لا لقتل الرجال .. لا لجرائم الشرف
![لا لقتل الرجال .. لا لجرائم الشرف لا لقتل الرجال .. لا لجرائم الشرف](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/52284.jpg)
دخل " حافظ الشرفنجي " إلى غرفة ابنه خالد بعد أن سمعه يتكلم في الهاتف مع فتاة يحاورها و تحاوره، و دون أن يمييز ماهية هذا الحوار، فار الدم في عروقه و تجمدت الأفكار في عقله، وعلى الفور استدعى ابنته الكبيرة شرف و أبلغها بالحادثة، ففار الدم في عروقها أيضاً؛ كيف يحدث هذا في بيتنا ؟ يا للعار !! وما كان منها إلا أن أحضرت " بشكيراً "، و طلبت من والدها موافاتها إلى غرفة خالد، و كانت الخطة تنطوي على أن تكمم شرف فم خالد في الوقت الذي يقوم به حافظ بمهمة القتل.
وقعت الواقعة؛ استل حافظ مسدسه و أفرغ مستودعاً كاملاً من الرصاص في رأس خالد الذي فارق الحياة على الفور و في عينيه اجتياح من الأسئلة !؟. وبكل دمٍ بارد توجه حافظ و ابنته إلى قسم الشرطة مزهوين بالنصر العظيم و بكامل قواهما العقلية اعترفا بأنهما قد غسلا العار الذي لحق بهما، غير آبهين بالعقاب، المهم أنهما غسلا العار ومستعدين- في سبيل ((الشرف))- لأي عقوبة مهما كانت، فالروح ترخص للغالي ((الشرف)).
إنتهت القصة كما أنتهت الكثير من القصص المشابهة و لكن هذه المرة أعدكم بأن هذا المشهد لن يكون في يوم من الأيام حقيقياً في ظل مجتمع سادت فيه " عدوى الشرف "، و كأنها كلمة مرتبطة بجنس الإناث من دون الذكور، و حتى لا يعتقد البعض أنني من دعاة " تحرر المرأة " و الذي يريده الغرب تحرراً من الدين و القيم الأخلاقية لا من الظلم، فهم يدركون تماماً حقيقة مقولة " المرأة نصف المجتمع، و هي التي تلد و تربي النصف الآخر " و أن رقي أخلاق المرأة هو دليل على رقي المجتمعات و سموها. إلى متى تستمر معاملة المجتمع للذكر " بقدسية " مفرطة و بصكوك غفران جاهزة !!؟ المطلوب ليس التخلي عن مفهوم " الشرف " كخلق رفيع بل تطبيق هذا المفهوم على كلا الجنسين دون تفرقة.
بالمناسبة خالد كان يتكلم مع موظفة الاستعلامات في إحدى شركات الهواتف الخلوية !!!