مبارك لدولة الرئيس ولنا ... رئيس حكومتنا القادم

تم نشره الإثنين 23rd آب / أغسطس 2010 09:19 مساءً
مبارك لدولة الرئيس ولنا ... رئيس حكومتنا القادم
أحمد النعسان

من الأمور التي أصبحت من بديهيات تسلم المناصب الرفيعة في هذا البلد الأغلى على قلوبنا هو وجود جينات وراثية حية في دم المرشح للمنصب مستمدة من أحد الأقارب الدرجة الأولى أو الثانية أو حتى الثالثة وذلك حسب الأولويات طبعا والأقدمية ونوعية منصب القريب المورث للجينات، ففي بلدنا الغالي عاصرنا رئاسة الوزراء تنتقل من الأب إلى الإبن إلى الحفيد، وشهدنا تسلم شقيقين لأهم منصبين في البلد، الأول رئيسا للوزراء والثاني مديرا لأهم جهاز أمني في البلد، وشقيقين آخرين تسلما رئاسة الحكومة في أوقات متلاحقة، وشاهدنا وزير داخلية وابن أخيه مديرا لجهاز أمني رئيسي في نفس الوقت ، ومر الوقت الذي كان فيه أحدهم رئيسا للوزراء وابن شقيقته وزيرا وزوج شقيقته (والد الوزير) رئيسا لمجلس الأمة، ورئيس مجلس نواب وولده الوزير وابن رئيس وزراء مديرا للملكية، وأبناء رؤساء وزراء موظفين رفيعين هنا وهناك، القائمة تطول ونحن نتحدث عنها من باب السرد فقط وليس من باب الحسد بالتأكيد، فنحن كطبقة فقيرة ومهما امتلكنا من إمكانيات تفوق أبناء المسؤولين وأبناء أخواتهم وإخوانهم وأقاربهم من مختلف الدرجات سنبقى نعاني من عدم توفر جين المسؤولية والتوريث.
بدأنا نشعر أنه من المستحيل أن يعود الزمن الذي تعتبر فيه الكفاءة والخبرة والجدارة والتفوق والإخلاص بالعمل المعيار الحقيقي والوحيد لتعيين المناصب العليا والوظائف ذات القيمة، وأنه تم استبدال كل ذلك باعتبارات جديدة تعتمد سياسة الاسترضاء والمنفعة المتبادلة والمحاصصة بين المتنفذين والتوريث بكل تأكيد، غابت المعايير العادلة والفرص المتساوية والتنافس الحقيقي أمام المبدعين وحل عوضا عنه الواسطة والمحسوبية وما أسلفنا من معايير زائفة أثبتت عدم جدواها، أصبحنا نخشى أن يصاب المبدع بإحباط وقد حدث إلى حد ما جراء يأسه من المنافسة على وظيفة هو الأجدر بها أصلا لو تم تطبيق المعايير المهنية الصحيحة، ولكن المناصب اليوم في بلدي أصبحت في القسم الأكبر منها علب هدايا جاهزة توزع في الوقت المناسب أو جزء من ميراث أحد الأقارب يقوم بتوريثه للنسخة الجديدة منه وللرجل غير المناسب في الغالب، أتمنى ألا نصل إلى مرحلة تصبح فيها هجرة العقول والمبدعين ظاهرة مقلقة لكل غيور على هذا الوطن، فمن البديهي أن يبحث المتفوق عن ميدان يعتمد التنافسية والإبداع كمقياس لتسلم المناصب والتدرج بالوظائف حسب الكفاءة والإنتاجية بعد أن أغلق ميدان الوطن بابه أمام السواد الأعظم من أبناء هذا الشعب الطيب، واختصرت القائمة على عدد من الشخصيات تتوزع المناصب فيما بينها وتتكرم أحيانا على الأناس العاديين أمثالنا ببعض الوظائف من باب إطعام الأفواه سعيا لإخجال العين، وبعد ذلك كله لم يعد مفاجئا أو مستغربا أن ترتفع الأصوات معترضة ومحتجة عند كل تشكيل لحكومة أو تعيين لمنصب أو تشكيل لمجلس معين؛ لأنه ربما لجأ البعض لسياسة المحاصصة والتأكيد عليها حماية للطبقة الأضعف التي لا تجد مفرا من المطالبة بهذه الطريقة على الرغم من عدم قناعتها ولكن لا خيار أمامهم سواه.
لا يسعني في نهاية حديثي إلا أن أبارك لشعبنا ولدولة رئيس الوزراء بنجاح نجله بالثانوية العامة وتسجيله في إحدى الجامعات الأمريكية، ليعود لنا بعد سنوات لسن بطوال رئيسا شابا للوزراء، فزيد قد اعتاد سماع كلمة دولة قبل ولادته حتى، أهنئ الجميع بدولة رئيس الوزراء القادم، ولا يسعني طبعا إلا أن أكرر جملتي التي عرفتموها عني " لك الله يا شعبي الطيب " فهو نعم المولى ونعم النصير.

abomer_os@yahoo.com



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات