بركات يحاضر عن فلسفة المفكر بديع الكسم
المدينة نيوز:-قال الباحث أسامة بركات في محاضرة ان المفكر السوري بديع الكسم، انتزع اعترافا مبكرا بأصالة وعمق نتاجه الفلسفي، لافتا إلى أن الاديب العالمي المعروف بوخنسكي عندما قرأ للكسم اعلن قائلا :"الآن نستطيع القول ان العرب قد عادوا الى الاسهام في العمل الفلسفي" .
وفي محاضرة نظمتها الجمعية الفلسفية الاردنية، الثلاثاء في منتدى الفكر الاشتراكي، اكد الباحث بركات، أن المفكر الكسم حدد معنى الفلسفة ولغتها وبحث في الحقيقة الفلسفية، والنزعة الإنسانية وخصائص التفكير الحر، وفلسفة الجمال ودور الفلسفة في توحيد الفكر وانجاز ثورة ثقافية وانسانية، إضافة للعديد من البحوث حول بعض الفلاسفة كهيجل وطاغور وسواهم.
واوضح أن الكسم يعتقد أن الأديان لا تخرج في محتواها عن مجموعة من الحلول الإيجابية للمشكلات التي يطرحها التفكير الفلسفي.
ويرى الكسم، بحسب المحاضر، ان الاديان ليست سوى اداة ترسم للإنسان الخطوط الرئيسة لمسار حياته، وعليه هو ان يستلهم منها تفاصيل بناء المنظومة القيمية اما بالعقل او بالعاطفة او بالتجربة او بها كلها .
وأشار بركات إلى أن الكسم يعتقد بان الدعوة للقومية العربية هي بحد ذاتها مظهر من مظاهر الفكر الفلسفي، باعتبار ان القومية العربية ليست مجرد واقع اجتماعي معيش وعمق تاريخي، لكنها عقيدة مجتمعية وعقيدة المجتمع بالأساس تنبثق عن فلسفة وجوده.
وتابع أن الكسم يرى في فلسفة القومية العربية عقيدة اجتماعية سياسية ترتكز لمبادئ الحقوق الطبيعية للإنسان ولرابطة المحبة الإنسانية، وتهدف في اولى اولياتها للإصلاح الاجتماعي والارتقاء الاخلاقي العربي، ولما كانت القومية العربية تعبر عن ضمير الانسان العربي المتيقظ وتتضمن دعوه حضارية لترقي المجتمع العربي والانساني، فهذا سبب كاف ليبادر المجتمع الانساني بدعم هذه الدعوة، كما ان هذه الدعوة تستلزم نضالا قويا اخلاقيا وهذا النضال او الكفاح الاخلاقي هو بعينه نشاط فلسفي تشترك فيه كل مكونات الامة.
والمفكر الكسم، هو بديع بن محمد عطا الله الكسم، ولد عام 1924 في مدينة دمشق، لأسرة اشتهرت بالعلم، فقد كان أبوه مفتيا للديار الشامية عام 1917 م حتى وفاته عام 1938، حصل الكسم على الشهادة الثانوية عام 1942 وعلى الإجازة الجامعية والماجستير في عام 1949 من جامعة القاهرة ونال شهادة الدكتوراة من جامعة جنيف بسويسرا 1950 عن أطروحة سماها فكرة البرهان في الفلسفة.
ومن مؤلفات الكسم : كتاب التطور الخالق لهنري برجسون حيث لخصه وترجمه، كما ترجم كتاب الخلق الفني للشاعر الفرنسي بول فاليري، اضافة الى عشرات المقالات والأبحاث الفلسفية منها العاطفة القومية ،الإنسانية الصحيحة في القومية الصحيحة، التربية الجمالية، الشرق والغرب في فلسفة رينيه جينون- الحقيقة الفلسفية، طاغور في ذكراه المئوية، ازدواج الدلالة في الثقافة العربية، الثورة الثقافية وأشاد مثقفون وفلاسفة مشاهير بالمفكر بديع الكسم،اذ كتب عنه الفيلسوف الشهير بوخنسكي: إن العرب قد انتفضوا من سباتهم، وعادوا من جديد الى الإسهام في العمل الفلسفي، وكأنه يقول : إن بديع الكسم، من أعظم فلاسفة العرب بعد ابن رشد والرعيل الأول من الفلاسفة العرب، كما أثنى على كتاباته الكثير من المفكرين العرب منهم : أنطون مقدسي- شاكر الفحام- حكمت هاشم - سامي الدروبي وجورج صدقني، ومن المفكرين الأجانب نذكر بورجلان وليفرار، حيث يقول هذا الأخير : إن كتاب البرهان في الفلسفة، هو دفاع عن الفلسفة.
ودار في ختام المحاضرة التي حضرها عدد من المهتمين نقاش حول عدد من القضايا التي تناولتها الافكار التي عرضتها المحاضرة.
--(بترا)