لا لمقاطعة الانتخابات النيابية
في البداية أؤكد إنني لست في موضع الدفاع عن الحكومة ولا املك مصالح شخصية معها ولا ابحث بفضل الله عن منصب او مركز فانا"أعوذ بالله من كلمة انا" مقتنع بعملي الصحفي وعملي الثقافي التطوعي، لكني شعرت بغصة في قلبي ولم استطع الصمت أكثر وسط الكثير من الكلمات والمقالات التي أخذت تزايد في الانتماء والولاء والخوف على مصلحة وطننا.
لا لمقاطعة الانتخابات النيابية هو شعار لا بد من إطلاقه وتبنيه ليكون شعار لكل المواطنين في أردننا الغالي ليس من باب تحسين صورة الحكومة بعيون المواطنين او أمام الدول الأخرى بل من باب ضرورة قول المواطنين كلمتهم في هذا العرس الديمقراطي الوطني بغض النظر عن نتيجة اقتراعهم ومن سيختارون في نهاية المشهد، فلا يعقل ان نقف ونصمت بطريقة سلبية في المشهد الانتخابي مختبئين خلف عدم قبولنا بقانون الانتخاب او التشكيك في نزاهة العملية الانتخابية دون تقديم أسباب مقنعة لأنفسنا بل ان تكون مقنعة لغيرنا، ان صمتنا وعدم مشاركتنا يعني إفساح المجال أمام الغير لاختيار مجلس نيابي على أهوائهم وغير ممثل بشكل حقيقي لكنه شرعي مائة بالمائة وعندها سنبدأ بنقد أداء المجلس الضعيف الذي ساهمنا بطريقة غير مباشرة باختياره عبر عدم مشاركتنا والذهاب لصناديق الاقتراع.
ان الوقت المتبقي قبل موعد الانتخابات النيابية القادمة ليس بالطويل لذلك يتطلب منا جميعا مواطنين وهيئات ثقافية واجتماعية ان ندعوا ونحث الجميع على المشاركة واختيار من يريدون حتى لو كان اختيارهم الورقة البيضاء، ففي كثيرا من الدول يدفع المواطنين أرواحهم ثمنا للحصول على حقهم في الاقتراع واختيار ممثليهم ، في حين نرفض نحن هذه الحق في بلدنا ونقف وبكل سلبية تجاه اهم معترك سياسي لان المجلس النيابي القادم سيشرع القوانين لكافة افراد المجتمع الأردني وليس لمنتخبيه فقط، فان كنا حريصين على أنفسنا قبل ان نكون حريصين على الجميع علينا المشاركة وعدم المقاطعة السلبية.
واخيرا اعرف تماما ان كثيرا من النقد سيصلني ، وسيتم اعتباري مدافعا او"مجامل" للحكومة وبالتاكيد هذا الشيء لا يزعجني فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، فشعاري دائما قول كلمة الحق حتى لو لم تعجب الاخرين، ويبقى الاردن بلدنا وطننا الغالي الذي نفتديه بالغالي والنفيس وكل منا يحبه بطريقته.
رئيس منتدى أبناء البلقاء الثقافي
