جامعة إربد الأهلية تحتفل باليوم العالمي للغة العربية

المدينة نيوز :-بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، والذي يصادف بتاريخ 18/12 من كل عام، وبرعاية الأستاذ الدكتور زياد الكردي رئيس جامعة اربد الأهلية، أقام قسم اللغة العربية في كلية الآداب والفنون، محاضرة علمية للدكتور رائد عكاشة المستشار الأكاديمي في المعهد العالمي للفكر الإسلامي، بعنوان الأمن اللغوي، بحضور الأستاذ الدكتور أيمن الأحمد عميد الكلية، وعمداء الكليات، وجمع كبير من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية وطلبة الجامعة، يوم أمس 27/12/2016، في مدرج الكندي، وقدّم للمحاضرة الدكتور عاطف فضل، عضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية.
وانطلقت فعاليات اللقاء بقراءة الفاتحة على أرواح شهداء الوطن، وتناول الدكتور عكاشة في محاضرته الحديث عن مفهوم الأمن اللغوي وأهميته في السياق الحضاري للمجتمع العربي، وبيّن دوره في المحافظة على الشخصية العربية الإسلامية، لا سيما في ظل الصراعات اللغوية المحتدمة على المواقع الإلكترونية، وضرب عدداً من الأمثلة العالمية الحية، التي توضح مفهوم الأمن اللغوي عند الشعوب.
ولفت الدكتور عكاشة النظر إلى أهمية التعمّق في فهم ظاهرة التراتبية اللغوية، التي تعني رقي لغة على أخرى، والإشكاليات التي رافقت هذه الظاهرة أثناء فترة الاستعمار وما بعدها، مما نلاحظ آثارها في التبعية اللغوية والقيمية عند الإنسان المستعمَر والمهيمن عليه.
وحاول الدكتور رائد عكاشة تأصيل علاقة اللغة ببناء الشخصية، فأشار إلى مكانتها في الفكر الإسلامي، ودورها في ضبط الرؤية تجاه النصوص الدينية وغير الدينية، وكشف عن التلازم بين اللغة والإسلام في كثير من المواطن.
وأفرد الدكتور عكاشة حديثاً مهماً حول اللغة والهوية ضمن جدلية الانتماء والارتماء، وكشف عن حالات الانسجام بين اللغة والهوية التي تتبلور بشكل كبير في اللغة القومية الأم، وكذلك حالات الفسخ والانفصام من خلال التعامل مع اللغة الفصيحة في مواقع التعليم والتدريس، والخروج عليها وعلى قوانينها في البيت والحياة، وكذلك بروز ظاهرة الثنائية في المجتمعات العربية؛ إذ تبرز اللغة الأجنبية بشكل كبير، مما يقلل من قيمة اللغة القومية، ويجعلها في المرتبة الثانية؛ لا سيما في مواطن التعليم والمخاطبات والرسميات.
وركز المحاضر على الوعي المنهجي بوظيفة اللغة، وعلى ضرورة التفريق بين اللغة بوصفها أداة تواصل، وبوصفها أداة تمثّل للحياة وللوجود.
وأبرز المحاضر أهمية السياسة اللغوية والتخطيط اللغوي، ودورهما في توفير البيئة العلمية في التعامل مع اللغة، ودعا إلى رسم استراتيجيات متنوعة في تفعيل اللغة (قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى).
كذلك أبان المحاضر المعيقات التي تحول دون سياسة لغوية فاعلة، ومن أهمها: الأزمة المعرفية، وعدم فهم الواقع، وغياب الأفق الاستراتيجي القادر على تحديد الأهداف.
وقدّم الدكتور عكاشة في ختام محاضرته عدداً من المقترحات العلمية لتنفيذ سياسة لغوية ناجعة، ومن أهمها: الانتقال من الكمي إلى الكيفي، ومن القلم إلى الرقم، ومن الاقتصار على أقسام اللغة العربية في حمل همّ اللغة إلى الدراسات البينية، والتعاون مع الأقسام ذات العلاقة، والإفادة من البعد التراكمي والتجارب الفاعلة في تنمية اللغة وتطويرها.
وبنهاية المحاضرة قام رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور زياد الكردي بتسليم درع الجامعة للدكتور رائد عكاشة، وكرر الترحاب به بين أسرته في جامعة إربد الأهلية.