محاضرة تناقش المشروع النقدي للمفكر العظم
المدينة نيوز:-ناقشت محاضرة نظمتها رابطة الكتاب الاردنيين في مقرها بالتعاون مع مركز (اعلم وتعلم) مساء أمس المشروع النقدي الفلسفي للدكتور صادق العظم، تحت عنوان "الدكتور صادق جلال العظم مفكرا ناقدا".
وقال الباحث السعودي الدكتور طالب بن شريم في المحاضرة، إن المفكر العظم اعتبر بأن المجتمع يمكن أن يتطور ماديا واقتصاديا ويستعمل مفردات الحياة المعاصرة دون أن يغير شيئا من معتقداته التقليدية الموروثة، وهو بحاجة إلى توعية ونقد لتحقيق هذه النقلة، مشيرا إلى انه بناء على هذه الأفكار؛ شكل النقد الديني مرحلة مهمة في مشروع العظم.
وأضاف في المحاضرة التي أدارها رئيس المركز الدكتور احمد ماضي، إن النقد يشكل ثيمة مركزية في مشروع العظم، كما يشكل المدخل المناسب لفهم مشروعه، والإحاطة بتجلياته المختلفة، ومع أن النقد يعتبر سمة عامة عند أغلب الفلاسفة، وان الفلسفة نقدية بطبعها، إلا أن النقد عند العظم يختلف عن غيره من الفلاسفة؛ لأنه جوهر مشروعه الفلسفي.
وأشار الباحث بن شريم إلى ابرز التحولات في حياة العظم نحو الفكر الماركسي، مشيرا إلى أنه يؤكد أن هذا التحول حصل نتيجة تحولات فكرية بحتة، لا علاقة لها بالسياسة، وتوصل إلى القناعة الكاملة بالرؤية الماركسية عن طريق الثقافة.
واوضح أن العظم درس النتاج الفلسفي الغربي بشكل معمق بلغته الأصلية، من أمثال جون لوك، وستيوارت ميل، وروسو، والفكر السياسي والاجتماعي الأوروبي، لافتا إلى أن من المفارقات التي يرويها العظم في تحولاته الفكرية أن جون لوك الليبرالي هو الذي قدح في ذهنه أول لبنة في بنائه الماركسي.
ولفت إلى أن هزيمة عام 67 شكلت منعطفاً مهماً في حياة العظم، وذلك لأنه كان من المراهنين على مشروع النهضة العربية، ولا سيما المشروع الناصري الذي يعتبره امتداداً لعصر النهضة، مشيرا إلى ان الهزيمة الساحقة جاءت لكي تهز جميع الثوابت والمراهنات التي استمرت أزيد من عقد مع توحد الجماهير العربية مع المشروع الناصري.
ويصر العظم بحسب بن شريم، على نعت ما حصل في العام 67 بأنه هزيمة وهو لا يحبذ مصطلح النكسة، بل إنه صرح في الذكرى الأربعين لحرب حزيران " بإن مصطلح الهزيمة غير كاف للتعبير عما حدث في عام 67، لأن ما حدث هو أشبه بانهيار فاق كل التوقعات.
واوضح أن العظم يعترف بوجود نقد من قبل المفكرين العرب لبنية المجتمع العربي، وخاصة بعد هزيمة عام 67، إلا أنه يرى أن هذا النقد كان هزيلاً، ولم يستطع أن يمس بشكل عميق البنى الفوقية للمجتمع من فكر وثقافة وتشريع، حيث نلاحظ أن الدين لا زالت تنخره الرؤية الغيبية دون أن يجرؤ أحد على المساس به.
وأشار إلى ان العظم بسبب حسه النقدي لم يتوان لاحقاً عن نقد الماركسية نفسها، بل أن نقده يعتبر من أعمق الانتقادات التي وجهت للتجربة الماركسية.
(بترا)