للحب وجهان
![للحب وجهان للحب وجهان](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/50769.jpg)
الحب من أسمى العواطف التي وهبها الله لنا ‘ ولكن الحب أنواع كثيرة يطول شرحها ‘ وسأقتصر في مقالي هذا على الحب الفطري:: حب الأب والأم لأبنائهم وحب الزوج لزوجته والزوجة لزوجها وحب الشخص لذاتهِ ‘ إن هذا الحب الفطري السليم له وجهان أيضا ... وهما الحب الذكي و الحب الغبي . ولتوضيح ذلك في الحالتين المذكورتين للحكم عليهما. أن تمنح الأم الأبناء مصروفاً يومياً محدداً وتطالبهم بالتوفير منه وتمنع عنهم التلفاز في أوقات محدده لتجبرهم فيها على الدرس ‘ وتضربهم إن لم يطيعوا أوامرها , فنجد الأبناء مستاؤن ويبكون لان أمهم تعاملهم بصرامة في أوقاتٍ كثيرة ‘ ولو سألنا هذه الأم لماذا أنت صارمة مع أبنائك لأجابت لاني أحبهم وأريد أن يكونوا دائما الأحسن والأفضل وأن ينجحوا في دراستهم ويحتلوا مناصب مهمة في أعمالهم ويحافظوا على أموالهم وينموها وأنا بذلك أريدهم أحسن الناس.
بالمقابل نجد في الحالة الثانية معاملة الأم عندما يريدون أبنائها مشاهدة التلفاز وقت الدرس ويصرون على ذلك .. وتسمح لهم وعندما يطلبون فوق مصروفهم المحدد تعطيهم ‘ ولو سألنا هذه الأم عن دافعها لعمل ذلك لأجابت لاني أحبهم ولا أريد أن يغضبوا أو يتكدر خاطرهم ولا أستطيع أن أتحمل دموعهم. ففي كلتا الحالتين الحب هو دافع الأم في في الحالة الأولى وفي الحالة الثانية بينما الأولى أحبت أبنائها حباً ذكيا والثانية أحبتهم حباً غبياً ، وكذلك الزوجة التي تشجع زوجها على عملة وعلى الانجاز في حياته وتصبر على إنشغاله عنها أوقاتاً كثيرة هي تحبه حباً ذكياً . وينطبق هذا الحب على الشخص نفسه.. فهناك حب للذات ذكي يتمثل في أن يبذل الإنسان جهداً كبيراً ليحقق النجاح في حياته , وحب غبي بان يترك الإنسان نفسه للفشل وتتبع الملذات بحجة الراحة وعدم الرغبة في إجهاد نفسه. وللأسف الشديد أن ثقافتنا الشعبية فيها بعض المغالطات التي تؤيد ذلك فيوجد مثل شعبي يقول ...( الراحة نصف القوت) ولكن هل الراحة تحصل عندما تكون إنساناً ناجحاً أم عندما تكون شخصاً كسولاً فاشلا بالطبع لا وألف لا ....