الفلسطينيون يحيون الذكرى الـ 60 لـ "مذبحة كفر قاسم"
المدينة نيوز- يحيي الفلسطينيون اليوم السبت، الذكرى الـ 60 لمذبحة قرية "كفر قاسم" التي راح ضحيتها 48 شخصاً، برصاص القوات الإسرائيلية.
ويُطلق الفلسطينيون على هذه الواقعة اسم "القرش الواحد"، نسبة إلى قيمة الغرامة التي طالبت المحكمة الإسرائيلية، صاحب قرار تنفيذ المذبحة "يسخار شدمي"، قائد لواء الجيش الإسرائيلي آنذاك، بدفعها مقابل إطلاق سراحه.
ووقعت مذبحة قرية "كفر قاسم" الواقعة على الحدود الفاصلة بين إسرائيل والأردن، يوم 29 أكتوبر/تشرين أول عام 1956.
وكان من بين القتلى 23 طفلاً تتراوح أعمارهم ما بين 8-17 سنة.
وفي ذلك اليوم، أعلن الجيش الإسرائيلي فرض حظر تجوال في القرى الفلسطينية داخل إسرائيل، والمتاخمة للحدود مع الأردن عند الساعة الخامسة مساءً وحتى السادسة صباحًا.
حينها طلب قائد لواء الجيش الإسرائيلي "شدمي" أن يكون تنفيذ منع التجوال حازمًا، وطالب قائد الكتيبة بإطلاق النار على المخالفين.
وحسب المصادر التاريخية، قال "شدمي" لقائد الكتيبة "شموئيل ملينكي":" من الأفضل أن يكون هناك قتلى، ولا أريد عواطف".
وقبل فرض حظر التجوال بنصف ساعة فقط، استدعى الجيش مختار القرية، وأبلغه بقرار منه التجوال، وطالبه بإبلاغ الأهالي.
وقال المختار آنذاك:" هناك 400 شخص يعملون خارج القرية، لم يعودوا بعد، لن تكفي النصف ساعة لإبلاغهم".
فقدم الجيش ضمانًا بأن يترك العائدين للقرية وشأنهم، إلا أن ذلك لم يحدث، وقتل الجيش 43 فردًا عند مدخل القرية، واثنين داخلها، فيما سقط باقي القتلى في القرى الأخرى.
ويقول النائب في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، عن القائمة العربية المشتركة "مسعود غنايم" إن "قيمة الغرامة التي دفعها شدمي، كانت قرشًا إسرائيليًا واحدًا".
وأضاف "غنايم" للأناضول " صدر قرار المحكمة بدفع القرش في عام 1959، وكان ذلك أكبر دليل على مدى الاستهزاء بالدم العربي".
وفي ذلك الحين، أحضرت السلطات الإسرائيلية بعض الوجهاء والمخاتير المتعاملين معها في المناطق المحيطة بقرية كفر قاسم، بعد أن رفض أهلها الحضور لإبرام الصلح، حسب النائب نفسه.
وتم الاتفاق على دفع قرش واحد من قبل "شدمي"، باعتباره "صلحًا".
وتابع "غنايم": "رغم مرور 60 عامًا على المذبحة، ما زالت العقلية الإسرائيلية تجاه المواطنين العرب أمنية، بمعنى عقلية التهجير ونزع شرعية وجودنا على أرضنا".
ويرى النائب أن "الهدف من مجزرة كفر قاسم كان ترهيب الفلسطينيين، وإدخال الهلع في قلوبهم، بما يضطرهم للهجرة إلى الأردن".
وأردف:" والآن نسمع وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان يقول إنه يريد التخلص من مدينة أم الفحم الفلسطينية، وبالتالي فالعقلية هي ذاتها".
وأكد غنايم أن "الفكر الإسرائيلي العنصري مازال موجودًا، حيث يعتبر المواطنون العرب خطراً ديمغرافياً ويريدون دولة يهودية نقية لا عرب فيها".
ولفت إلى أن إسرائيل "لم تتحمل المسؤولية الكاملة عن المذبحة حتى اللحظة".
من جانبه أكد رئيس بلدية كفر قاسم "عادل بدير"، في حفل إطلاق معرض "بانوراما الشهداء"، إحياءً لذكرى المذبحة، يوم الاثنين الماضي: "لن ننسى ولن نغفر ولن نسامح".
وأضاف بدير:" نحن أحفاد الشهداء وأبناؤهم، لم ننشأ في يومٍ من الأيام على حب الانتقام، لكننا أصحاب حق لن يضيع أبداً، لأننا سنبقى نطالب بحقنا بالعيش في أرضنا بكرامة وأمن واستقرار".
وتحكي "بانوراما الشهداء" المقرر افتتاحها اليوم في ذكرى المذبحة، قصة قرية فلسطينية تعيش على فلاحة الأرض، فقدت العشرات من أبنائها ما بين قتيل وجريح برصاص الجيش الإسرائيلي.
وتُظهر اللوحات المقرر عرضها واطلع مراسل الأناضول على بعضها، جنودًا إسرائيليين وهم يطلقون النار على أبناء القرية، ويتركوهم ينزفون على الأرض.
وقال بدير:" يعتبر معرض بانوراما الشهداء الأول من نوعه في مجتمعنا العربي، ونعتبره منارة كبيرة في ترسيخ الذاكرة الجماعية ونقل الرواية للأبناء والأحفاد ليخلدوا ذكرى الآباء والأجداد".
وطالب بدير إسرائيل بـ "الاعتراف وتحمل المسؤولية الكاملة عن مجزرة كفر قاسم، والكف الفوري عن سياسية التضيق وهدم البيوت وحل مشكلة مصادرة الأراضي الفلسطينية".
ويحافظ الفلسطينيون في إسرائيل على إحياء المآسي التي تعرضوا لها منذ نكبة عام 1948 التي تعتبرها إسرائيل ذكرى استقلالها.(الاناضول)