هل فعلا هذا ما نطمح به؟
![هل فعلا هذا ما نطمح به؟ هل فعلا هذا ما نطمح به؟](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/52115.jpg)
في ظروف سياسيه تعسة من هذا الطراز ، يصبح الكذب حرفة شعبيه ، وتقوم عواصف الحديث الانتخابي الحر المزعوم ، ويولد للناس واقع نيابي خيالي لا علاقة له بواقعهم ، وتصبح لغة الناخب بديلا باطلا عن الحق نفسه ، وهو ما يحدث حرفيا لدى ناخبينا ، فينهار الاقتصاد تحت وطأة الروتين وحكومات بطيئة الأداء عاجزة الاراده ، ويتكلم أصحاب المصالح نيابة عن الناس أنفسهم ، ويذهب الموظف غير المناسب ، الى المكان المناسب ، وتشيع الرذيلة والرشوة ، ويعم الفساد ، ويقف الناس في طوابير طويلة تحت الشمس باحثين عن فتات هنا وهناك ، فيما تصدر الصحف الرسميه يوميا للإشادة بمنجزات الحكومة ، ويصبح الكثير من المسؤلين وحتى النواب المنتخبين جدلا مجرد شاهدي زور بمحض إرادتهم.
واي برلمان جديد منتخب بالمواصفات والقوانين الحاليه ليصبح أداه طوعه في أيدي المتنفعين ودون خوض في التفاصيل ، ونبيعهم البضاعة القديمة نفسها ، تحت اسم جديد أخر ، وباستثناء النية المبيتة لتحقيق أهدف شخصيه قذره ، ودون ترجمة حقيقية لإرادة الشعب وقواه السياسية وتوفير المال والجهد والمسرحيات التي لا طائل من ورائها سوى خداع الناس وتضييع وقتهم وبيعهم البضاعة القديمة نفسها ، تحت اسم جديد وبرلمانات مستحدثه .
من عالم المصطلحات تتسلل الى لغة المواطنين مصطلحات خيالية محضة ، لا تعني شيئا في ارض الواقع ، لأنها مجرد بديل سحري عن الواقع نفسه ، وكلمة انتخابات وصفه سحريه تفتح الشهيه امام الجميع لخوض الانتخابات حتى لو كانت النتيجه السقوط او التمكن من وضع الصور للمرشح على الجدران وأعمدة الكهرباء ، كلمة سحرية من هذا النوع بالذات أي كلمة مرشح تفتح الباب على مصرعيه ويبقى الكثير في انتظارها اما فعلا للنجاح او للسيره الذاتيه او للاسعراض او حتى "الاستضراط " الفرق ليس مهم.
اننا نملك في المقابل قانون انتخاب غايته حرمان الاغلبية من القوى السياسيه والشعب من ايصال ممثليهم الى هناك ، والقانون الانتخابي الجديد بشكله الحالي وجد اصلا للعناية بعملية انتقاء مدروسة لأعضاء برلمان هم اقرب الى التعيين منهم الى الانتخاب الحر ، عملية تضمن تغييب رأي الأغلبيه وتغييب صوتها وتحرمها من ايصال النسبه الحقيقية المعبرة عنها الى البرلمان ، وتعود بالبرلمان حيث كان ذات مرة منذ عام 1993.
امام هذا الواقع تقف القوى السياسية والشعبية والشعب كله عاري الصدر امام حراب التجبر والاديمقراطيه ، ولا يفهم الشعب احيانا كل ما يقال له ، وتدخل دماغه أفكارا لا علاقة لها بحاجاته الحقيقية ، فيتداول كلمات وشعارات ستقتله مع الوقت ببطىء ويصبح مرددا لهتافات فارغة المعنى والمحتوى لا تسمن ولا تغني من جوع.
ان تمثيل الشعب من دون حرية الانتخاب العادل للجميع ، لا يمكن ان تكون نيابة مقبوله ، وليس بوسعها ان تلتزم بالدفاع عن الناس ، لكنها من جهة اخرى لا تعرف كيف تسد هذا العيب الظاهر ، وليس لديها خيارا اخر سوى ان تدبر لنفسها قناعا ديمقراطيا مزورا ، وتندس وراءه في محاولة بأسه ، انها نيابة عن شعب تقول في واقعها كلاما كبيرا جدا ، لكن ليس على لسان نائب بحجم قزم جاثم على ركبتيه ، وصل الى البرلمان بنصف تعيين ونصف تزوير ولا يملك حق الكلام الا ضمن قيود وحدود كثيره تجعل من النائب شبه صوري ، ومجلس دورته العادي في كل عام مدتها أربعة اشهر فقط أي ما مجموعه ستة عشر شهر من أصل ثمانية واربعين شهر، وهل فعلا هذا ما نطمح به من ديمقراطيه وانتخابات تمثل ارادة الشعب؟ والباقي لديكم ايه القراء الأفاضل.
Ali_dalain@yahoo.com