مزاجية وارتجالية وظلم
![مزاجية وارتجالية وظلم مزاجية وارتجالية وظلم](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/53876.jpg)
من العادات التي تعيب الشخص مهما كان عمره أو عمله هي المزاجية والارتجالية، والأسوأ من ذلك أن يضاف إليهما سوءة فقدان العدالة، وهذه مجتمعة أمور لا تزال تعاني منهما العديد من إدارات جامعاتنا الأردنية الرسمية، فعلى سبيل المثال لا الحصر، بماذا يفسر؟
تستر إدارة الجامعة خلف مؤسسة وطنية والإساءة لها، للتخلص من تعيين بعض الأشخاص الذين ترغب بإبعادهم والتنصل من المسؤولية في ذلك، ولو بالكذب والافتراء، مثال على ذلك ما حصل بين نائب رئيس إحدى الجامعات الرسمية ورئيس أحد الأقسام الأكاديمية، وقد كان يشغل أيضا موقع نائب عميد الكلية في جلسة في جامعة متعثرة مالياً وإداريا، مضيفاً إليها بفعله ذاك تعثراً سلوكياًً، حصل ذلك أثناء ساعات الدوام الرسمي، وبخصوص تعيين مدرس في قسم أكاديمي، والحادثة المؤلمة مفادها أن الرئيس لا يرغب بتعيين مدرس متقدم للعمل بالجامعة، وعليه قام نائبه بالطلب من رئيس القسم إبلاغ المدرس المتقدم بأن الجهات الأمنية لم توافق على تعيينه (وهذا لم يحصل بتاتاً) بدافع التخلص منه، وطبعاَ استنكر رئيس القسم تلك الحجة غير الصحيحة، وأجاب بأن ذلك سيلحق الأذى بسمعة ذلك الشخص النظيف الشريف، وبتلك المؤسسة الوطنية، وماذا لو راجع ذلك المدرس تلك المؤسسة وتبين له زور الحجة، ماذا سيحيق بالجامعة وأهلها، وطبعاً لم يستجيب رئيس القسم للطلب الظالم وسرعان ما تمت تنحيته عن موقعه، فخرج مظلوماً شريفاً لا ظالما وبترقيةً.
تستر إدارة الجامعة خلف المرؤوس سواء أكان عميدا أو مديرا، وبالذات في بعض الأمور التي لا يرغب الرئيس بمواجهتها شخصياً، بل يريد أن يحملها عنه احد مرؤوسيه، وذلك من خلال إعطائهما أوامره الشفوية لا الخطية وكأنه يتصرف بهما وليس قبلهما، أو معهما وذلك اضعف الإيمان، فيأمر بما يريد ويحكم برأيه بمنأى عن التعليمات أو الأنظمة، ولعدم وجود حيلة لديه أو سند يحميه في تنفيذ رغباته الشخصية، تجده يطلب منهم المواجهة وكأن احدهم هو متخذ القرار أو صاحب الرأي فيه وليس هو! والمثال على ذلك هو ما حصل مؤخراً مع أحد الزملاء الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت في إحدى الجامعات، لأسباب إدارية تتعلق بالعمل وأخرى وخاصة، فقرر ترك موقعه مستقيلاً على الرغم من الخسائر المادية والمعنوية التي ستطاله جراء ذلك، فلم يجد أمامه سوى قصد مكان رزق آخر فأرض الله واسعة، فاستدعى إلى رئيس الجامعة، إلا أن ردا من الرئيس لم يصل، وعلى العكس من ذلك، فقد سرب له العميد الطيب معلومة مفادها أن رئيسهما أمره بعدم رفع أي كتب له تتعلق بتلك الحالات، بمعنى آخر حفظ الأوراق، ولو لم يبلغه العميد بذلك، لبقي ينتظر إلى يوم ينقلون! السؤال ألان: الم يُلزم القانون رئيس الجامعة بمتابعة شؤونها؟
تقدم زميلان من احد الأقسام بطلبين، احدهما يرغب بإجازة من دون راتب ورفض طلبه، وفصل من الجامعة بقرار فقدان خدمة وبالتالي فقدان جميع مستحقاته، وآخر مدعوم، تقدم بطلب استقالة فأجيب طلبه وهو يعمل ألان في جامعة رسمية أردنية ولم يفقد أي من حقوقه.
ما معنى هذا التنصل من المسؤولية وتحميل الآخرين تبعات الضعف وفوق كل ذلك ظلم لهذا ودلال لذاك.
أليس ما ذكر هو بحق تشويه صورة مؤسسات الوطن وطرد وتهجير للعاملين فيه؟