كلمة من رئيس الجامعة الهاشمية في اليوم العالمي لأولي الضرر

المدينة نيوز :- أتحدث لكم في اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، وأحسّ بأنني أتحدث عن أشخاص يخصّونني، أشعر تجاههم بالمسؤولية، وأومن بهم وبحقّهم في التعليم وفي شغل المناصب التي تمكّنهم أجسادهم من القيام بمهامها.
ويصادف في الثالث من كانون أول كل عام احتفالا عالميا بذوي الاحتياجات الخاصة، غير أنني أوثر أن أجعل أيام السنة كلها احتفالاً بهم، ومناسبة لإدماجهم في بيئاتنا العلمية والتعليمية والعملية، وأنا أفضّل شخصياً أن أطلق عليهم تسمية (أولي الضرر) تمثلاً لقوله تعالى: "لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر"، وكم يثلج صدري أن أرى أعداداً منهم يحصلون على مقاعد للدراسة في الجامعة الهاشمية بخصم (90%) من الرسوم الجامعية.
وزيادة على ذلك وجدتني حريصاً على أن أجعل كلّ مبنى يقام حديثاً في الجامعة الهاشمية مبنى صديقاً لأولي الضرر، مهيأً لاستعمالهم، كما أحرص على تأهيل المباني القديمة بما يجعلها ميسّرة لهم.
وفيما يخص الخطط الدراسية في الجامعة، فقد تبنّيت أن تندرج لغة الإشارة في قائمة متطلبات الجامعة، وكلّفنا طلاباً برعاية أولي الضرر حركياً أو بصرياً، وخصصنا لك طالب يرعى زميله ويخدمه مكافأةً شهرية.
وضمن احتفالات الجامعة بمنح جوائز (الهاشميّة المبدعة)، ضمن حقولها المعروفة في مجالات الإبداع لدى الطلاّب؛ فقد قرّر مجلس عمداء الجامعة منح جوائز لخمسة طلاّب هم أصحاب أميز تحصيل علميّ من أولي الضرر في الجامعة، وذلك إيمانا بما عندهم من طاقات علمية تستحقّ التنويه بها، وتثمينها، وتشجيعها، وثناءً على قدرتهم على التميّز.
إنّ لأولي الضرر حقاً على المجتمعات، وأرجو أن نفي بهذا الحق وأن نكون بعيدين عن التقصير، وينبغي لنا أن نفكر في برامج تخدمهم وتجعل حياتهم بيننا أيسر، وتعيننا على تقديم المعونة لهم، وأرجو كذلك أن يأتي وقت نتغلب فيه على العقبات والصعوبات التي تقف أمامهم.
إننا نسعى إلى أن نوفّر لهؤلاء الأعزاء تسهيلات في جامعتنا، وفي مجتمعنا، ونعرف أن المجتمعات لا ترتقي إلا إذا تمكّنت من تمكين أبنائنا وإخواننا من أن يكونوا أعضاء أكفياء في مجتمع صالح يستفيد منهم، ويستثمر طاقاتهم أحسن استثمار. وسيظل بابي مفتوحا لهم، ولكلّ اقتراح يسهّل حياتهم، ويعين في استثمار طاقاتهم.