«جاستا».. يفتح ملفات أميركا السوداء حول العالم

المدينة نيوز:- بعدما شرّع الكونغرس الأميركي قانون "جاستا" أخيراً الذي يسمح لأهالي ضحايا الـ 11 من أيلول (سبتمبر)، بمقاضاة الدول "الراعية للإرهاب"، اجتهد ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي للتذكير بالجرائم التي قامت بها الولايات المتحدة خلال عقود.
وكانت السعودية ودول عدة دانت القانون، وأكدت أن اعتماده يشكل مصدر قلق كبير للمجتمع الدولي الذي تقوم علاقاته على مبدأ المساواة والحصانة السيادية. وطالبت وزارة الخارجية السعودية الكونغرس، في بيان، باتخاذ الخطوات اللازمة من أجل "تجنب العواقب الوخيمة والخطيرة التي قد تترتب على سن ذلك القانون".
وفي ظل رودو الأفعال تجاه "جاستا" والجدل الذي أثاره القانون بعد اعتماد الكونغرس له، تأخذنا الذاكرة إلى جرائم الولايات المتحدة التي ارتكبتها في الحروب التي شنتها خلال العقود الماضية,وفقا لصحيفة الحياة.
ففي هيروشيما وناغازاكي قضى في الهجوم النووي الذي شنته أميركا على المدينتين، ما يصل إلى 140 ألف شخص و80 ألفاً فيهما على التوالي، مات أكثر من نصفهم في اليوم نفسه من إلقاء القنبلة، والبقية متأثرين بالجروح وآثار الحروق والصدمات والحروق الإشعاعية، وكان معظم القتلى والمتوفين من المدنيين.
وفي ألمانيا، قتلت الولايات المتحدة وبريطانيا أكثر من 800 ألف قتيل في برلين، و25 ألفاً في مدينة دريسدن جراء قصفها للمدينتين، والذي كان في إطار سياسة القصف الجوي على المدن والمدنيين التي انتهجها الحلفاء ودول المحور للانتصار في الحرب العالمية الثانية.
وقتلت الولايات المتحدة في حربها في الفيليبين أكثر من مليون مدني و16 ألف جندي فليبيني، واقترفت فيها مجازر يندى لها جبين الإنسانية، منها مجزرة جويريلا، التي أمر فيها ضابط أميركي بقتل كل فيليبيني عمره أكثر من 10 سنوات، بحسب أوامر الجنرال جاكوب إتش. سميث.
وفي فيتنام، ذهب ضحية مجزرة ماي لاي التي ارتكبتها الولايات المتحدة في الـ 16 من (مارس) 1968، أكثر من 500 مدني في فيتنام الجنوبية أغلبهم من النساء والأطفال.
وكشف تقرير أجرته قناة "فرانس 24" في يناير 2011، أن الولايات المتحدة من أوائل الدول التي شنّت حروباً كيماوية كبرى ضد الشعوب، في الفترة بين العامين 1964 و1973 في حرب فيتنام، إذ ألقت أسلحة كيميائية تعادل 80 مليون لتراً من "الغاز البرتقالي"، على الغابات لقتل المتمردين في الجنوب، والذي تسبب في قتل نحو أربعة ملايين فيتنامي، ولا يزال تأثير هذه الضربات الكيميائية موجودة حتى الآن.
وأكد مراقبون أن جرائم واشنطن تتجاوز الـ 12 جريمة في حق شعوب العالم، ولكن تبقي الجريمة الأخطر، جريمة فيتنام التي خلفت أكثر من أربعة ملايين قتيل فيتنامي، وثلاثة ملايين طفل أصيبوا بالتسمم الكيماوي.
وفي الفترة المسماة بـ "الحرب على الإرهاب" والتي بدأت العام 2001، ارتكبت القوات الأميركية العديد من جرائم الحرب في حق المدنيين في العراق وباكستان وأفغانستان واليمن والصومال، في صور قصف جوي ضد مدنيين عُزل أو اغتصاب النساء والرجال أو قتل أسرى حرب أو تعذيبهم وانتهاك آدميتهم أو إبادة جماعية أو استخدام أسلحة محرمة دوليا.
وقالت منظمة العفو الدولية (أمنستي)، في تقرير لها، أن هناك دلائل واضحة على ارتكاب القوات الأميركية جرائم حرب في أفغانستان وقعت بين العامين 2009 و2013، تم تجاهلها ولم يقدم مرتكبوها للعدالة، ومن بين تلك الجرائم غارات جوية وملاحقات ليلية قامت بها قوات أميركية في أفغانستان خلال الفترة المذكورة.
وذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" العام 2005 أن "مسؤولية القيادة قد تجعل كبار المسؤولين مع إدارة بوش مذنبين في جرائم حرب، سواء أكان ذلك بعلمهم أو كان بأشخاص تحت مسؤوليتهم".
ولم يتم إجراء تحقيق عالي المستوى في الجرائم التي ارتكبتها القوات الأميركية في فترة ما يُسمى "الحرب على الإرهاب". وقدرت بعض الجهات أن قتلى الغزو الاميركي للعراق بلغ مليوني مدني منذ بداية الحرب العام 2003.
يذكر أن الرئيس الاميركي باراك أوباما استخدم الفيتو لإبطال قانون "جاستا"، لكن الكونغرس صوت ضد فيتو الرئاسة بأغلبية ساحقة.
وحذر وزير الدفاع آشتون كارتر من أن القانون سيكون مضراً للقوات الأميركية، وسيفسح المجال لدول أخرى لمقاضاة أميركيين، بسبب أعمال خارجية تلقت الدعم من واشنطن.