الأردن وفلسطين قصة وحدة الشعبين
![الأردن وفلسطين قصة وحدة الشعبين الأردن وفلسطين قصة وحدة الشعبين](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/50770.jpg)
القضية الفلسطينية اصل ولب الصراع العربي الإسرائيلي وكلما جد جديد في الملف الفلسطيني مثلما هو الحال هذا الصيف حول المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة مع إسرائيل أجد نفسي مضطرا - كمواطن عربي - إلى استعادة شريط من الملحمة الفلسطينية وأطوارها من منظور عربي اردني بسبب الاحداث التاريخية التي ربطت بين ضفتي النهر الأردن وفلسطين في منعرجات حضارية عديدة، مؤمنا بأن الدبلوماسية الاردنية التي توطدت منذ قيام أمارة شرق الأردن بقيادة الأمير عبدالله بن الحسين مرورا بإعلان وحدة الضفتين الشرقية والغربية بقيادة جلالة الملك عبدالله الأول إبن الحسين الذي سقط شهيدا على ثرى القدس الشريف ، مرورا بالملك طلال ثم بالملك حسين بن طلال وصولا الى الدبلوماسية الأردنية الراهنة بإتجاه محيطنا العربي وبإرادة القيادة الأردنية التي تعتمد أساسا على خدمة قضية العرب الأم بما يتاح للأردن من إمكانيات وبحكم ÷لتصاقها جغرافيا مع فلسطين بالإضافة الى موقعها الإقليميي والقدرات ذات البعد العالمي التي يضطلع بها جلالة الملك عبدالله ابن الحسين الذي ومنذ تسلمه سلطاته الدستورية لم يدخر جهدا من اكل مواصلة السياسة الحكيمة التي انتهجها جلالة المرحوم بإذن الله الحسين الباني .والتي نالت رضى وإعجاب أصدقاء العرب والمسلمين في العالم وتمكن من خلال جولاته المكوكية الغالمية المتواصلة ان يضع القضية الفلسطينية على الخارطة العالمية وأن يحقق الإقناع لدى معظم اقطار العالم بعدالة القضية الفلسطينية ، وبفداحة الظلم الذي يهاني منه الشعب الفلسطيني داخل وطنه المحتل وخارجه ايضا وهكذا واصلت السياسة الأردنية وعلى الصعد كافة الرسمية والشعبية لما يربط بين الشعبين في الأردن وفي فلسطين من علاقات حميمية واندماجية لامثيل لها بين اى شعبين آخرين في العالم من مصاهرة وقربى على اعلى المستويات . علاقات جمعت بين العاطفة الوطنية والقومية الطبيعية والمشروعة والملتزمة وبين استعمال أداة العقل التي تمنع التخبط العشوائي و ضلال الأوهام.
وهذه السياسة العربية الأردنية مع القضية الفلسطينية بدأت عام 1923م بعد تأسيس إمارة شرق الأردن مباشرة وتطورت في اواسط الثلاثينيات مع إنطلاف ثورة عام 1936م حين تطوع آالعشرات من شبابنا الأردني والشباب العرب للمشاركة في القتال الى جانب الثورة الفلسطينية بقيادة الشيخ الشهيد عز الدين القسام والتي اعلنت الإضراب العام "العصيان المدني " والتي اعتبرت اطول إضراب عام شهده العالم وفي حرب عامي 1947 – 1948م التي أطلق عليها في ذلك الزمن اسم " حرب فلسطين "، بعد أن شرعت القوى الإمبريالية والاستعمارية في هندسة وتنفيذ ما نسميه النكبة أي إحتلال فلسطين. فقد استشهد عدد من الشباب العرب في القدس وحيفا ونابلس وجنين ممن تطوعوا للدفاع فلشطين ولطرد الصهاينة الذين هاجروا من أصقاع العالم الى فلسطين هذه الهجرة الكارثية التي وبدعم كامل من بريطانيا بأت بممارسة التطهير العرقي دون أن نسميه بإسمه الحقيقي.وتمكنت العصابات الصهيونية الإسرائيلية " الهاجاناه ، وشترن ، والأرغون" وغيرها من العصابات التي حصلت علو كل ما تحتاجه من أ سلحة وأموال ودعم لوجستي لقتل اكبر عدد من الفلسطينيين وإثارة الرعب في قلوبهم لحملهم على الهجرة الى خارج اراضيهم .وشكل العرب قوة عربية جرى تشكيله على عجل من اجل وقف العدوان على الفلسطينيين ووقف تهجيرهم ولكن الجيوش العربية السبع التي دخلت الى فلسطين لم تفلح في وقف العصابات الصهيونية المدعومة بقوات الإنتداب البريطانية في فلسطين وعادت الى اقطارها العربية مهزومة بعد ان خلفتت في معظمها العديد من الشهداء ، وكان للأردن دورا في قيادة تلك الجيوش التي قدمت عددا من الشهداء فوق الأراضي الفلسطينية ، واستقبل الأردن مئات الألاف من الفلسطينيين الذين جرى ابعادهم عن ارضهم بقوة السلاح وتقاسم الأردنييون مع اخوانهم الفلسطينيين المهاجرين ما لديهم من إمكانيات حياتية وبذلك تحققت قصة المهاجرين والأنصار على الأرض العربية الأرطنية من جديدوكانت خير دليل على تعاضد ووحدة الشعوب العربية عموما والشعبين الأردني والفلسطيني خاصة . كما استقبل الشعب السوري اخوانهم المهاجرين الفلسطينيين وكذلك الحال بمالنسبة لإستقبال اللبنانييون لإخوانهم الفلسطينيين اللذين أجبروا على الهجرة الى لبنان ومعظمهم هاجروا اليها من المناطق الشمالية الفلسطينية الحدودية المجاورة لجنوب لبنان . إضافة الى الرعاية المصرية لقطاع غزة حتى العام 1967م واستمرت الأزمة إلى أن ضاعت كل فلسطين في حرب الأيام الستة واضطر مئات الألاف من الفلسطينيين الى الجرة مجددا من الضفة التي كانت تشكل وحدة مع الأردن ومن قطاع غزة المحتل .