شقيقان يلتقيان بعد ٤٠ عاماً
المدينة ينوز :- بعد 40 عاما على انفصالهما في عهد النظام الديكتاتوري العسكري في الأرجنتين، اكتشف شقيقان هما ابنا زعيم ميليشيوي روابطهما العائلية، لكن فرحة البكر تتعارض مع صمت الأخ الصغير.
ففي 19 تموز/يوليو 1976، اقتحم العسكريون منزل دومينغو مينا القائد الاعلى للحزب الثوري العمالي ولجناحه العسكري المعروف بالجيش الشعبي الثوري، وكانت زوجته انا ماريا لانزيلوتو حاملا في شهرها الثامن.
وكانت النتيجة اعتقال دومينغو وتعذيبه ثم قتله.
اما الزوجة الشابة، فاقتيدت الى معتقل كامبو دي مايو الواقع على بعد 50 كيلومترا من بوينوس ايريس حيث وضعت طفلها، لكنها حرمت منه بعيد الانجاب وتم ايداعه للتبني في عهدة عائلة مرتبطة على الارجح بالنظام.
وتشير تقديرات جدات ساحة ايار/مايو الى ان عدد "الاطفال المسروقين" في عهد النظام الديكتاتوري يقارب الخمسمئة.
لكن من علم اخيرا بوجود شقيق له لم يخرج بعد عن صمته كما ان هويته لم تعمم بعد.
واكتفت جمعية جدات ساحة ايار/مايو بالقول إنه رجل في الاربعين من العمر مقيم في بوينوس ايريس وبأنه اجرى طوعا اختبارا للحمض النووي بطلب من جدات الجمعية مشيرة الى انه لا يشكك البتة في حقيقة هويته.
حقيقة ضائعة
وتقول رئيسة الجمعية ايستيلا كارلوتو "الاشخاص الذين ربوه لم يخبروه بشيء".
فبعد ايام على بلوغه سن الاربعين، علم هذا الارجنتيني بأن والده الحقيقي زعيم ميليشيوي كان يقاتل الديكتاتورية العسكرية التي حكمت الارجنتين بين 1976 و1983.
ويعيش الاخ الاكبر راميرو مينا حاليا في مقاطعة لا ريوخا. هذا الرجل الذي يعمل مدرسا عاش لخمس سنوات في اثيوبيا حيث تعرف على زوجته. وعندما علم بهوية شقيقه، اصيب راميرو مينا بحال من الذهول.
ويقول "غمرنا شعور بفرحة غير متوقعة"، مضيفا "لم اره بعد ولم اتكلم معه. لا اعلم ما العمل، ما يعيشه حاليا امر مريع. لقد اكتشف لتوه انه ليس الشخص الذي كان يعتقد انه هو. الامر صعب للغاية، لا اريد اضافة المزيد".
ويمضي راميرو مينا الذي تربى مع احد اعمامه، قائلا "اعلم القليل عنه، لا نريد كشف هويته طالما انه لا يرغب في ذلك. اعرف انه اب لطفلين وأنه اصلع وملتح مثلي".
ومع أن الاعلان عن التعرف على هوية اشخاص مفقودين عادة ما تنجم عنه لحظات لقاء مؤثرة وفرحة، يتعين على الارجح الانتظار كي يحصل لقاء بين الشقيقين في ظل الطابع الحساس لهذه الحالة.
وتقول ايستيلا دي كارلوتو "بالنسبة الينا، انه انتصار النضال والحقيقة".