المواطنة عائشة السعودي قصة نجاح اردنية بنكهة عربية
المدينة نيوز – عبر مسيرة ربع قرن من العطاء والانجاز والعمل الخيري والتطوعي وبناء المستقبل المشرق لابنائها الستة الأيتام نحتت عائشة السعودي بحبات عرقها وجهدها قصة نجاح أردنية على صخر من التحدي والمعاناة لاطمت بها أمواجا وتحديات في مجتمع يرفض للمرأة ان تلعب دورا بارزا في العمل العام أو التطوعي .
في عاصمة أدوم ( بصيرا ) نبتت شجرة سنديان بشرية قاومت رياح العادات والتقاليد الرافضة لخوض المرأة معترك الحياة وخروجها للعمل في صالونات التجميل والبيع والشراء ، فما كان من أم محمد إلا الصبر والصبر ، والصراع من اجل توفير عيش كريم لابنائها بعد فقد معيلهم .
دفعها إيمانها المطلق بالله عز وجل ، ثم ظروفها الصعبة التي جعلت من شخصيتها شعاعا على صفحات العطاء يضىء بالعزيمة الى السباحة عكس التيار لإقناع مجتمعها بجدراتها وأهليتها لخوض غمار الحياة بكل تحدياتها .
عائشة السعودي ( 45 عاما) التي نالت بجدارة لقب نموذج المرأة العربية من خلال مشاركتها من بين ثماني مشاركات عربيات حققن النجاح متحديات كل الصعوبات ، دخلت ضمن حملة الأيادي البيضاء لعالم المرأة الأردنية من خلال البرنامج التلفزيوني " المرأة النموذج " ، مشيرة الى أن قصتها عرضت عبر أكثر من 100 قناة تلفزيونية عربية وتم تسليط الضوء عليها خلال أربع حلقات متواليات عن فعاليات التجارب النسائية الناجحة في هذا المجال .
وتضيف والأمل والعزيمة مفاتيح حديثها انها بدأت بمحطات رحلة مزج مشوارها بالصبر والتحدي وحرق الذات من الأقارب والمجتمع المحيط ، مذ كانت تعمل كوافيرة متنقلة بين المنازل بحقيبة متواضعة لتزيين النساء في منازلهن قبل عشرين عاما ، هاجسها في ذلك توفير لقمة عيش لابنائها اليتامى ، دون أن تنتظر منة وحسنة من احد .
وبدأت تفكر بافتتاح صالون للتجميل ، في وقت كان مثل هذا المشروع مرفوضا في منطقتها " بصيرا " حيث المجتمع المحافظ والمتمسك بالعادات والتقاليد ، مشيرة إلى أنها إلى جانب صالون التجميل افتتحت نوفتيه لألبسة الأطفال والنساء .
وتستذكر ام محمد محطات قصة نجاحها عبر تلك السنين المضنية ، حتى نمت مشروعاتها وتمكنت من تدريس أبنائها في الجامعات مع تشجيعهم للعمل التطوعي والمشاركة في الكشافة وسابلة الأمير حسن .
وبالتوازي مع العمل سارت في مشوارها التطوعي فهي عضو في بلدية بصيرا ورئيسة للجنة النسوية في جمعية بصيرا ، وناشطة اجتماعية على مستوى المحافظة منذ عام 1986 ورئيسة لجمعية أدوم الخيرية ، ومشاركة فاعلة في مختلف فعاليات المجتمع المحلي ، وما زالت ترعى جمعية الأرامل والأيتام والمحتاجين في بلدتها.
وفي ايام رمضان تعمل على تلبية نداء واجبها تجاه الأيتام والأرامل والمطلقات والمعلقات الذين يسكنون في 150 أسرة ، فبدأت كما تقول تجلب لهم ولهن المعونات النقدية والعينية من الشركات الوطنية الداعمة لمسيرة الخير في عمان ، حيث رهنت نفسها لرعاية الأيتام .
بيد تمسح على رأس يتيم وبأخرى تقدم صدقات المتبرعين من خلال جمعيتها الخاصة بالأيتام التي ترأسها .
وفي حديثها عن أبنائها تقول أم محمد ان احدى بناتها تخرجت العام الماضي من الجامعة ، في حين ابنتها نوال التي تدرس هندسة الحاسوب بعد حصولها على الأولى في الإدارة المعلوماتية على مستوى المحافظة حصلت كذلك على الجائزة الذهبية في سابلة الأمير الحسن ، وهي كابتن فريق السلة في جامعة العلوم والتكنولوجيا .
وتضيف ان ابنها الوحيد محمد الذي يدرس في الجامعة الأردنية تخصص رياضة حصل على الجائزة الذهبية في السابلة ، فيما هالة التي حصلت على الجائزة البرونزية والفضية وتسعى للحصول على الذهبية بنفس الجائزة .
السعودي أشادت بدور جلالة الملك عبد الله الثاني في رعايته قطاع المرأة وتمكينها من المشاركة في مسيرة البناء والتنمية ، مبدية إعجابها بجهود جلالة الملك رانيا العبدالله في رعاية هذه المسيرة والاهتمام الذي توليه للمرأة العربية والأردنية عبر حزمة المبادرات التي تدفع بمسيرة المرأة قدما نحو معالي العطاء والانجاز لافتة إلى ان المؤسسات التي تعنى بالمرأة لتمكنها من إيجاد مكانتها في المجتمع .
وترى محمد ان نجاحها كأمره نموذج في النجاح وشق طريق المستقبل بمعاول الصبر والتحدي كان بمساعدة أبنائها وزوجها عندما كان بينهم ام محمد تنصح من تمر بظروف مادية صعبة بتحمل المسؤولية بان يصبرن ويتجاوزن الظروف الصعبة دون إحباط وتوقف وان يكن شموعا تحترق لتضيء عتمة الليل لأسرهن ومجتمعهن.
انها عائشة السعودي الأردنية الجذور التي نسجت من الصبر قصة نجاح وعنونت حياتها بانه: لا توقف مع الزمن فهي ماضية وتأمل ان تدخل مجس النواب لتخدم أبناء مجتمعها وفق خطط وبرامج وضعتها على عاتقها لتنفذها .( بترا )
