"عين على القدس" يلامس مظاهر احتفال المقدسيين بذكرى المولد النبوي
المدينة نيوز :- قال المحلل السياسي المقدسي فضل طهبوب، ان الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف في القدس، لها طعم ورائحة مميزة وتتصف بطقوس جميلة جدا، كنا نحياها سابقا بكل تفاصيلها وأجوائها المبهجة، وما زلنا متمسكين بهذه التقاليد، وان اختلفت الظروف نتيجة وجود الاحتلال الذي يحاول التضييق على مدينة القدس، ويحاول محو بعض العقائد والعادات والأعراف والثقافة المقدسية، والاعتداء على حرية العبادة وانتهاك حرية الأديان.
وأضاف طهبوب لبرنامج "عين على القدس" الذي بثه التلفزيون الأردني مساء أمس الاثنين، أن هذا جزء من المضايقات التي يعاني منها المجتمع المقدسي في جميع المجالات، من خلال رسائل الاحتلال بأن القدس هي جزء من الدولة اليهودية التي يجب أن تطبع بثقافتها العابرة.
وأشار إلى أن الاحتفالات التي تمت يوم أمس الأول بمشاركة كل مكونات المجتمع المقدسي، أثبتت أن أهل القدس ما يزالوا متمسكين بدينهم وهويتهم وعروبتهم وثقافتهم كما كانوا عبر الأزمان الماضية، ويزداد تمسكهم بمدينتهم ذات التاريخ الكبير والعظيم، رغم محاولة الاحتلال سلب هذا التاريخ والتأثير فيه من خلال محاولات تهويد المدينة وتغيير معالمها، ولكن صمود المقدسيين قوي جدا، إذ يحاولون المحافظة على تقاليدهم في المدينة قدر المستطاع رغم كل الصعوبات التي يواجهونها.
وحيا طهبوب موقف جلالة الملك عبد الله الثاني والشعب الأردني من قضية القدس، مشيدا بالرابطة الأخوية القوية بين الشعبين الأردني والفلسطيني، التي لا يستطيع الاحتلال والتحولات الأخرى من أن تفصل بينهما لأنهما بمثابة الشعب الواحد، معربا عن التقدير والاعتزاز بالتعبير الايجابي جدا للملكة الأردنية الهاشمية.
وتطرق طهبوب الى قانون منع الآذان الذي سيتم عرضه على الكنيست الاسرائيلي، قائلا ان الآذان يرفع منذ 1400 عام، ولم يجرؤ أحد في السابق على منعه، واسرائيل أيضا لا تستطيع أن تمنعه، لأنه ممارسة شعائر دينية مفروضة على كل مسلم ولا يستطيع أحد أن يمنع مسلما من أداء شعائره الدينية، رغم محاولة اسرائيل تلطيف اقتراحها نتيجة رفضه المطلق، بأن لا يرفع الآذان في صلاة الفجر فقط، وأهل القدس وفلسطين يرفضون ذلك رغم التهديد بالمخالفة ودفع الغرامة والاعتقال اذا تكرر، ومع هذا لم يتوان أي مؤذن حتى الآن من رفع الآذان في جميع الأوقات، رغم رسائل نتنياهو وحكومته بأن هذه الدولة يهودية، وهذا لن يكون بجميع الأحوال، لأن هناك أكثر من خمسة ملايين فلسطيني يعيشون في فلسطين التاريخية، ولا يستطيع أحد أن يجبرهم على مفاهيم وارادة الاحتلال، التي سيبقى الشعب الفلسطيني يقاومه ولن يستسلم لهذا القرار او سواه، لأنه شعب أبي له أمة عربية اسلامية تقف الى جانبه، وما يزال أهل القدس وسيبقون على العهد متمسكين بثقافتهم وتقاليدهم وعروبتهم، وما يزالون يأتون بالآلاف الى المسجد الأقصى، وهذا يغيظ العدو وهم في تحد دائم ومواجهة مستمرة مع العدو، الى أن تتغير موازين القوى وتتحرر القدس والمسجد الأقصى من جديد وتعود الى شعبها وأمتها العربية الاسلامية.
وقال رئيس الحركة العربية للتغيير النائب أحمد الطيبي، إننا نشارك في هذه المسيرات والاحتفالات السنوية ككل عام احتفاء بالمولد النبوي الشريف التي تقيمها الفعاليات المقدسية المختلفة، ولنؤكد من هنا من أزقة القدس ومن باب العامود، بأن القدس عربية وأن المسجد الأقصى للمسلمين، وأنه درة التاج وأن المآذن لن تسكت أبدا.
ووصف المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لاعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة وصفي الكيلاني، صلة ميلاد الرسول عليه السلام بالقدس الشريف كصلته بمكة المكرمة والمدينة المنورة، لأنه بميلاد الرسول الأعظم اكتملت العلاقة الربانية الاسلامية بين ثلاثة أماكن مقدسة، مكة المكرمة حيث ولد الرسول عليه السلام، والمدينة المنورة حيث أنشأ دولة الاسلام، والقدس الشريف حيث كان الأنبياء السابقين، وحيث بشر بالرسول محمد عليه السلام من هناك، وبالتالي اكتمل مفهوم الديانات التوحيدية ومفهوم أن الرسول عليه السلام هو خاتم الديانات السماوية، كما جاء في الكتب السماوية السابقة وكما أكدت عليه رحلة الاسراء والمعراج.
وأكد الكيلاني الدلائل الكثيرة في الكتب السماوية السابقة التي تبشر بمقدم سيدنا محمد وتتحدث عن أوصافه وسيرته كاملة، ولا بد من المكاشفة مع اليهود بأن يعدلوا من خرافاتهم ويعودوا الى ما ورد في التوراة الحقة، ويجب أن يصارح اليهود أنفسهم عما جاء في التوراة الحقة، وما ورد في كتبهم من صفات الرسول محمد عليه السلام بالعودة الى النص الصحيح حتى يعرفوا الجواب الصحيح.
وقال أمين عام مجمع الفقه الاسلامي الدولي الدكتور عبد السلام العبادي: القدس هي المدينة التي تحوي المسجد الأقصى ذو المنزلة العظيمة في الاسلام وعند المسلمين الذي تجعل منه جزءا من عقيدة كل مسلم، ومن هنا جاء قرار مجمع الفقه الاسلامي الدولي ليؤكد الحرص على زيارة المسجد الأقصى والتعلق به، لما يمثله من ميزات ودلالات بعيدة.
--(بترا)