الفوضى الرتيبة للوجود مجموعة قصصية جديدة للدكتور هشام البستاني

المدينة نيوز – يمزج القاص الدكتور هشام البستاني في مجموعته القصصية الجديدة (الفوضى الرتيبة للوجود) بين مدارس واتجاهات واساليب الكتابة المتنوعة في ثنايا قصصه الموزعة على اربعة اقسام رئيسة افرد لكل منها عنوانا خاصا .
يستهل البستاني مجموعته بنصه القصصي (كوابس المدينة) الذي تنصهر فيه اماكن وشخصيات حميمة في العاصمة عمان تحمل اشارات ودلالات وهي تنسج حكايات وتفاصيل مستمدة من حراك البيئة العمانية الفريدة التي تختلط فيها الهموم والامال .
بفطنة يستذكر معالم معمارية قديمة وما يحيط بها من باحات وساحات وميادين وحارات وحدائق واشجار ونباتات واجواء مناخية جذابة أكثر ما يلفت فيها تلك السردية التوثيقية المدعمة بالصور الفوتوغرافية لافراد وعائلات كانت تقطن جبل اللويبدة ومنطقة العبدلي .
تعلي قصص : (سقوط حر في مرآة مهشمة)، (الانكسار البطيء للقيود البعيدة)، (نيكوتين)، وسواها من بين نصوص المجموعة من شأن الحب والعاطفة الانسانية في حياة الافراد التي يبرع البستاني في تضمينها محطات من التحولات التي شهدتها مدينة مثل عمان ووقائع ظلت حاضرة في التاريخ الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للمنطقة .
ويحسب للقاص ذلك التنقل السلس والشفيف بين المونولوج الداخلي للشخصية وذكريات السنين الفائتة باحاسيس ورؤى ذات مضامين انسانية متباينة.
يكثف البستاني في قصته المسماة (محمد حمد الحنيطي) اجواءه وتقنياته السردية المبتكرة لقصة شهيد اردني سقط ومجموعة من رفاقه على ثرى الساحل الفلسطيني العام 1948 متكئا على وصف جنازة الشهيد التي سارت من حيفا الى جبل اللويبدة.
وتضمنت قصة (اوركسترا) ثلاث حركات بدت جميعها اشبه بترنيمة نثرية يطلقها البستاني على حدي الشعر وماثورات علم الكلام في تمجيد الحياة والبسطاء امام شغف ورغبة التحليق صوب فضاءات الحرية والانعتاق من مكابدات الواقع وتعقيداته.
تحفل سائر قصص المجموعة بجماليات السرد والوصف والتداعيات ، وهي تشق طريقها بصوت متفرد وخاص عبر مخيلة رحبة في استشراف المستقبل بعد ان تتوقف مليا في اكثر من محطة متسلحة بابداع الكلمة وهي تتوغل في احداث الماضي القريب.
يشار الى ان (الفوضى الرتيبة للوجود) الصادرة عن دار الفارابي في بيروت هي المجموعة القصصية الثانية للدكتور هشام البستاني المولود في عمان العام 1975 عقب اصداره الاول المعنون (عن الحب والموت) 2008. (بترا)