لماذا وقعت انشقاقات في "أحرار الشام" و "جبهة النصرة" ؟
المدينة نيوز :- بعد الجدل الواسع والنقاشات الحادة التي أحدثتها فتوى المجلس الشرعي في حركة «أحرار الشام»، والمتضمنة جواز التنسيق مع الجيش التركي لقتال تنظيم «الدولة »، هذه الفتوى التي تسببت بحدوث انشقاقات داخل الحركة، ومن الذين وقعوا على بيان هذه الفتوى الشيخ عبد الرزاق المهدي الذي تراجع عنها وأعلن تخليه عن مضامينها.
وحول الأسباب التي دفعته للتراجع يقول المتحدث والقاضي في جيش الفتح الشيخ عبد الرزاق المهدي : من الأسباب التي جعلتني أغير فتوى التنسيق مع الجيش التركي الوجود الواضح للأمريكيين، وأنهم هم من يقود غرفة العمليات حتى لو كانوا عن بعد، وذلك من خلال قاعدة إنجرليك الجوية، وحتى أنهم يؤثرون على الأتراك فهم من يهيمين ويسيطر على الموقف.
مضيفا: «هناك سبب آخر مهم جعلني أتراجع عن هذه الفتوى وهو أن بعض الإخوة زودوني بمعلومات تقول إن هناك اشتراطا من خلال التنسيق مع الجيش التركي أن القتال يكون ضد تنظيم الدولة وربما الـ (بي كي كي)، أما قتال النظام فلا فهذا أمر خطير».
ويواصل المهدي قوله: «هناك سبب ثالث لتراجعي عن هذه الفتوى هو أننا نسعى لإقامة الشريعة، لكن ليس على طريقة تنظيم «الدولة» الذي أصاب في أشياء، وأخطأ في أشياء، وكان عنده غلو وتشويه للإسلام عبر الذبح والأفلام الهوليوودية»، مؤكدا أن على الفصائل أن تقاتل الجميع هناك بما فيهم النظام، وإذا أحب الجيش التركي الدعم بالسلاح فلا بأس.
ويقول الشيخ عبد الرزاق المهدي: إن سبب انشقاق أبو اليقظان وأبو شعيب عن الحركة هو رفضهما للتنسيق مع الجيش التركي، ورفضهما أيضا لفتوى الحركة ، وفق ما نقلت صحيفة "القدس العربي".
ويضيف المهدي: أنا مع فتوى تجمع أهل العلم، وأنا أحد أعضائه ولا يوجد به تنسيق مع أحد، والفصائل هناك تواصل عملها لقتال الجميع، والأولى هو عدم ذهاب الجميع إلى جرابلس لأنه لا حاجة لتواجد كثير من العناصر خاصة ان التنظيم لم يقاتل هناك، فلا بد أن يشغل تلك المناطق فصائل طيبة مثل الاحرار والفيلق وغيرهما، حتى لا يشغلها البي كي كي أو فصائل البنتاغون، فلا يجب ترك مناطق الثغور في حلب وريفها الجنوبي والتوجه لجرابلس وما حولها فهذا خطأ، فعلى الفصائل أن لا تدعوا أفرادها للذهاب إلى جرابلس وما حولها وتترك معارك حلب رغبة عند البعض بالمال أو غيره.
ويدعو المهدي «الفصائل إلى عدم الانشغال بالقيل والقال، والوقوع بمصيدة الأمريكان فهم قصدوا الدخول هناك ليثيروا الفتن، على جميع الفصائل ألا تجعل قضيتنا الكبرى القتال في محيط جرابلس بل قضيتنا هي الوصول لدمشق، وحمص، وحلب وفي دمشق رأس الأفعى فلا تنشغلوا عن الأصول وتهتموا بالفروع».
من جهته يقول الناشط والمقرب من حركة «أحرار الشام» محمد الأمين : لا شك أن فتوى الأحرار ستزيد من الخلاف المستعر منذ فترة بين الحركة والجيش الحر من جهة، وجبهة فتح الشام من جهة أخرى، خاصة أن فتح الشام ترى أن الاستعانة بالجيش التركي كفر وردة.
وفيما يتعلق بالانشقاقات داخل الحركة يقول الأمين: حقيقة هذه الانشقاقات هي عزل هؤلاء الذين تتهمهم الحركة بأنهم مبايعون لجبهة فتح الشام سرا، وبالتالي رحيلهم يمثل تقوية للحركة، في حين سيترك آخرون الحركة مثل أبو الصادق الذي يملك تأثيرا قويا وهناك أبو خزيمة الفلسطيني.
وعلى إثر إصدار المجلس الشرعي في الحركة للفتوى حدثت انشقاقات لبعض الشرعيين مثل أبو اليقظان وأبو شعيب «طلحة المسير» المصريين، وكذلك انشقت «كتيبة أشداء»العاملة في حلب. وقال الشرعي أبو اليقظان عبر حسابه في «تويتر»، «لن نقاتل بالوكالة أبدا فالجهاد الإسلامي ليس ذنبا للعلمانية، لنا روح واحدة لن نبذلها إلا لله، لا طاعة لبشر في معصية الخالق».
من جهته اعتبر المنظر الأبرز للتيار الجهادي السلفي أبو محمد المقدسي القتال من خلال التنسيق مع الجيش التركي ردة. وقال عبر حسابه في تويتر «كثر السؤال، عن حكم القتال تحت قيادة وتوجيه الجيش التركي وطيران أمريكا في جرابلس لتحكيم حكومة الائتلاف الوطني فيها فأقول هذا العمل ردة عن الإسلام».
وكلام المقدسي هذا أثار ردود فعل قوية وجدلا واسعا بين المنظرين الجهادين والعلماء المحسوبين على التيارات الأخرى مثل الدكتور أيمن هاروش أبرز شرعيي الأحرار الذي كثيرا ما يهاجم المنظرين الجهادين مثل أبو محمد المقدسي وأبو قتادة الفلسطيني.