امسية تعاين المشهد القصصي بالزرقاء
المدينة نيوز :- عاين الباحث محمد المشايخ خلال الأمسية التي نظمها فرع رابطة الكتاب الأردنيين بالزرقاء مساء أمس المشهد القصصي في الزرقاء منذ بدايات تبلوره على يد المبدعين الرواد وحتى الوقت الحالي .
وقال ان الشاعر مصطفى وهبي التل(عرار ) كان من أبرز فرسان القصة في بدايات تأسيس امارة شرق الأردن ،حينما كان حاكما إداريا في الزرقاء خلال عامي 1924 و1925 ، اذ كتب عددا من القصص القصيرة التي جمعها الدكتور زياد الزعبي،اضافة الى الشاعر محمد العدناني الذي أصدر قصته الطويلة في السرير عام1941.
وأضاف ان مرحلة الستينيات أفرزت جيلا واكب عمليات التجريب التي شهدها الوطن العربي على صعيد فن القصة، وفي الوقت نفسه استخدم أشكالا قصصية حديثة تراوحت ما بين الرمزية والتجريدية والسريالية، واسهم في إعادة بناء القصة القصيرة كشكل فني متميز في الساحة الأردنية.
وأشار الى ان اتجاهات كتابة القصة تنوعت ، اذ كان هناك الاتجاه الواقعي الاجتماعي الذي يميل إلى تحليل الواقع وتناقضاته وفقا لمنظورات جدلية، والاتجاه الواقعي الملتزم بالقضية الفلسطينية، حيث عكف أصحاب هذا الاتجاه على معالجة ذيول المأساة الفلسطينية وتفرعاتها من خلال شكل قصصي شبه تقليدي مع ميل إلى الرومانسية، اضافة الى الكتابة القصصية الفلسفية والرمزية والرومانسية .
وبين المشايخ ان مرحلة السبعينيات، التي شهدت تأسيس رابطة الكتاب الأردنيين ونادي أسرة القلم ، ظهر فيها مبدعون جدد في فني القصة والرواية، حيث بدأت القصة في الزرقاء تتبوأ مركزها الحقيقي و تميز انتاجها القصصي بالتنوع والزخم وسمو التجربة والتطوير الفني الواضح. كما استوعب كتاب تلك المرحلة التجربة الطويلة الصعبة السابقة، وصار لما يكتبونه هوية وخصوصية، أعطت لتجربتهم نفسا محليا لا يتوقف عند نموذج أو شكل أو حالة، حيث أدى هذا بالكتاب إلى الشعور بالثقة بتجاربهم الفنية، و سمح بالتجريب من حيث الشكل للوصول إلى لغة خاصة تتميز بالتركيز والتحلل من التفاصيل، والايجاز مع ميل واضح إلى الايحاء والتداعي والتصوير الذكي.
ولفت الى ان كتاب القصة في الثمانينيات عكست تجاربهم سلسلة من الأحداث الكبيرة المؤثرة، التي شهدتها المنطقة، والتي يأتي في مقدمتها: الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982، والحرب العراقية الايرانية،اضافة الى الانتفاضة الفلسطينية،والتحول الديمقراطي،وحرب الخليج،والمسيرة السلمية.
وقال ان الحركة الأدبية الأردنـــــية بعامة، و"الزرقاوية" بخاصة ، واكبت جملة التطورات التي شهدتها الحياة الثقافية العربية والعالمية،في مرحلة التسعينيات التي انعكست معطياتها على مختلف الأجناس الأدبية، وفي مقدمتها القصة القصيرة، التي ساهم في تطويرها جماليا وموضوعيا، كوكبة من كتاب القصة الذين ظهروا إبان هذه الحقبة.
وتابع ان مرحلة القرن الواحد والعشرون شهدت ظهور جيل من القاصين الذين ابتعدوا بنسب معينة عن التقليد والتجريب، وحلـّقوا في فضاءات الابداع، متمردين على التقاليد لقصصية الموروثة، وأحدثوا اهتزازات وانزياحات مسّت شكل القصة العربية ومضمونها، حيث كرس هذا الجيل القصة القصيرة جدا من جهة، وكرّس التداخل بين الأجناس الأدبية والفنية المختلفة.
وبين المشايخ ان هناك ثمانين قاصا،ظهروا في الزرقاء منذ تأسيس الإمارة، أصدروا(130) مجموعة قصصية،وثمة كثيرون أقصاهم الاعلام أو اقصوا أنفسهم ليتضاعف هذا الرقم عدة مرات فيما لو تم إجراء إحصاء حقيقي لعدد مبدعي المحافظة.