولة ألعاب القوى الأفريقية في مراكش. ويتلقى المصري إيهاب تدريبه في فنلندا، حيث يقيم معظم وقته.
علاء الدين أبو القاسم.. في المبارزة
رياضي مصري آخر، تأهل لبطولة ريو 2016، وهو علاء الدين أبو القاسم المتخصص في منافسات المبارزة. نال ميدالية فضية في منافسة فردي سلاح الشيش بالألعاب الأولمبية الصيفية 2012 المقامة في لندن، ليصبح أول لاعب عربي يحقق ميدالية أولمبية عالمية في لعبة المبارزة.
وكان قد أحرز الميدالية الذهبية في ألعاب القوى العربية سنة 2010 في منافسات المبارزة. ويقيم علاء الدين في الولايات المتحدة الأمريكية.
عبد العاطي إكيدير.. في سباق 1500 متر
يعتبر العداء المغربي عبد العاطي إكيدير أحد الأسماء الأفريقية المرجحة لتحصيل ميدالية في الألعاب الأولمبية 2016، وهو متخصص في سباقات 1500 متر.
سبق لعبد العاطي أن أحرز الميدالية البرونزية في سباق 1500 متر بالألعاب الأولمبية في لندن 2012، كما حصد الميدالية الذهبية في نفس المنافسة خلال بطولة لعالم داخل القاعة سنة 2012 أيضًا.
وتجدر الإشارة إلى أن المشاركة الأولمبية المغربية تراجعت في السنوات الأخيرة، بعد أن كانت تحقق نتائج مشرفة، بحيث جمعت 21 ميدالية متنوعة، لتصنف بذلك المغرب ثاني بلد عربي من حيث الإنجازات الأولمبية بعد مصر، التي حصدت 22 ميدالية أولمبية متنوعة في تاريخها الرياضي.
وتحضر العديد من الأسماء في شمال أفريقيا بالخصوص، التي برزت في تاريخ الألعاب الأولمبية العالمية، من أمثال المغربي هشام الجروج، الذي توج بذهبيتين 1500 وخمسة آلاف متر خلال أولمبياد أثنيا سنة 2004، وصاحب الرقم القياسي لمسافة 1500 متر منذ 1998، وأيضًا العداءة المغربية نوال المتوكل، أول امرأة عربية تحصل على ميدالية ذهبية أولمبية سنة 1984، بالإضافة إلى الرياضي المصري إبراهيم مصطفى، حامل لقب لعبة المصارعة اليونانية لأولمبياد أمستردام سنة 1928.(ساسة بوست)