وفد احصائي دولي يطلع على التجربة الاردنية للتعداد السكاني
المدينة نيوز :- قال مدير مركز مسارات للأبحاث السياسية في رام الله هاني المصري، ان اسرائيل منذ احتلالها القدس قبل حوالي خمسين عاما، وهي تحاول جاهدة من خلال علماء الآثار والحفريات أن تجد أي شاهد أو أثر يدل على وجود تاريخي سابق للعبرانيين، دون جدوى، لدرجة أن العديد من علماء الآثار الاسرائيليين أعلنوا صراحة أنهم لم يجدوا أي دليل على ذلك.
ولفت المصري في حديثه لبرنامج "عين على القدس" الذي بثه التلفزيون الأردني مساء أمس الاثنين، الى أن هذه المحاولات هي ضمن مخطط متكامل لمدينة القدس التي تتعرض لعملية ضم زاحف، مشيرا الى أن الضم القانوني الذي مضى عليه فترة طويلة لم يلغ الواقع العربي والاسلامي للمدينة.
ورأى انه رغم الجهود التي تبذل والتي ساعدت حتى الآن على صمود القدس وأهلها، الا أنها لا تزال أقل من المخاطر والتحديات، مشيرا الى أن ما قدمه ملياردير يهودي لوحده دعما للاستيطان يفوق ما قدمه الفلسطينيون والعرب.
وأكد مدير دائرة أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب انه لا يمكن السماح لأي مسؤول آثار اسرائيلي التدخل في شؤون المسجد الأقصى المبارك الذي يتبع لوصاية الأوقاف الاسلامية وله رعاية ووصاية ملكية يقوم عليها جلالة الملك عبدالله الثاني.
من جانبه، شكك رئيس الهيئة الاسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري، بمبررات وجود سلطة الآثار الاسرائيلية، لأنه لا توجد أصلا آثار لليهود، مشيرا الى مهمة هذه السلطة محصورة بالاعتداء على الآثار الاسلامية وملاحقة القائمين على الإعمار في المسجد الأقصى المبارك وعرقلة ترميم المسجد الأقصى ونبش وحفر الأنفاق أسفل المسجد.
وقال عالم الآثار روبين أبو شمسه ان الآثار المكتشفة وجهت ضربة قاصمة لأوهام وجود آثار عبرية في منطقة جنوب المسجد الأقصى والقصور الأموية، مؤكدا أن كل نواتج الآثار وما نتج عن حفريات في هذه الفترة أثبتت أن هذا الموقع غني جدا بالفترة الاسلامية المبكرة وبعض النواتج الأثرية التي تعود الى الفترة البيزنطية.
وقال وزير الثقافة في السلطة الوطنية الفلسطينية ايهاب بسيسو ان القدس تمثل نقطة ارتكاز في الهوية الثقافية الفلسطينية والعربية والاسلامية والمسيحية، داعيا المبدعين والمؤسسات الثقافية والقطاع الخاص العربي الى دعم الجهود الثقافية التي تسعى الى تدعيم صمود القدس في مواجهة ممارسات الاحتلال.
من جانبه، تمنى أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم اسماعيل التلاوي، أن تحتفي الدول الاسلامية الـ 58 بالقدس عاصمة للثقافة الاسلامية عام 2019 بطريقة مختلفة، عن طريق تمكين المقدسيين من الصمود داخل مدينتهم وتقديم الدعم المالي للحفاظ على التراث العربي الاسلامي داخل المدينة، مشيرا الى أن أكثر من ثمانين مؤسسة ثقافية وتربوية في القدس مهددة بالإغلاق.
وقالت الخبيرة التربوية في دولة فلسطين اعتدال الأشهب ان اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية ترك أثرا ايجابيا على جهود اعادة حضور القدس الى الواجهة، مؤكدة أهمية ان تبقى القدس حاضرة بغض النظر عن اعتبارها عاصمة دائمة للثقافة.
وحول تضمين موضوع القدس في المناهج العربية، قالت الأشهب انه يجب التركيز على الجانب العقدي والجوانب التاريخية، معربة عن طموحها بأن نرقى الى ما تفعله وتقدمه اسرائيل في سبيل تهويد مدينة القدس وتهويد التعليم.
فيما قالت مديرة المناهج في وزارة التربية والتعليم الأردنية الدكتورة وفاء العبداللات، ان القدس حاضرة وبقوة في المناهج والكتب المدرسية الأردنية، لأن القضية الفلسطينية محور ومرتكز رئيس في فلسفة التربية والتعليم وأهدافها.