شريف الشافعي: فرغتُ من غازاتي الضاحكة

المدينة نيوز - القاهرة – خاص - قال الشاعر المصري شريف الشافعي إنه فرغ من كتابة ديوانه الجديد "غازات ضاحكة"، وهو الجزء الثاني من متتاليته "الأعمال الكاملة لإنسان آلي"، التي صدر أول أجزائها بعنوان "البحث عن نيرمانا بأصابع ذكية" في ثلاث طبعات عربية بمصر وسورية، آخرها عن مؤسسة "سندباد" للنشر والإعلام بالقاهرة، في يناير الماضي.
أفاد الشافعي بأن "غازات ضاحكة" يبدو أكثر زخمًا، وأيضًا أكثر بساطة، من الجزء الأول، يقع في ستمائة وعشر صفحات من القطع الصغير، ويتضمن 527 مقطعًا شعريًّا قصيرًا على لسان الروبوت المتمرد، الذي يتحرر هذه المرة من سطوة حضور نيرمانا، معبرًا عن حالات إنسانية متعددة متداخلة متشابكة في آن واحد.
الحالة الأولى هي حالة الألم (معسكر السوس في ضرس العقل الإلكتروني) التي تؤدي إلى محاولة البحث عن مسكّن أو علاج، تليها حالة التخدير أو استنشاق الغازات التي تقود إلى شد عظام الفكين وظهور ابتسامات بلاستيكية بلون القطن الطبي، تعني حياة مصطنعة وتواصلاً باهتًا مع الآخرين من الزوار المعقّمين، ثم حالة الغيبوبة التي تنجم عن الإفراط في استنشاق الغازات الضاحكة، وتتضح فيها هلوسات وأحلام الروبوت الطامح إلى التخلص من البرامج الجاهزة والارتداد إلى صورته الطينية، ثم حالة الموت التي تجسد انتصارًا لإرادة الحياة الحقيقية للإنسان الحقيقي على قوة أجهزة الإعاشة الجبرية للإنسان الآلي في المستشفى.
لم يفصح الشافعي عن الجهة التي ستنشر الديوان، مكتفيًا بالإشارة إلى أنها إحدى دور النشر الخاصة البارزة في العالم العربي. ومن أجواء الديوان:
الغريبُ،
الذي يعبرُ الطريقَ
ليس بحاجةٍ إلى عصا بيضاءَ
ولا كلبٍ مدرّبٍ /
هو بحاجةٍ
إلى أن تصير للطريقِ عيونٌ
تتسعُ لغرباء
* * *
لَمْ تكن هناكَ نيّةٌ للعشق
لكنْ كان هناكَ قمرٌ
حاولنا في مياهه الإقليميّةِ
أن نفعل أيَّ شيءٍ
باستثناء العشقِ،
فلمْْ نستطع،
ولذلك غرقْنا
* * *
لَمْ تكن هناكَ نيّةٌ للرقصِ
لكنْ كان هناكَ مطرٌ
حاولنا تحته
أن نفعل أيَّ شيءٍ
باستثناء الرقص،
فلمْ نستطع،
ولذلك رقصْنا
* * *
لا أطمَعُ أبدًا
في هواءِ مروحةِ السّقفِ
ولا في مروحةِ السّقفِ
لأنني السّقْفُ /
اقتربي،
لأطْمَعَ في أنْ أكونَ سقفًا
لا سقفَ له
* * *
لستُ صاحبَ مواهب استثنائيّةٍ
صدِّقوني /
أتدرون: كيف عرفتُ
أن هذه اللوحةَ لوحةٌ زائفةٌ؟
لأنها ببساطةٍ لَمْ تكتشفْ
أنني لحظة نظري إليها
كنتُ إنسانًا زائفًا