مزاجية وارتجالية وظلم

تم نشره الجمعة 27 آب / أغسطس 2010 11:04 صباحاً
مزاجية وارتجالية وظلم
أ. د. مصطفى محيلان

من العادات التي تعيب الشخص مهما كان عمره أو عمله هي المزاجية والارتجالية، والأسوأ  من ذلك أن يضاف إليهما سوءة فقدان العدالة، وهذه مجتمعة أمور لا تزال تعاني منهما العديد من إدارات جامعاتنا الأردنية الرسمية، فعلى سبيل المثال لا الحصر، بماذا يفسر؟
 تستر إدارة الجامعة خلف مؤسسة وطنية والإساءة لها، للتخلص من تعيين بعض الأشخاص الذين ترغب بإبعادهم والتنصل من المسؤولية في ذلك، ولو بالكذب والافتراء، مثال على ذلك ما حصل بين نائب رئيس إحدى الجامعات الرسمية ورئيس أحد الأقسام الأكاديمية، وقد كان يشغل أيضا موقع نائب عميد الكلية في جلسة في جامعة متعثرة مالياً وإداريا، مضيفاً إليها بفعله ذاك تعثراً سلوكياًً، حصل ذلك أثناء ساعات الدوام الرسمي، وبخصوص تعيين مدرس في قسم أكاديمي، والحادثة المؤلمة مفادها أن الرئيس لا يرغب بتعيين مدرس متقدم للعمل بالجامعة، وعليه قام نائبه بالطلب من رئيس القسم إبلاغ المدرس المتقدم بأن الجهات الأمنية لم توافق على تعيينه (وهذا لم يحصل بتاتاً) بدافع التخلص منه، وطبعاَ استنكر رئيس القسم تلك الحجة غير الصحيحة، وأجاب بأن ذلك سيلحق الأذى بسمعة ذلك الشخص النظيف الشريف، وبتلك المؤسسة الوطنية، وماذا لو راجع ذلك المدرس تلك المؤسسة وتبين له زور الحجة، ماذا سيحيق بالجامعة وأهلها، وطبعاً لم يستجيب رئيس القسم للطلب الظالم وسرعان ما تمت تنحيته عن موقعه، فخرج مظلوماً شريفاً لا ظالما وبترقيةً.
تستر إدارة الجامعة خلف المرؤوس سواء أكان عميدا أو مديرا، وبالذات في بعض الأمور التي لا يرغب الرئيس بمواجهتها شخصياً، بل يريد أن يحملها عنه احد مرؤوسيه، وذلك من خلال إعطائهما أوامره الشفوية لا الخطية وكأنه يتصرف بهما وليس قبلهما، أو معهما وذلك اضعف الإيمان، فيأمر بما يريد ويحكم برأيه بمنأى عن التعليمات أو الأنظمة، ولعدم وجود حيلة لديه أو سند يحميه في تنفيذ رغباته الشخصية، تجده يطلب منهم المواجهة وكأن احدهم هو متخذ القرار أو صاحب الرأي فيه وليس هو! والمثال على ذلك هو ما حصل مؤخراً مع أحد الزملاء الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت في إحدى الجامعات، لأسباب إدارية تتعلق بالعمل وأخرى وخاصة، فقرر ترك موقعه مستقيلاً على الرغم من الخسائر المادية والمعنوية التي ستطاله جراء ذلك، فلم يجد أمامه سوى قصد مكان رزق آخر فأرض الله واسعة، فاستدعى إلى رئيس الجامعة، إلا أن ردا من الرئيس لم يصل، وعلى العكس من ذلك، فقد سرب له العميد الطيب معلومة مفادها أن رئيسهما أمره بعدم رفع أي كتب له تتعلق بتلك الحالات، بمعنى آخر حفظ الأوراق، ولو لم يبلغه العميد بذلك، لبقي ينتظر إلى يوم ينقلون! السؤال ألان: الم يُلزم القانون رئيس الجامعة بمتابعة شؤونها؟
تقدم زميلان من احد الأقسام بطلبين، احدهما يرغب بإجازة من دون راتب ورفض طلبه، وفصل من الجامعة بقرار فقدان خدمة وبالتالي فقدان جميع مستحقاته، وآخر مدعوم، تقدم بطلب استقالة فأجيب طلبه وهو يعمل ألان في جامعة رسمية أردنية ولم يفقد أي من حقوقه.
ما معنى هذا التنصل من المسؤولية وتحميل الآخرين تبعات الضعف وفوق كل ذلك ظلم لهذا ودلال لذاك.
أليس ما ذكر هو بحق تشويه صورة مؤسسات الوطن وطرد وتهجير للعاملين فيه؟


muheilan@hotmail.com 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات